ما بين إشادة ونقد، انقسمت أراء مشاهير «السوشيال ميديا» من كتاب وساسة، حول تأثير زيارة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، إلى المملكة العربية السعودية على المنطقة.
الرئيس الأمريكي وصل صباح اليوم إلى المملكة العربية السعودية، بصحبة زوجته ميلانيا وابنته إيفانكا، وكان في استقبالهم العاهل السعودي، الملك سلمان بن عبدالعزيز، في زيارة يعتبرها البلدان تاريخية، نظرًا لحجم الصفقات الموقعة بينهما تحت ما يسمى «قمة الرياض»، وهو ما آمن به الكثيرون من مشاهير السعودية والعالم العربي، في حين اختلف معهم البعض الآخر، موجهًا سهام النقد إلى الزيارة ككل، وبعض التفاصيل الدقيقة أحيانًا.
أشادو بالزيارة..
قال الكاتب السعودي، عبدالعزيز التويجري، عبر حسابه الشخصي على موقع «تويتر» إن «قمة الرياض مدخل لتوجيه السياسة الدولية نحو الأهداف الحقيقية لمحاربة الإرهاب وجعل المنطقة آمنة ووقف العبث الصفوي التخريبي».
وعلى نفس المنوال أشاد الكاتب إبراهيم الربدي بالزيارة، عبر حسابه الشخصي على موقع «تويتر»، وكتب: «زيارة ترامب تؤكد أن العلاقة السعودية الأمريكية تسيرفي المسار الصحيح وتؤكد على أن السعودية قائد المنطقة والعالم الإسلامي كما تعزز عزلة إيران».
ورحّب الكاتب صالح الفهيد بالزيارة عبر حسابه الشخصي على موقع «تويتر»، قائلًا: «زيارة ترامب تؤكد أن العلاقة السعودية الأمريكية تسير في المسار الصحيح وتؤكد على أن السعودية قائد المنطقة والعالم الإسلامي كما تعزز عزلة إيران».
ورأى الحقوقي الجزائري، أنور مالك، أن صفقات التسليح في قمة الرياض تؤكد أن «المواجهة العسكرية مع تنظيمات ايران الإرهابية صارت حتمية والخيارات السلمية مع نظام الملالي لم تعد نافعة»، حسبما كتب عبر حسابه الشخصي على موقع «تويتر».
انتقدوا الزيارة..
بدايةً اعتبر نادر نور الدين، أستاذ الموارد المائية بجامعة القاهرة، زيارة ترامب للسعودية بمثابة «ثورة ضد الأنظمة الإسلامية».
وكتب عبر حسابه الشخصي على موقع «فيس بوك»: «ثورة من الرئيس الأمريكي ضد الأنظمة الإسلامية، اصطحب زوجته معه وهو يعلم أن زوجات المسؤولين في المملكة لا يظهرن على الملأ ولن تكون لها مثيله في إستقبالها، وأجلسها بجوار الملك».
وتابع: «قدمت له طفلتان 12 سنة سافرات الورود والرسالة للإخوة السلفيين المتشددين، الرجل جاء بشروطه وسيفرض شروطه وسيقود والكل يتبعه، لأول مرة سيطبق العرب والإسلاميون سياسة أنا والغريب على ابن عمي، لم يقدر على كوريا الشمالية وبيلم الدور بسرعة لأن العرب ليسوا من جيرانها، ولكنه جاء ليقدر على إيران المسلمة بالمسلمين».
ومن أبرز من هاجم الزيارة كان الباحث السياسي، محمد سيف الدولة، والذي كتب عبر صفحته الشخصية على «فيس بوك»: ««التبعية قديمة ومتغلغلة ومستقرة، ولكن مشهد حشد وهرولة كل هؤلاء الملوك والرؤساء للقاء وإرضاء ومبايعة ترامب، هذا المقاول الأمريكي العمومي، وكأنهم عمال تراحيل جمعهم مقاول الأنفار السعودي، مشهد مهين لكل من لديه ذرة من الكرامة، ومسئ إساءة بالغة لصورة الشعوب العربية والإسلامية».
ونشر الكاتب الصحفي، وليد الشيخ، صورة للسيدة ميلانيا، زوجة ترامب، وهي تضع قدمًا على قدم أمام مسؤولين سعوديين، وعلّق قائلًا: «السعوديون (ومن ورائهم العرب) وقوفا مخزيا.. أمام "ميلاني" زوجة الإمبراطور ترامب اللي حاطة رجل على رجل.. وهم بيدفعولهم الجزية 300 مليار دولار، وبيشكلولهم جيش مرتزقة سني.. عشان السنة والشيعة يقتلوا بعض بجنودهم وفلوسهم».
