مع ترقب العالم انطلاق المعركة الانتخابية الرئاسية في إيران اليوم الجمعة، أورد موقع إذاعة "دويتشه فيله" الألمانية تقريرا مطولا في صورة "سؤال وجواب" لعرض أبرز المعلومات المرتبطة بالسباق.
من هم المرشحون؟
يتبارى في السباق أربعة مرشحين هم:
1- الرئيس المنتهية ولايته حسن روحاني
داعية ومحامي سابق، يبلغ من العمر 68 عاما، وينظر إليه باعتباره إصلاحيا معتدلا.
روحاني وإبراهيم رئيسي هما المرشحان صاحبا الحظوظ الأقوى في الانتخابات الرئاسية.
وأثناء ولايتة الأولى، اتبع روحاني سياسة انفتاحية تجاه الغرب، مما ساهم في توقيع الاتفاق النووي عام 2015، الذي يستهدف تقليص قدرات طهران النووية مقابل تخفيف الغرب العقوبات المفروضة عليها.
ووعد روحاني في برنامجه الرئاسي أن يستمر في بناء روابط دبلوماسية واجتذاب المزيد من الاستثمارات الدولية لإيران حال إعادة انتخابه.
وعلى المستوى الداخلي، يحاول روحاني خلق المزيد من المساواة بين الجنسين، وتلك المرتبطة بالدين أو العرق، مما جعله يكتسب تأييد العديد من النشطاء الحقوقيين والأقليات.
ويلعب الاقتصاد دورا حرجا في المعركة بين روحاني ومنافسه الأقرب رئيسي، مؤكدا أن الاتفاق النووي سيجلب نموا اقتصاديا للبلاد.
ولكن بالرغم من مساعدة الاتفاق على استقرار العملة الإيرانية، ما زالت الاستثمارات الأجنبية ضئيلة، ونسبة البطالة مرتفعة، لا سيما بين الشباب حيث صعدت من 24 % إلى 30 %.
2- إبراهيم رئيسي
الداعية البالغ من العمر 57 عاما ينظر إليه باعتباره حليفا وطيدا وخلفا محتملا للمرشد الأعلى للثورة الإيرانية علي خامنئي.
ووصف رئيسي توقيع إيران على اتفاقية مع اليونسكو تتعلق بالتعليم والحقوق المتساوية للرجال والنساء بأنه مخالف للقيم الإيرانية الثقافية.
دعم رئيسي الأساسي يأتي من طبقة المتدينين وأصحاب الدخول المنخفضة في المناطق الريفية.
وأثناء الحملة، روج رئيسي لنفسه باعتباره رجل الأناس العاديين، واتهم إدارة روحاني بسوء الإدارة وصناعة قرارات تخدم الصفوة الاقتصادية فحسب.
وبينما لا يرغب رئيسي في تدمير الاتفاق النووي، لكنه قال إن إيران ينبغي أن تظل منفصلة عن الغرب على المستويين السياسي والاقتصادي، كما أنه يناهض المزيد من الاستثمارات الأجنبية.
مناهضو رئيسي على وسائل التواصل الاجتماعي وصفوه بأنه "آية الله" المتورط في عمليات إعدام آلاف السجناء السياسيين في ثمانينيات القرن المنصرم.
مصطفى ميرسالم
وزير الثقافة الإيراني الأسبق، يصنف تحت مظلة المحافظين، وانسحب من واجهة السياسية الإيرانية قبل حوالي عقدين من الزمان.
آخر منصب سياسي تقلده كان عضوا في مجلس تشخيص مصلحة النظام، وهي الهيئة التتي تتوسط بين السلطة التنفيذية والبرلمان في حالات الصراع.
لكن فرصه في الفوز تبدو واهية.
مصطفى هاشمي
76 عاما، إصلاحي وسطي خدم في منصب نائب الرئيس في الفترة من 1997- 2005 تحت قيادة محمد خاتمي، أول رئيس إصلاحي.
وعلاوة على ذلك، ترأس لجنة الانتخابات الأولمبية الإيرانية، لكن فرصته تبدو ضئيلة جدا في الفوز.
كيف تعمل الانتخابات؟
55 مليون ناخب، لا تقل أعمارهم عن 18 عاما، يحق لهم التصويت.
وإذا لم يحصل أي مرشح على نسبة 50 % من الأصوات، تجرى جولة إعادة في 26 مايو الجاري بين أول مرشحين.
ونظرا للفرص الضئيلة لكل من مصطفى مير سالم ومصطفى هاشمي فإن العديد من المراقبين يعتقدون أن السباق الرئاسي سيحسم في جولة 19 مايو.
المرشحون الأربعة وافق عليهم مجلس صيانة الدستور، المؤلف من 6 من رجال الدين يعينهم المرشد الأعلى، و6 محامين يعينهم رئيس السلطة القضائية، الذي يعينه المرشد الأعلى.
كيف يتكيف الرئيس مع النظام السياسي الإيراني؟
منذ الثورة الإسلامية عامي 1978 و1979، تحولت إيران إلى ثيوقراطية، لكن نظامها السياسي يشمل أيضا عناصر ديمقراطية.
الشخصية الأقوى في إيران هو المرشد الأعلى، الذي يعتبر أيضا زعيما للدولة وقائدا أعلى للقوات المسلحة.
ويتقلد علي خامنئي المنصف منذ 1989.
الرئيس الإيراني قائد السلطة التنفيذية يمثل ثاني أقوى المناصب في إيران، ويستطيع تشكيل السياسات بصورة ملحوظة، والتفاوض مع الزعماء الأجانب.
ورغم ذلك، ينبغي أن يوقع المرشد الأعلى على كافة القرارات السياسية.
وينتخب رئيس إيراني كل 4 سنوات بشرط عدم تجاوز ولايتين متتاليتين، بعكس المرشد الأعلى الذي يقتصر تعيينه على مدة محددة.
ما أهمية هذه الانتخابات؟
على المستوى الداخلي، تشكل السياسات الإيرانية من خلال صراع السلطة بين فصيلين: الإصلاحيون\ المعتدلون من جانب والمحافظون من جانب آخر.
فوز رئيسي سوف يعني تحول السلطة تجاه المحافظين الذين يتبنون تفسيرا أكثر صرامة للشريعة الإسلامية.
ولأن إيران لاعب إقليمي سياسي، تلعب الانتخابات الرئاسية دورا مهما في تشكيل السياسات الدولية.
ورغم تأكيد المرشحين الأربعة على رغبتهم في استمرار الاتفاق النووي، لكن روحاني يرغب في مد الروابط مع الغرب بينما يريد رئيسي طريقا أكثر انعزالا.
ونظرا لتصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب المناهضة لطهران، فإن اتجاهات الرئيس الإيراني المقبل قد تؤثر على مستقبل الاتفاق النووي.
وعلاوة على ذلك، تلعب إيران دورا في الحرب الأهلية السورية، بجانب روسيا حيث تدعم نظام الأسد، الحليف طويل المدى.
العلاقة الدبلوماسية الجيدة بين إيران والأقطار الغربية ودول الجوار مثل السعودية قد تسهل مستقبل مفاوضات سلام في سوريا.