أسماء المدن والقرى التي هُجِّر الشعب الفلسطيني منها في النكبة قبل تسعة وستين عاماً، مازالت عنواناً للتمسك بحق العودة للوطن المغتصب من قبل العصابات الصهيونية والتي دمرتها بمساعدة بريطانية.
الأجيال الفلسطينية توارثت أسماء مدنها وقراها كعنوان لها، ولا زال الحنين بالعودة لها موجودًا.. "العودة حق مقدس".
أنا يافاوي, أنا مجدلاوي، أنا من برير، أنا حمامي، أنا من بئر السبع .. لا تجد أحدًا من اللاجئين الفلسطينيين في الأراضي المحتلة، ولا حتى في مخيمات الشتات في الخارج، إلا ويعرف تفاصيل مدينته وقريته التي هجر أهله منها عام النكبة.
الأجيال التي عاصرت النكبة، ورحلت قصرًا من أرضها ورثوا لأحفادهم تفاصيل البلدات التي هجروا منها، وبماذا كانت تشتهر من صناعات، و زراعة وأكلات، وسياحة وترفيه.
"مصر العربية" تلتقي عددًا من اللاجئين الشبان من الجيل الجديد لمعرفة هل هم على معرفة ببلدان أجدادهم التي هجروا منها في نكبة عام 48 ، وما شعورهم حول العودة لتلك البلدات؟
وقال اللاجئ محمد سليم لـ"مصر العربية": "مازال حلم العودة يراودني على الرغم من ترحيل أجدادي قصراً في النكبة من مدينة بئر السبع".
وتابع: أنا أبلغ من العمر 35 عاماً لا يمكن أن أنسى بئر السبع، ورثت من جدي كل التفاصيل حول بئر السبع، فأنا صاحب حق والحقوق لا تسقط ".
وأكد سليم أنه وعائلته يحتفظون بالمستندات التي تثبت ملكية أجداده لهذه الأرض التي هجروا منها بالقوة من قبل العصابات الصهيونية.
بدوره قال حسين المدهون لـ"مصر العربية": "أنا من المجدل وسأعود لها، أنا هنا لاجئ مؤقت في غزة، وحق العودة مقدس، كم أعشق أن أقبل تراب المجدل التي تعد من أغنى المدن الفلسطينية قبل نكبة عام 48.
وأكد المدهون أنّ كيان الاحتلال مخطأ حين يظنّ أنه أخذ أرضنا للأبد، ولن ترجع إلينا.. عائدون إليها.
وتابع: في نومي وفي أكلي، أتذكر المجدل، حتى طعامنا لا زال يحمل اسم المجدل فلا يمكن أن يطمس هذا المحتل المجرم الحقوق".
أما الشاب حسن الغف فقال لـ"مصر العربية": "لا يمكن أن تجد أحدًا من الجيل الجديد لا يعرف مدينته وبلدته التي هجر منها أهله عام 48 ".
وتابع: نحن نعيش على أمل العودة لها، وما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة، فبريطانيا قامت بأكبر عملية قرصنة في التاريخ حين سرقت الأرض الفلسطينية وقامت بتسليمها للعصابات الصهيونية".
وأكد الغف أنه ورث عن جده تفاصيل مدينة يافا، ولا زال يعرف تفاصيل شوارعها من خلال جده وأقربائه .. كم أشتاق لك يا يافا.. هكذا ختم حديثة وكله ثقة بتحقيق حلم العودة ".
ويشار إلى أن العصابات الصهيونية دمرت في نكبة عام 48 أكثر من 530 قرية فلسطينية، ولا زالت هذه القرى في ذاكرة الأجيال الفلسطينية المتعاقبة، لم تمحها الأيام، وحلم العودة لها لم يخبُ ولو لحظة واحدة.