قمة الرياض.. تأسيس «تحالف الشرق الأوسط» وقوة من 34 ألفاً ضد الإرهاب

قادة قمة الرياض 2017

كشف "إعلان الرياض"، الصادر في ختام "القمة العربية الإسلامية الأمريكية" عن إعلان نوايا لتأسيس "تحالف الشرق الأوسط الاستراتيجي" بحلول 2018 لتحقيق "الأمن والسلم" في المنطقة والعالم.

 

جاء ذلك في البيان الختامي للقمة، الذي حمل عنوان "بيان الرياض"، عقب انتهاء القمة، بمشاركة عشرات القادة والزعماء العرب والمسلمين والرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

 

وحسب البيان، "ثمن القادة (المشاركون في القمة) الخطوة الرائدة بإعلان تأسيس (تحالف الشرق الأوسط الاستراتيجي في مدينة الرياض)، والذي ستشارك فيه العديد من الدول (لم يحددها) للإسهام في تحقيق السلم والأمن في المنطقة والعالم".

 

وأوضح أنه "سيتم استكمال تأسيس ذلك المركز، وإعلان انضمام الدول المشاركة (فيه) خلال عام 2018".

 

البيان الختامي للقمة رحب، أيضاً، بـ"استعداد عدد من الدول المشاركة في التحالف الاسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب (لم يحددها) لتوفير قوة احتياط قوامها 34 ألف جندي لدعم العمليات ضد المنظمات الإرهابية في العراق وسوريا عند الحاجة".

 

كما أعلن البيان عن بناء "شراكة وثيقة" بين قادة الدول العربية والإسلامية والولايات المتحدة لمواجهة التطرف والإرهاب وتحقيق السلام والاستقرار إقليمياً ودولياً".

 

** تدخلات إيران

في موضوع آخر، أكد القادة المشاركون في القمة، عبر بيانهم، على "أهمية التعاون القائم بين الدول، والعلاقات المرتكزة على مبادئ حسن الجوار وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول واحترام استقلالها وسيادتها ووحدة أراضيها".

 

وشددوا "على نبذ الأجندات الطائفية والمذهبية لما لها من تداعيات خطيرة على أمن المنطقة والعالم".

 

وأعرب القادة، في هذا الصدد، عن "رفضهم الكامل لممارسات النظام الإيراني المزعزعة للأمن والاستقرار في المنطقة والعالم ولاستمرار دعمه للإرهاب والتطرف".

 

وأدانوا ما وصفوه بـ"المواقف العدائية للنظام الإيراني، واستمرار تدخلاته في الشؤون الداخلية للدول، في مخالفة صريحة لمبادئ القانون الدولي وحسن الجوار" ، مؤكدين "التزامهم بالتصدي لذلك".

 

كما أكد القادة المشاركون في القمة "التزامهم بتكثيف جهودهم للحفاظ على أمن المنطقة والعالم، ومواجهة نشاطات إيران التخريبية والهدامة بكل حزم وصرامة داخل دولهم وعبر التنسيق المشترك".

 

وحذروا من "خطورة برنامج إيران للصورايخ الباليستية، وأدانوا خرق النظام الإيراني المستمر لاتفاقية فيينا للعلاقات الدبلوماسية".

 

وتنفي إيران اتهامات خليجية لها بالتدخل في الشؤون الداخلية لدول عربية، منها سوريا والعراق والبحرين واليمن ولبنان، وتقول إنها "حريصة على علاقات حس الجوار".

 

مكافحة الإرهاب

وفيما يتعلق بجهود مكافحة الإرهاب، أكد القادة المشاركون في القمة، عبر بيانهم الختامي "التزام دولهم الراسخ بمحاربة الإرهاب بكافة أشكاله والتصدي لجذوره الفكرية، وتجفيف مصادر تمويله، واتخاذ كافة التدابير اللازمة لمنع ومكافحة الجرائم الإرهابية بالتعاون الوثيق فيما بين دولهم".

 

ورحب القادة بخطوة افتتاح "المركز العالمي لمكافحة الفكر المتطرف"، الذي يحمل اسم "اعتدال"، في الرياض الأحد 21 مايو.

 

وأشادوا بـ"الأهداف الاستراتيجية للمركز المتمثلة في محاربة التطرف فكرياً وإعلامياً ورقمياً ،وتعزيز التعايش والتسامح بين الشعوب".

 

ونوه البيان بجهود الدول العربية والإسلامية في "التصدي ومنع الهجمات الإرهابية، وتبادل المعلومات الهامة حول المقاتلين الأجانب وتحركاتهم في التنظيمات الإرهابية، والجهود التي تبذلها لمكافحة التطرف والإرهاب".

