سبعة أشهر فقط هي الفاصلة على الانتخابات الرئاسية 2018 ، لكن لم يعلن أي من المرشحين الذين تدور حولهم الاحتمالات عن خوضهم السباق رسميا، وبقي الإعلان الرسمي لمجموعة من الأسماء المغمورة البعيدة عن العمل السياسي، إلا أنهم يؤكدون على قدرتهم على المنافسة والفوز بلقب رئيس مصر.
أحد الذين أعلنوا نيتهم لخوض السباق الانتخابي حتى الآن ،هو الدكتور أحمد مهران، المحامي والحقوقي، مدير مركز القاهرة للدراسات السياسية والقانونية، وأحد المحامين الذي شاركوا في هيئة الدفاع عن جزيرتي تيران وصنافير ، وبحسب تصريحاته لـ"مصر العربية" قرر الترشح للانتخابات لاستكمال أهداف ثورة 25 يناير والسعي نحو تمكين الشباب.
وقال إنه سيعلن عن ملامح برنامجه الانتخابي في مؤتمر سيعقد الثلاثاء المقبل بمقر مركز ابن خلدون الذي يترأسه الدكتور سعد الدين إبراهيم أستاذ علم الاجتماع السياسي و يتطرق لتفاصيل برنامجه وغرضه من الترشح.
وأضاف أن قراره بالترشح محسوم ولا نية للتراجع عنه، ﻷن الشعب المصري يشعر بأن ثورته سرقت ،وأن أحواله ساءت بسبب الأزمة الاقتصادية، وهو ما يتطلب ضخ أفكار جديدة، والبحث عن آليات لمساعدة الناس.
ويراهن مهران على ما يسميهم شباب المستقلين فبحسبه تم التشاور مع عدد كبير من النشطاء السياسيين المنتمين لحركات سياسية، واتفقوا على أن يخوض السباق أقدرهم على تحمل المسؤولية، و صوتوا لصالحه.
ولفت إلى أنه حاليا يعكف على صياغة برنامجه الانتخابي واختيار فريقه الرئاسي، مشيرا إلى أن أبرز ملامح البرنامج هو الاشتباك مع القضايا الاقتصادية ووضع حلول لمشكلة الغلاء، إضافة للقضايا المجتمعية ومحاربة الانحطاط الأخلاقي، والدفاع عن مؤسسات الدولة خصوصا المؤسسات الدينية كالأزهر والكنيسة.
ويهدف مهران بحسب تصريحاته لإرساء قيم المواطنة، مشيرا إلى أنه سيبدأ بعد عيد الفطر في الإعلان الرسمي عن تفاصيل برنامجه وفريقه الرئاسي، مؤكدا أنه بدأ التحرك في المحافظات فخلال الأيام الماضية زار محافظات الدقهلية والشرقية، والأسكندرية.
وعن الانتقادات التي تقلل من فرصته في الوصول لكرسي الرئاسة خصوصا الهجوم عليه على موقع التواصل الاجتماعي " فيس بوك" قال مهران إن هذه الأمور واردة فلا يوجد شخص يحظى بقبول واتفاق الجميع عليه.
ثاني أحدث المنضمين لسباق الإعلان عن خوضهم المنافسة ، هو طبيب الأسنان باسم السواح، مؤسس حزب صحة المصريين تحت التأسيس، ومؤسس لحركة إنسان، ومتزوج من الفنانة اللبنانية جيهان قمري.
ويراهن السواح بحسب فيديوهات منشورة له على موقع " يوتيوب" على الشباب ومحاربة الفساد المالي والإداري ، مؤكدا انه حال فوزه سيشكل حكومته من الشباب.
ومنذ 15 مايو الماضي يحاول السواح طرح نفسه من خلال فيديوهات صغيرة تشتمل على رؤيته لبعض القضايا والمشكلات التي تعاني منها مصر في إشارة إلى برنامجه الانتخابي.
وعن التشكيك في مدى مصداقية خوضه السباق رد السواح في منشور له على صفحته التي يتابعها نحو 3296 شخص قائلا: “ لاحظت انه في عدد من الشباب مش مصدق اني اقدمت علي خوض الانتخابات الرئاسية المقبلة ان شاء الله بقولهم ثقوا في ربنا وفي أنفسكم مصر بلدكم وأنتم قادرون".
وأضاف: ”هذه الحالة اللي عند الشباب اتفهمها جيدا لانهم كانوا ضحية أنظمة حاكمة من زمان جرفت التربة المصرية .. ولكن مصر ولادة ونحن قادرون”.
من جانبه يعلق الدكتور سعيد صادق أستاذ علم الاجتماع السياسي بالجامعة الأمريكية في القاهرة ،أن هذه الحملات الغرض منها هو الشهرة وجذب الانتباه ليس أكثر.
وأضاف صادق لـ"مصر العربية" إن السباق الانتخابي لم يبدأ بعد ولم تشكل حتى اللجنة الوطنية التي ستراقب العملية الانتخابية وتشرف عليها، ومفترض انطلاق السباق في فبراير المقبل، أي قبل انتهاء فترة ولاية الرئيس السيسي بثلاثة أشهر تقريبا.
وأضاف أن فكرة الترشح نفسها تخضع لشروط ومعايير متوقعا ألا يستطيع أحد ممن أعلنوا عن خوضهم السباق الإيفاء بهذه الشروط أو حتى المضي في الأمر بجدية.
وعطفا على ماسبق لا يتوقف الحديث عن انتخابات الرئاسة 2018، على الطبيب والمحامي اللذان أعلنا عن خوضهما المنافسة على فيس بوك، لكن الأمر نفسه تستعد له أحزاب التيار الديمقراطي الذي يضم أحزاب" الدستور، والتحالف الشعبي، وتيار الكرامة، ومصر الحرية، والعدل".
ويستضيف حزب المصري الديمقراطي الاجتماعي مبادرة الفريق الرئاسي التي شكلها عالم الفضاء المصري الدكتور عصام حجي، الإثنين المقبل للحديث عن الانتخابات الرئاسية المقبلة، بحضور عدد من أعضاء الفريق على رأسهم القيادية بحزب الدستور جميلة إسماعيل.
وضمنيا أعلن الرئيس عبدالفتاح السيسي عن خوضه السباق المقبل في أكثر من مناسبة أولها في مؤتمر الشباب الذي عقد بمدينة الإسماعيلية الشهر الماضي، ردا على سؤال حول الانتخابات، بأنه سيخوض المنافسة إذا توفرت الإرادة الشعبية لذلك، كما لفت خلال حواره مع رؤساء تحرير الصحف القومية الأخير بأنه سيعد كشف حساب عن الفترة التي قضاها في الحكم وهو ما اعتبره مراقبون إعلانا ضمنيا بالترشح لولاية ثانية.
وعلى نفس الدرب ذكرت مصادر مقربة من الفريق سامي عنان رئيس أركان الجيش المصري السابق والفريق أحمد شفيق رئيس الوزراء الأسبق والمرشح الرئاسي السابق عن احتمالية خوضهما السباق أمام الرئيس السيسي.