انطلقت أمس السبت فعاليات الزيارة التي توصف بـ"التاريخية" للرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى السعودية حاضنة قبلة المسلمين، والتي عدها محللان سعوديان بمثابة زيارة لكل العالم الإسلامي.
فيما أعرب آخران، عن أملهما أن تسهم تلك الزيارة في إيجاد حلول لقضايا العالم الإسلامي والمنطقة وعلى رأسها القضية الفلسطينية والأزمتين السورية واليمنية، بحسب الأناضول.
واعتبر عضو مجلس الشورى السعودي عبد الرحمن هيجان، أن "زيارة ترامب تحمل عدة مضامين، أولها توجهه لحاضنة قبلة المسلمين، فهو يدرك أن مجيئه للسعودية يعني خطابه لكل المسلمين في كل أنحاء العالم".
وأكد هيجان على "عمق العلاقات السعودية الأمريكية؛ وأن الزيارة تملك أبعاداً سياسية واقتصادية وأمنية وعسكرية أيضاً"، مشيرا إلى أن "العلاقات الاقتصادية بين الطرفين هي محرك أساسي في تعزيز" هذا العمق.
ومتفقا مع هيجان، أشار الكاتب السعودي المعروف خالد المطرفي، إلى أن "أهمية اللقاء تكمن في أنه ليس سعوديا أمريكيا فقط، بل لقاء بقادة العالم الإسلامي؛ بما فيهم السعودية التي تمثل محوره الآن".
وعلى هامش الزيارة، تستضيف المملكة، منذ الأمس، قمة تشاورية خليجية، و3 قمم ستجمع ترامب مع العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز، وقادة دول الخليج، وزعماء دول عربية وإسلامية. ويرتقب مشاركة 55 قائدا أو ممثلا عن دول العالم الإسلامي في القمم الثلاث، بالإضافة إلى ترامب. وفي ذات السياق، اعتبر المطرفي، في حديثه للأناضول، أن الزيارة "تحمل رسالة مهمة، أنه يوجه كلمة من مركز العالم الإسلامي وهي السعودية".
وأضاف أن "الزيارة هي تحول ومنعطف في العلاقات الأمريكية السعودية؛ التي شهدت فتوراً مع الإدارات الأمريكية السابقة".
وفي سياق غير بعيد، رأى جمال بنون الكاتب الاقتصادي السعودي ورئيس "مركز أف أم سي" للدراسات والاستشارات (غير حكومي)، أن "أهمية الزيارة تكمن في تعزيز الشراكة الاقتصادية بين البلدين، والتي شهدت هزات في ظل الإدارة الأمريكية السابقة".
وبلغ حجم التبادل التجاري بين السعودية والولايات المتحدة 41.8 مليار دولار خلال عام 2015، وفقاً لبيانات وزارة التجارة الأمريكية، كما تمتلك الرياض سندات خزانة أمريكية بما يزيد عن 110 مليار دولار.
وقال بنون للأناضول إن "ترامب استطاع اختيار الحليف الاستراتيجي في المنطقة؛ فلا بديل له عن دول الخليج والسعودية في المنطقة كشريك اقتصادي قوي مؤثر على العالم".
وأوضح بنون أنه "رغم الاكتفاء الذاتي الأمريكي من النفط الصخري في مسألة الطاقة إلا أنه تظل حاجة واشنطن للنفط السعودي والخليجي أساسية".
وفي رأيه أنه "إذا تحسنت العلاقات وتقاربت وجهات النظر بين أمريكا والسعودية خصوصاً في قضايا المنطقة؛ على رأسها الزحف الإيراني؛ الذي يشكل قلقا كبيرا للسعودية وأمريكا، ويضع أسعار البترول على المحك، سيكون هناك انفراجة على المستوى الاقتصادي".
وكان وزير الخارجية السعودي عادل الجبير قال في مؤتمر صحفي أول أمس الخميس، إن القمة الخليجية الأمريكية ستساهم في تعزيز العلاقات الاستراتيجية بين الجانبين الخليجي والأمريكي، وهي مؤشر أن هناك "علاقات استراتيجية تربط الطرفين". وبين أن "هناك مبادرات عديدة يتم بحثها تتعلق بالتسليح والجانب الأمني والجانب الاقتصادي ومواجهة الإرهاب وتمويله".
بدوره، قال محمد الحارثي أستاذ العلوم السياسية بجامعة الملك سعود، إن "أمريكا والسعودية تربطهما علاقات تاريخية واستراتيجية ممتدة لعقود، وهي علاقات فيها نوع من الشراكة والتحالف وتبادل المصالح، ولا تلبث أن مرت هذه العلاقة بالشد والجذب لاختلاف المصالح في بعض القضايا".
وأوضح، أن "أهم القضايا التي يتفق فيها الطرفان هي التنمية والتنسيق الأمني والتسلح؛ والتباين بين الطرفان يتمركز هي قضايا تهم الأمة العربية والإسلامية على رأسها القضية الفلسطينية؛ ودعم السعودية لحلول عادلة في القضية".
ورغم ذلك لفت الحارثي إلى أن "الزيارة في هذه التوقيت؛ قد تكون دفعة للسلام في المنطقة".
وعبر عن أمله أن تصبح الإدارة الأمريكية أكثر تفهماً لقضايا المنطقة؛ وإدراكا لعدم الاستقرار فيها وعلى رأسها عدم حل القضية الفلسطينية؛ وأن تكون الزيارة سبباً في "تحرك الحلول نحو المأساة السورية؛ والقضية اليمنية".
وزيارة ترامب للسعودية، هي أول زيارة خارجية له، منذ توليه منصبه في 20 يناير الماضي، قبل أن يتوجه إلى إسرائيل وإيطاليا، ليصبح بذلك أول رئيس أمريكي يبدأ زياراته الخارجية بزيارة دولة عربية أو إسلامية.