 

وشددوا على "أهمية الإجراءات المتخذة بهذا الشأن، وذلك بالتوازي مع التقدم نحو التوصل إلى تسوية سياسية للصراعات".

 

وأعربوا عن ارتياحهم لـ"العمل مع الحكومة الشرعية ( في اليمن) والتحالف العربي للتصدي للمنظمات الإرهابية التي تسعى لخلق فراغ سياسي في اليمن".

 

كما رحب القادة بما تم تحقيقه من "تقدم على الأرض في محاربة داعش وخاصة في سوريا والعراق".

 

وأشادوا بمشاركة الدول العربية والإسلامية ودعمها للتحالف الدولي ضد داعش. ( التي تقوده أمريكا).

 

كما رحب القادة بما تم بخصوص فتح باب التوقيع على اتفاقية تعاون في مجال مكافحة تمويل الإرهاب، تتضمن تأسيس مركز لاستهداف تمويل الإرهاب.

 

وأشار البيان إلى أن السعودية ستستضيف المركز في مدينة الرياض (دون أن تذكر المزيد من التفاصيل عنه).

 

كما أوضح القادة "رفض دولهم لأي محاولة لربط الإرهاب بأي دين أو ثقافة أو عرق".

وأكدوا عزم دولهم على "حماية ونشر ثقافة التسامح والتعايش والتعاون البناء بين مختلف الدول والأديان والثقافات، وترسيخ هذه المفاهيم والمحافظة عليها وتعزيزها لدى الأفراد والمجتمعات".

 

وفي هذا الصدد، أكد المجتمعون على "أهمية توسيع مجالات الحوار الثقافي الهادف والجاد الذي يوضح سماحة الدين الإسلامي ووسطيته ونبذه لكل أشكال العنف والتطرف وقدرته على التعايش السلمي مع الآخرين، وبناء تحالف حضاري قائم على السلام والوئام والمحبة والاحترام".

 

وشدد القادة على "أهمية تجديد الخطابات الفكرية وترشيدها لتكون متوافقة مع منهج الإٍسلام الوسطي المعتدل".

 

وأكدوا "على أن المفاهيم المغلوطة عن الإسلام يجب التصدي لها وتوضيحها، والعمل على نشر مفاهيم الإٍسلام السليمة الخالية من أي شائبه".

 

** مواجهة القرصنة

وبخصوص جهود مواجهة القرصنة البحرية التي تنشط في الساحل الشرق للقارة الإفريقية، أكد القادة المشاكون في القمة على "أهمية تعزيز العمل المشترك لحماية المياه الإقليمية، ومكافحة القرصنة لحفظ الأمن والاستقرار وتفادي تعطيل الموانئ والممرات البحرية للسفن بما يؤثر سلباً على الحركة التجارية والنمو الاقتصادي للدول".

 

وتم الاتفاق على دعم العمل المشترك لتطوير بناء القدرات والإمكانات لمواجهة عمليات القرصنة ومكافحة الجريمة المنظمة وتهريب المخدرات بين الدول عبر الحدود والمعابر البرية والبحرية والجوية.

 

** العلاقة الإسلامية الأمريكية

واعتبر القادة المشاركون في القمة أنها "تمثل منعطفاً تاريخياً في علاقة العالمين العربي والإسلامي مع الولايات المتحدة، وأنها ستفتح آفاقاً أرحب لمستقبل العلاقات بينهم" .

واتفق القادة على "سبل تعزيز التعاون والتدابير التي يمكن اتخاذها لتوطيد العلاقات والعمل المشترك وتعهدوا بمواصلة التنسيق الوثيق بين الدول العربية والإسلامية مع الولايات المتحدة حول القضايا ذات الاهتمام المشترك لتعزيز الشراكة بينهم وتبادل الخبرات في المجالات التنموية".

 

وأكد القادة على أن التنسيق في المواقف والرؤى بين العالمين العربي والإسلامي والولايات المتحدة سيكون على أعلى المستويات، وصولاً إلى تحقيق ما تصبو إليه الشراكة الاستراتيجية بينهما.

 

وقال القادة إنهم كلفوا الجهات المعنية في دولهم "بالعمل على متابعة وتنفيذ مقررات إعلان الرياض، وتشكيل ما تحتاجه من لجان وزارية وفرق عمل فرعية وما يستلزمه من اجتماعات ومناقشات وتنسيق مباشر ورفع التقارير الدورية عن مدى تقدم تلك الأعمال".

مقالات متعلقة