شباب مبابي وخبرة فالكاو يجسدان نجاح موناكو

مبابي وفالكاو

كليان مبابي، 18 عاما، وراداميل فالكاو، 31 عاما، هما الوجهان الأكثر بزوغا للنجاح غير المتوقع الذي حققه موناكو، الذي بفضل قوته الهجومية الرهيبة والتزامه الخططي نجح في الإطاحة بالعملاق باريس سان جيرمان واقتناص لقب الدوري الفرنسي منه، بعد سيطرته عليه طوال المواسم الأربعة الأخيرة. قليلون هم من راهنوا في بداية البطولة على تتويجه باللقب، ولكن موناكو كان مصمما على مفاجأة الكل وخاطر بأسلوب لعبه الذي لم يتضمن صفقات ضخمة، مثلما فعل منافسه بي إس جي، لكنه راهن على لاعبين من الشباب الواعد. وتحت قيادة البرتغالي ليوناردو جارديم، المدير الفني قليل التعبيرات، المتحفظ والملتزم بالخطط التكتيكية، نجح موناكو في التتويج بلقبه الثامن للدوري الفرنسي، الأول بعد 17 عاما، وتألق في دوري الأبطال الأوروبي، ببلوغه الدور نصف النهائي، والذي سقط فيه أمام يوفنتوس، لكنه قبله كان قد أطاح بأندية عريقة كمانشستر سيتي وبروسيا دورتموند. دون امتلاكه لأفضل اللاعبين، وبقليل من الاستحواذ على الكرة ولكن مع خط دفاعي متماسك، يصف منافسوه أنفسهم موناكو جارديم بأنه فريق فتاك في الهجمات المرتدة و"يعرف ماذا يريد". فعاليته الكبيرة في التسجيل ربما كانت أبرز سماته. فبين دوريات كرة القدم الكبرى في أوروبا، فقط برشلونة (112 هدفا) بهجومه الناري المكون من ليونيل ميسي ونيمار ولويس سواريز، سجل أهدافا أكثر من موناكو، الذي هز الشباك في 104 مناسبة بالدوري (بالتساوي مع ريال مدريد). ولكن إذا كان هناك وجه لم ينتظر إشراقه بهذا الشكل ساهم في هذا الإنجاز لموناكو، فهو مبابي، الذي لم يكن معروفا للكثير من الناس حتى بداية هذا العام، فهذا المهاجم الذي يحمل أصولا كاميرونية وجزائرية والذي يقارنونه الآن بتيري هنري، الذي سبق وأن لعب تحديدا في موناكو، حقق أرقاما غير مسبوقة. ففي مشاركته الأولى بدوري الأبطال الأوروبي، سجل مبابي ستة أهداف في تسع مباريات -جميعها في أدوار إقصائية- كما سجل في الدوري 14 هدفا وصنع 11 هدفا آخر وذلك في اجمالي 27 مباراة. وانضم إلى الوجه غير المعروف لمبابي، الكولومبي فالكاو، الذي أعاد اكتشاف نفسه من جديد رغم تأكيد الكثيرون عن نهايته كلاعب كرة قدم في عمر الـ31 عاما. فمهاجم ريفر بليت وبورتو وأتلتيكو مدريد السابق أخرس الانتقادات بأداء مميز مع موناكو ساعده في العودة مرة أخرى لمنتخب بلاده الكولومبي. وسجل فالكاو في "الليج آ" 21 هدفا في 28 مباراة، إضافة لخمسة أهداف في أوروبا بثماني مباريات، ليؤكد تعافيه ذهنيا وبدنيا من الإصابات التي كانت تلاحقه في مانشستر يونايتد وتشيلسي والتي كادت لتضع نهاية لمسيرته كنجم. ويبرز أيضا صانع الألعاب البرتغالي برناردو سيلفا كأحد الركائز الأساسية التي اعتمد عليها موناكو، إلى جانب لاعب الارتكاز البرازيلي، فابينيو، والظهير الفرنسي المالي جبريل سيديبي، وكذلك الجناح الأعسر الفرنسي توماس ليمار ولاعب الوسط الفرنسي الإيفواري، تيموي باكايوكو، وجميعهم تقل أعمارهم عن 25 عاما. وفي طريقه نحو لقب الدوري الثامن، سيبقى محفورا لفريق الإمارة ذلك اليوم الموافق 15 يناير 2017 عندما فاز 1-4 على ملعب أوليمبك مارسيليا، في الجولة الـ20 ومنذ ذلك اليوم لم يغادر المركز الأول. وبهذا اللقب، يبقى موناكو هو ثاني أفضل أندية فرنسا عبر التاريخ، بفارق لقبين فقط خلف سانت إيتيان، الأكثر تتويجا بالدوري (10 مرات)، فيما يبقى البي إس جي في حوزته ستة ألقاب. فالإنجاز الذي حققه نادي الإمارة، الذي يمتلك ملعبا لا يتجاوز الـ20 ألف مقعد، لويس الثاني، يظل كبيرا خاصة مع سياسته الجديدة مع الصفقات. فقد قرر موناكو، الذي يملكه الملياردير الروسي ديمتري ريبولوفليف، خفض استثماراته بشكل كبير منذ 2014 وأعاد توجيه سياسته ليستهدف التعاقد مع شباب واعد. وأصبحت الصفقات الضخمة التي أبرمها في 2013 بضم فالكاو (60 مليون) وجيمس رودريجيز (45 مليون) وجواو موتينيو (25) جزءا من الماضي. ولكن في هذا الموسم الناجح، لم تستحوذ أخبار موناكو الجيدة فقط على واجهات الصحف. ففي ديسمبر 2016 أدان موقع (ميديابارت) الفرنسي، استنادا إلى تسريبات "فوتبول ليكس"، وجود "عمليات مظلمة" في شراء وبيع اللاعبين بين ريبولوفليف ووكيل اللاعبين البرتغالي الشهير، جورجي مينديز، تتعلق بغسيل أموال نتيجة التهرب الضريبي.

مقالات متعلقة