مباراة فريدة من نوعها.. لقبها البعض بـ "مباراة القرن" ففي الكرة المصرية.. لو اجتمع 1000 سينارست لوضع سيناريو أفضل من أحداثها لما وفقوا، وهي تضاهي مباراة الـ 6-1 الشهيرة بين الأهلي والزمالك، وربما تفوقها لما شهدته من ندية بين فريقين ألهبا المدرجات وأمتعا الجماهير، وارتضيا بالتعادل، لينام الجميع ليلتها سعيدًا بالوجبة الكروية الدسمة التي تناولها.
نعود 15 عامًا للوراء، وبالتحديد يوم 20 مايو من عام 2002؛ حيث يواجه الأهلي الإسماعيلي، وكل منهما في حوذته 57 نقطة، والعامل النفسي لدى لاعبي الفريقين في أفضل حالاته؛ حيث أعطى الأهلي غريمه الزمالك درسًا قاسيًا قبلها بـ 4 أيام في مباراة الـ 6-1، وكذلك فاز الإسماعيلي على الاتحاد السكندري بثلاثية نظيفة.
مدرجات ستاد القاهرة مملوءة عن آخرها..أصداء المعلق ميمي الشربيني تملأ جنبات الطرق، صادرة عن المقاهي والبيوت، يفتتح اللقاء بجملته الشهيرة "90 دقيقة أشغال كروية شاقة لنجوم الفريقين مع انفجار صفارة البداية للحكم الإسباني فيكتور توريس".
بادر الأهلي تهديد مرمى الدراويش ثلاث مرات عن طريق أحمد بلال تارة بتسديدة وأخرى بضربة رأس وثالثة بضربة حرة ارتطمت بالقائم الأيسر للحارس محمد صبحي، ليستشعر لاعبو الإسماعيلي القلق ويهمون بإحراز أول أهداف اللقاء من تمريرة بينية لأحمد فتحي أسكنها بركات شباك الحضري في الدقيقة 30، الثنائي الذي انتقل بعد ذلك للقلعة الحمراء مشاركين في صنع مجدها.
لم يمر 10 دقائق على هدف الإسماعيلي حتى تعادل بهدف رائع بقذيفة من القدم اليسرى لأحمد بلال الذي احتفل بتقبيل الدبلة على عادته، ليعلق ميمي الشربيني: أحمد بلال أصبح "بابا نويل" الكرة الأهلاوية في الفترة الأخيرة.
ولم يرتض الإسماعيلي أن ينهي الشوط الأول بالتعادل، ليتقدم مرة أخرى عن طريقة شربة رأس للمدافع عمرو فهيم شاهدها الحضري وهي تسكن الشباك تمامًا كما الجمهور، وإذ بالأهلي يفرض التعادل بضربة رأس أيضًا لمهاجمه محمد فاروق، في الوقت الضائع من الشوط الأول، لينزل الفريقان غرفة خلع الملابس بالتعادل، وتعود المباراة إلى نقطة البداية من جديد.
لم يكسر الإسماعيلي عادته وتقدم للمرة الثالثة في الدقيقة 63 بركلة جزاء سددها إسلام الشاطر، أحد أبرز نجوم اللقاء، والذي بدأ المباراة مدافعًا وأنها ظهير أيمن.
ومرة أخرى يظهر أحمد بلال مقبلًا دبلته بعد التعادل في الدقيقة 76 بهدف من صناعة علاء إبراهيم، الذي حلّ بديلًا، فقلب المباراة رأسًا على عقب خاصة بعدما تقدم للأهلي في لأول مرة خلال الـ 90 دقيقة محرزًا الهدف الرابع في الدقيقة 88 عن طريق ركلة جزاء.
ولوهلة خفتت المدرجات..الكل يترقب..جمهور الأهلي يظن أن فريقه انتصر، وانتهى ..جمهور الدراويش يشاهد بيأس اللحظات الأخيرة ويتمنى من صافرة الحكم لو تتأخر أبد الدهر حتى تتحقق المعجزة، التي حدثت بالفعل عندما أهدى الحكم الإسباني الإسماعيلي ركلة جزاء في الدقيقة 90 أحرزها المدافع صابر حنيدق الشهير بـ، "عطية" باقتدار لتسدل المباراة ستارها رافعة شعار "لم يحزن أحد".