"هل تمر زيارة ترامب بدون كارثة".. سؤال طرحته الكاتبة اﻷمريكية "جنيفر روبين" في مقال نشرته صحيفة "واشنطن بوست" اﻷمريكية، ألقت فيه الضوء على أهداف زيارة الرئيس اﻷمريكي دونالد ترامب للسعودية وإسرائيل، والمخاوف من قيام ترامب بفعل أو تصريح يتسبب في كارثة.
وفيما يلي نص المقال:
زيارة الرئيس اﻷمريكي دونالد ترامب للسعودية - المحطة الاولى في رحلته الأولى للخارج - تهدف إلى توطيد ما تصوره الإدارة على أنها شراكتها الرائدة مع العالم العربي والإسلامي، مما يجعل المملكة تسهم بشكل فاعل في تعزيز دورها كزعيم سياسي وديني.
وخلال يومين في الرياض، يخطط ترامب للتوقيع على اتفاقيات ثنائية عسكرية، واقتصادية، ومكافحة الإرهاب مع السعوديين، مما يشير إلى إنهاء ما وصفته الرياض وواشنطن بـ"سنوات أوباما العجاف".
ترامب وتقريبا كل مستشار كبير للبيت الأبيض سوف تجمعهم طائرة الرئاسة اﻷمريكية بعد ظهر الجمعة في رحلة إلى الرياض.
وتساءل عدد من خبراء السياسة الخارجية عما يمكن تحقيقه من الرحلة، ويقول "إليوت كوهين" المسؤول السابق في وزارة الخارجية الأميركية السابق:" بصراحة إذا تجنبا بعض المشاكل أو التصرفات الخاطئة ستكون الزيارة ناجحة".
ويقول "مايكل أوهانلون" من معهد بروكينغز:" من الناحية الواقعية، أفضل ما يمكنني أن أفكر فيه هو، تضييق هوة الاختلاف، وزيادة البراغماتية في السياسة.. ولكن في الواقع هي مجرد زيارة هادئة و سطحية إلى حد ما".
أليس هناك شيء ترامب يمكن أن يفعله؟ سؤال طرحه "روب ساتلوف" من معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى وأجاب قائلا:" نجاح ترامب في هذه الرحلة فقط ينبع من ذهابه إلى هذه العواصم، وإرسال رسالة مفادها أن عهد أوباما في الشرق الأوسط، وابتعاد أمريكا عن الحلفاء التقليديين، وتشجيع التوازن الاستراتيجي بين إيران التي تدعم الإرهابيين، والدول العربية التي تقودها السعودية، ونهج وقف المستوطنات قبل أن الحديث مع طرفي النزاع، قد أنتهى.
ويضيف:" من هذا المنطلق فقط فإن الرحلة تعتبر "نجاحا كبيرا".
ويعتقد ساتلوف أن النتيجة الإيجابية للزيارة ستكون علامات على تدعيم التحالف الذي يضم إسرائيل، والحلفاء السنة لضمان الاستقرار، والأمن، وللقضاء على سيطرة داعش على شرق سوريا، وغرب العراق، لضمان أن داعش لن تظهر من جديد".
وبينما يعتقد "ساتلوف" أيضا أنه يمكن إحراز تقدم في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، فإن الكثير من خبراء السياسة الخارجية يعتقدون عكس ذلك.
دينيس روس - مفاوض سابق في الشرق الأوسط، وكبير مستشاري الرئيس باراك أوباما- تساءل "هل يعتقد ترامب أنه سوف يجمع رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو، ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس؟ على الأغلب لن يحدث.
وأضاف لم يحدث اجتماع واحد منذ 7 سنوات أسفر عن نتائج محددة. وأوضح:" الرئيس ترامب ليس لديه نفوذ على جميع الأطراف، والسلام والاتفاق النهائي ليسا قاب قوسين أو أدنى".
ومع ذلك، يمكن أن تصحح زيارة ترامب الفوضى التي أثارها مستشاروه حول الجدار اﻹسرائيلي، والموقف الأمريكي من المستوطنات. سياسة ترامب تجاه إسرائيل (لا تشمل نقل السفارة، وتحذير إسرائيل من المستوطنات)، وتمثل أقل بكثير مما منحه أوباما.
وفي الماضي كان ينظر لترامب على أنه شخص يفهم إسرائيل، والمخاطر التي تواجهها، ولا يلومها على كل شيء، الآن هناك شك حول ما يفكر فيه، حتى انه يحتاج الى تقديم الطمأنينة".
لذا فإن الرحلة لا معنى لها بالنسبة ﻹسرائيل، وقال روس:"حلفاء الشرق الأوسط كانوا يعتقدون بشكل عام أن أوباما اعتبر إيران جزء من حل المشاكل في المنطقة، وليس مصدر المشاكل والتهديدات".
ومهما كانت أخطائه، فإن إدارة ترامب لا تأخذ باعتقاده، وتابع: الزيارة قد تشمل توقيع اتفاقات مثل مبيعات الأسلحة، والعلاقات العسكرية الوثيقة، والاستثمارات الاقتصادية المشتركة، ومنتدى مشترك لمكافحة التطرف والإرهاب من السعودية".
الأهمية الحقيقية للرحلة - إذا كان يمكن لترامب تجنب الجدل أو الجهل الواضح، أو التصريحات المستفزة، والتأكيد على أن الهدف المشترك هو منع انتشار التطرف الشيعي (من إيران) والتطرف السني (داعش)، فهذا وحده يستحق الزيارة.
الرابط اﻷصلي