وانتقد الإعلامي المصري، أحمد منصور، المهتمين بزوجة الرئيس الأمريكي وابنته إيفانكا، فضلًا عن الاهتمام بالمقصد الأساسي من زيارته للسعودية.
وكتب «منصور» عبر حسابه الشخصي على موقع «فيس بوك»: «الأمة التى ينشغل أبناؤها بزوجة ترامب وابنته عن المشروع الذى جاء به والحلف الذى يريد إقامته أمة فارغة تستحق الرثاء».
واستعان الإعلامي حافظ الميرازي بقصيدة «شرفت يا نيكسون بابا» للشاعر الراحل أحمد فؤاد نجم، للتعليق على زيارة الرئيس الأمريكي للمملكة.
وأعاد «الميرازي» نشر القصيدة، عبر حسابه الشخصي على موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك»، وعلّق قائلًا: «ما أشبه اليوم بالبارحة».
وكتب «نجم» القصيدة ساخرًا من الرئيس الأمريكي السابق، ريتشارد نيكسون، والذي استقال من منصبه إثر فضيحة «watergate»، إحدى أشهر الفضائح السياسية في القرن الماضي، حين تنصت «نيكسون» على خصومه السياسيين من الحزب الديموقراطي بمجمع «watergate»، بواشنطن يونيو 1972. وتسببت الفضيحة في إقالة الكثير من أعضاء الحكومة الأمريكية، إضافة إلى استقالة الرئيس نيكسون، ومحاكمة نحو 43 شخصا من إدارته.
وانتقد الباحث السياسي، جمال نصار، الحفاوة الكبيرة التي استقبل بها ترامب في المملكة، وكتب عبر صفحته الشخصية على موقع «فيس بوك»: «أظن لو أن هناك نبي مرسل أراد أن يزور السعودية، لن يتم الاحتفاء به كما يحدث مع ترامب. وهذه دلالة قاطعة على التبعية المفرطة للأمريكان».
ورأى الكاتب جمال الجمل أن زيارة ترامب للسعودية لم تأت بجديد، وكتب عبر حسابه الشخصي على موقع «فيس بوك»: «حملة ترامب في السعودية لم تأت بجديد، لكنها كشفت الغطاء بشكل فاضح عما كان يدور في مخادع الأنظمة العربية، وأنهت إلى الأبد أكذوبة "عرب الاعتدال".. ودشنت بدلا منه المصطلح الأكثر واقعية "عرب الانبطاح"... "عرب العمالة"».
وعقد كلا من سلمان وترامب، اليوم السبت، صفقات واتفاقيات بلغ عددها 34 اتفاقية، وبلغت قيمتها أكثر من 380 مليار دولار أمريكي.
وأعلن البيت الأبيض، عن عقود تسليح أمريكية للمملكة العربية السعودية بقيمة 110 مليارات دولار، في اليوم الأول لزيارة دونالد ترامب إلى الرياض، هدفها التصدي لـ«تهديدات» إيران ودعم جهود المملكة في «مكافحة الإرهاب».
وتشمل حزمة الأسلحة تعهدا من السعودية بتجميع 150 طائرة هليكوبتر بلاكهوك في المملكة، في صفقة قيمتها 6 مليارات دولار من المتوقع أن تؤدي إلى توفير نحو 450 فرصة عمل.
أما فى مجال النفط، أشارت شركة النفط الوطنية أرامكو السعودية، إلى أنها وقعت اتفاقات قيمتها 50 مليار دولار مع شركات أمريكية، في إطار حملة لتنويع مصادر الاقتصاد السعودي بحيث لا يعتمد فقط على صادرات النفط.
وقال وزير الخارجية الأمريكي، ريكس تيلرسون، في مؤتمر صحفي مع نظيره السعودي، عادل الجبير، إن صفقة الأسلحة «تدعم الأمن في السعودية ومنطقة الخليج العربي بأكملها على المدى الطويل في مواجهة النفوذ الإيراني الخبيث، وفي مواجهة التهديدات الموجودة على حدود السعودية من كل الجهات»، بحسب وكالة الأنباء الألمانية.