القمة السعودية - الأمريكية.. تعزيز الإسلام المعتدل أم تأكيد زعامتها في المنطقة؟

العاهل السعودي الملك سلمان عبد العزيز والرئيس الأمريكي دونالد ترامب

تتطلع المملكة العربية السعودية إلى تأكيد زعامتها الإقليمية ضد إيران الشيعية من خلال استضافتها قمة تجمع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ورؤوساء الدول المسلمة في العالم.

 

 

هكذا استهلت صحيفة "تليجراف" البريطانية تقريرها الذي تناولت فيه كواليس الزيارة التي يقوم بها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للمملكة العربية السعودية اليوم الجمعة والتي تعد الأولى لدولة أجنبية منذ وصوله إلى البيت الأبيض في العشرين من يناير الماضي.

 

وذكر التقرير أن ترامب يخطط لإبلاغ قادة الدول المسلمة بـ " آماله في وضع نموذج معتدل للإسلام" وذلك في إطار سعيه لتقديمه الدعم للحرب ضد المسلحين المتشددين، وفقا لما ورد في بيان صادر عن البيت الأبيض.

 

وفي المقابل، ربما يطالب زعماء الدول الإسلامية ترامب ببناء جسور جديدة مع العالم الإسلامي في أعقاب مزاعم "الإسلاموفوبيا" التي تظهرها إدارته وخططها الرامية لمنع دخول المواطنين من ستة بلدان تقطنها الأغلبية المسلمة، الولايات المتحدة.

 

لكن بالنسبة للرياض، فإن الهدف الأساسي من عقد القمة هو إظهار زعامتها للعالم الإسلامي، لاسيما في مواجهة القوة الشيعية المتنامية في المنطقة والمتمثلة في إيران.

 

وأوضح التقرير أن زيارة ترامب للسعودية تجيء في الوقت الذي يواجه فيه الأول مخاطر العزل من منصبه وذلك بعدما ترددت أنباء عن تقديم بعض المقربين للرئيس الأمريكي نصائح له بالاستعانة بمحامي خارجي لمساعدته في إنهاء الجدل المثار حول علاقة حملته الرئاسية بروسيا، وفقا لما أوردته صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية.

 

لكن سيركز ترامب، خلال تواجده في الرياض، على سبل تعزيز العلاقات الدافئة بالفعل بين الرياض وواشنطن.

 

وقال أدام بارون، الزميل الزائر في المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية:" هذه علامة واضحة على الزعامة الإقليمية للسعودية،” مردفا :” تهدف الزيارة إلى إظهار قدرة السعودية على جمع رؤوساء الدول الإسلامية."

 

ووجه العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز الدعوة لقادة وممثلين عن 55 دولة مسلمة- من سلطنة بروناي الواقعة في جنوب شرقي أسيا إلى النيجر في إفريقيا وتركيا- لحضور القمة الإسلامية-الأمريكية التي ستجمعهم بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب بعد غد الأحد.

 

وستكون القمة واحدة من ثلاثة اجتماعات، سيعقد ترامب خلالها مباحثات ثنائية مع كبار المسؤولين السعوديين، وأيضا قادة الدول الست في مجلس التعاون الخليجي.

 

وسيعقد ترامب قمة ثنائية غدا السبت مع العاهل السعودي الذي تسعى بلاده لإعادة بناء علاقات قوية مع واشنطن بعد وصولها إلى مراحل متأخرة خلال عهد الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما.

 

وفي سابقة هي الأولى من نوعها، تستضيف الرياض ثلاث قمم تحت عنوان «العزم يجمعنا»، يحضرها الرئيس ترمب، وستعقد القمة الأولى بين السعودية والولايات المتحدة، والثانية قمة مجلس التعاون الخليجي والولايات المتحدة، والثالثة القمة العربية الإسلامية الأمريكية، لتعميق العلاقات التاريخية على أسس الشراكة والتسامح.

 

وتنظم القمم برؤية واحدة " معا نحقق النجاح"، لتأكيد الالتزام المشترك نحو الأمن العالمي والشراكات الاقتصادية العميقة والتعاون السياسي والثقافي البناء.

 

وستفضي القمم الثلاث إلى تعزيز التزام السعودية وواشنطن والدول الإسلامية والعربية بترسيخ مستقبل الأمن والسلام في العالمين العربي والإسلامي. كما ستكون بمثابة منصة الإطلاق لجميع الشركاء الأمريكيين والعرب والمسلمين، لاتخاذ خطوات جريئة جديدة لتعزيز السلام ومواجهة من يسعون إلى إشاعة الفوضى والعنف في جميع أنحاء العالم الإسلامي وما وراءه.

 

لمطالعة النص الأصلي

مقالات متعلقة