بدأ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، زيارته الأولى الخارجية والتي ستستمر 9 أيام، منها يومان من نصيب المملكة العربية السعودية، التي استعدت لهذه الزيارة التاريخية كما وصفها العديد من المسؤولين السعوديين.
وكشف المغرّد السعودي المعارض «مجتهد»، عن تكلفة استقبال الرئيس الأمريكي والرؤساء والأمراء العرب في القمة العربية الإسلامية الأميركية، والتي بلغت 250 مليون ريال سعودي.
وأشارت الوثيقة -نشرها «مجتهد» على حسابه الرسمي- إلى أن مراسم الاستقبال الملكية والتجهيزات الخاصة بالقمة العربية الإسلامية الأميركية، ستتكلف نحو 112 مليون ريال سعودي.
وتتكلف مراسم الترحيب بمدينة الرياض فقط نحو 20 مليون ريال سعودي، بالإضافة إلى 99 مليون ريال سعودي للفعاليات الخاصة بالزيارة ومصروفات أخرى تبلغ قيمتها 25 مليون ريال.
وقت حرج
الباحث الاقتصادي المغربي، أحمد كشيكش، قال في تصريحات لـ«مصر العربية» إن زيارة ترامب للمملكة العربية السعودية، تأتي في هذا الوقت الحرج، حيث تتخبط فيه إدارة ترامب في الأزمات الداخلية والفضائح السياسية المتلاحقة، وحيث لا تزال المملكة السعودية تحت آثار صدمة انهيار أسعار النفط وعلى أبواب موجات التقشف والخوصصة التي لن تتوقف عند هذه المرحلة.
ورأى «كشيكش» أن المستفيد الأكبر من هذه الصفقات قطعًا هي الولايات المتحدة الأمريكية، مشيرًا إلى أن العلاقة بين أمريكا والسعودية ليست وليدة اليوم، وكانت ولا تزال علاقة السيد القوي الحامي والخادم المطيع، مضيفًا: «الشيء الوحيد الذي تغير هذه المرة هو الوضع المزري للمملكة العربية السعودية الذي تعادي أضعف حالاتها الاقتصادية منذ عقود».
وأضاف: «على أية حال، الاعتبارات الاقتصادية في هذه الصفقات تكاد تُعتبر مهملة، بينما يبقى رصيد الأسد للاعتبارات السياسية والعسكرية في وضع إقليمي مشتعل، والعلاقات الأمريكية السعودية كانت وستبقى مبنية على أساس: المال مقابل الحماية! فعلى كل حال، لم يبق للمملكة السعودية ما تقدمه سوى المال. مع كامل الأسى والأسف».
على الجانب الآخر، رأى المستشار في التحليل الفني الأستاذ أحمد الدعيج، في تصريحات خاصة لـ«مصر العربية»، أن هذه الاتفاقيات ستعود بالنفع على المملكة العربية السعودية، مشيرًا إلى أن أصداء الاتفاقيات الاقتصادية سيعود بالنفع سريعا على كافة قطاعات المملكة.
وأوضح «الدعيج»، أن الزيارة محفز قوي للاقتصاد السعودي، فالشركات العالمية التي قامت بعقد اتفاقات اقتصادية مع المملكة ستزيد من قوة تصنيف السعودية.
ووقعت السعودية والولايات المتحدة، اليوم السبت، اتفاقيات بقيمة إجمالية بلغت 380 مليار دولار أمريكي، وفق تصريحات لوزير الخارجة السعودي عادل الجبير، الذي قال إن الاتفاقات التي تم التوصل إليها تهدف إلى خلق فرص عمل لكلا البلدين.
وحسب وكالة الأنباء السعودية الرسمية (واس)، شملت الاتفاقيات الموقعة، قطاعات توليد الطاقة، والصحة، واتفاقيات خاصة بشركة أرامكو (النفط والغاز)، والبتروكيماويات، والتعدين، والنقل الجوي وشراء طائرات، والعقار، والصناعات العسكرية، وتطوير القوات المسلحة، والتقنية.
وتوقع الجبير أن تسهم الاتفاقات الجديدة في خلق مئات الآلاف فرص العمل في كلا البلدين، تزامناً مع صعود نسب البطالة في المملكة إلى 12.3 بالمئة، نهاية العام الماضي، مقارنة مع 12.1 بالمئة في الربع الثالث من ذات العام.
ومن بين الاتفاقيات الأكبر الموقعة، اتفاقية أسلحة بقيمة 110 مليارات دولار، وفق ما صرح به المتحدث باسم البيت الابيض «شون سبايسر» على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، اليوم.
تجسس ترامب
صحيفة واشنطن بوست الأمريكية قالت إن أصداء فضيحة ووترجيت الشهيرة التي استقال على إثرها الرئيس الأمريكي الأسبق ريتشارد نيسكون تدوي من جديد بينما يطير دونالد ترامب لبدء جولته الخارجية الأولى.
وفي تقرير ترجمه موقع «مصر العربية» قالت «واشنطن بوست» إن ترامب أقال مؤخرا مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي جيمس كومي الذي كان يشرف على تحقيق حول التدخلات الروسية في انتخابات الرئاسة الأمريكية أواخر العام الماضي.
عضو الكونجرس الأمريكي آلان جرين تقدم رسميا بطلب لعزل ترامب بدعوى عرقلته سير العدالة، بحسب وكالة سبوتنيك الروسية، كما تلقى مدير FBI استدعاء من الكونجرس للإدلاء بشهادته فى قضية التدخلات الروسية التى كان يشرف على تحقيقاتها قبل عزله من منصبه.
لكن الكاتب الأمريكي ديفيد إجناتيوس قال في مقال بواشنطن بوست إن «الفضائح الداخلية يمكنها أن تحدث تأثيرا غريبا في تشجيع الدبلوماسية الخارجية»، وأشار إلى أن نيكسون عقد صفقات كبرى في الشرق الأوسط بعد بداية ورطة ووترجيت لكن بعد ذلك لم تنته القصة بشكل سعيد بالنسبة له أو الولايات المتحدة.
وبالرغم من محاولة العديد من الرؤساء استغلال مؤهلاتهم كرجال دولة لصرف الأنظار عن مشكلاتهم الداخلية، لكن بعض المحللين يعتقدون أن جولة ترامب الخارجية قد تزيد من سوء الوضع.
جيمس كارافانو، خبير السياسة الخارجية في مؤسسة «هيريتيج» الذي يمتلك علاقات وثيقة بالشرق الأوسط ذكر أن وجود رئيس في رحلة خارجية طويلة فرصة عظيمة حيث يكون مسيطرا على الأجندة والتواصل الإعلامي.
لكن الحقيقة أن «ترامب» لا يريد حقا مغادرة البيت الأبيض في تلك الفترة، بحسب ما نقل عنه أصدقاء عديدون، وفقا لتقرير بصحيفة نيويورك تايمز. واخبر ترامب أحد مساعديه أن الرحلة الخارجية الأولى لا ينبغي أن تستغرق كل هذه المدة.
وبشكل سري، اعترف مستشارون لترامب أنهم قلقون من اندفاعاته التي تخرج عن السيناريو، وإمكانية إحداث تأثير من خلال كلمات الإطراء، واحتمال أن يضعه القادة الأجانب في مواقف لا يستطيع التعامل معها، ويخشى المستشارون أن يورط ترامب الولايات المتحدة في شيء ما نطاق التوقعات، ويحاولون تحذيره من سيناريوهات مختلفة.