"سأؤدي دور الوسيط أو الحكم".. حينما تعهَّد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قبل أشهر بهذا الدور بين الفلسطينيين والإسرائيليين، فإنَّه يعني إمساكه بمنتصف العصا، بينما الحقائق على الأرض، وفقا لمحللين، تشير إلى أنَّه ينحاز لسلطات الاحتلال.
من الرياض إلى تل أبيب، حمل ترامب وعائلته والمرافقون له، الحقائب، والبوصلة تجاه إسرائيل، في ثاني محطات أولى جولته الخارجية، والتي بدأت بالسعودية، في زيارةٍ وُصفت بـ"المليارية"، فهي شهدت توقيع صفقات عسكرية قاربت الـ400 مليار دولار.
ترامب تستقبله إسرائيل في جناح بفندق الملك داود، يشبه ملجئًا محصنًا ضدّ الانفجارات والغازات السامة، وضمنه غرفة أكثر تحصينًا ومقاومة، لحمايته حتى لو تمَّ تدمير المبنى.
الزيارة يرى محللون أنَّ ما بعدها قد لا يكون شبيهًا بما قبلها، بينما يقلِّل آخرون من جدواها للعرب، وتفسيرهم لذلك أنَّ ترامب أظهر ولاءً لإسرائيل قبل بداية حكمه، ومنذ أن كان مرشحًا للرئاسة، وهو ما يعني أنَّ حلًا للقضية ربما سيكون في صالح الاحتلال أكثر ما يكون للعرب، كما أنَّ قلقًا يساور الإسرائيليين أيضًا، فحديث ترامب عن صفقة لتحقيق السلام تعني أنَّ تل أبيب ستكون مطالبة بدفع أثمان مقابل تحقيقه.
الأجندة
أجندة الزيارة أزال غموضها سريعًا الرئيس الأمريكي، فحدَّد ثلاث قضايا يبحثها هناك، وهي – كما ورد في رسالة منه إلى صحيفة "إسرائيل اليوم" - تعزيز العلاقات الثنائية، والعمل ضد التهديدات المشتركة، وبحث سبل دفع السلام بين إسرائيل والفلسطينيين.
ترامب سيلتقي القيادة الإسرائيلية في القدس المحتلة، ثم يتجه إلى بيت لحم للقاء الرئيس محمود عباس، فاللقاءان ربما يدفعان - كما يقرأ من السيناريو المعد لهما – أنَّ جولة مفاوضات جديدة، تُقبل عليها القضية الفلسطينية.
يستقبل الرئيس الإسرائيلي رؤبين ريفلين، ترامب عقب وصوله في القدس الغربية، كما يعقد الرئيس الأمريكي بعد ذلك في مقر إقامته في الفندق، اجتماعًا ثنائيًّا مغلقا مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، قبل انضمام الوفدين الإسرائيلي والأمريكي إلى الاجتماع، وذلك خلال اليوم الأول.
في اليوم الثاني، يذهب ترامب إلى مدينة بيت لحم للقاء الرئيس محمود عباس أبو مازن في مكتبه بالضفة الغربية، وبعدها يتوجه لزيارة متحف "ياد فاشيم" في القدس الغربية، المخصص لضحايا المحرقة النازية، بالإضافة إلى زيارته لحائط البراق أو يسمى لدى اليهود بحائط المبكي بالقرب من المسجد الأقصى وكنيسة القيامة.
كيف استعدت إسرائيل؟
شبكة "إن بي سي" التلفزيونية الأمريكية ذكرت أنَّه تمَّ بناء غرفة ملجأ محصنة في "فندق الملك داود" لترامب، من مميزاتها إمكانية صمودها حتى في حال تدمير المبنى بالكامل.
وأشارت إلى أنَّ ترامب وزوجته ميلانيا سيقيمان في الغرفة رقم 233 في الفندق، وهي تحديدًا الغرفة المخصصة للضيوف الذين تجب إحاطتهم بإجراءات أمنية خاصة جدًا.
مدير الفندق شيلدون ريتز صرَّح بأنَّ الغرفة لديها تهوية منفصلة خاصة من أجل حماية الرئيس الأمريكي من أي هجوم محتمل بالغاز.
وأضاف أنَّه ستوضع بتصرف عناصر حماية ترامب، بالونات ومناطيد مزودة بكاميرات مدمجة تعمل بواسطة الأشعة تحت الحمراء وروبوتات مصممة للكشف عن المتفجرات.
أيضًا، أفادت تقارير إعلامية بأنَّه سيتم نشر أكثر من 10 آلاف شرطي لتأمين زيارة ترامب إلى القدس المحتلة وبيت لحم.
مجلة "نيوزويك" الأمريكية نقلت عن تقارير إخبارية إسرائيلية – دون أن تفصح عن مصدرها - أنَّ موكب ترامب سيتكون من 56 مركبة من بينها 13 سيارة ليموزين فارهة، كما جرى العمل على تثبيت الزجاج الواقي من الرصاص بجناحه الفندقي بالقدس.
متحدث باسم الشرطة الإسرائيلية أشار إلى أنَّ مجموعة كاملة من وحدات شرطية منتظمة سيتم حشدها خلال الزيارة مع مزيد من الوحدات لمكافحة الإرهاب، وضباط من شرطة الحدود، وضباط متخفيين، سينتشرون بالتنسيق مع جهاز الأمن الداخلي "شين بيت".
ربما كل هذه التحضيرات تأتي تحسبًا لتعرُّض ترامب لخطر، وهذا تفسير تزامن مع ما كشفته مصادر – لم يتسنَ التأكّد من صدقيتها - أنَّ هناك تخوفات من عملية فدائية كبيرة خلال زيارة الرئيس الأمريكي.
القناة العاشرة العبرية قالت إنَّ السلطات الإسرائيلية أعلنت الاستنفار بعد ورود معلومات أمنية عن احتمال وقوع "عملية كبيرة"، تزامناً مع زيارة ترامب.
أزمة في حكومة نتنياهو
الاستعدادات الأمنية الإسرائيلية لاستقبال ترامب لا يبدو أنَّها تتناغم مع الوضع السياسي، حيث ساد الانقسام حكومة الاحتلال، فحسبما كشفت صحيفة "معاريف" العبرية، فإنَّ خلافات حادة نشبت بين رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزرائه في الحكومة بشأن استقبال ترامب.
الصحيفة قالت إنَّ نتنياهو أبدى غضبه الشديد من تخطيط بعض الوزراء وبخاصةً من قادة التحالف في حكومته لعدم حضور استقبال ترامب في مطار بن جوريون، حتى أنَّ أحد الوزراء "لم تُكشف هويته" قال لنتنياهو: "لن نأتي لمجرد التقاط الصور التذكارية".
فيما أعرب وزراء آخرون عن رفضهم الوصول بسبب الإجراءات الأمنية التي تجبرهم الوصول للمطار قبل ساعتين من موعد وصول ترامب، وكذلك لمنعهم من مصافحته لدى هبوطه من الطائرة.
هذا الأمر جعل نتنياهو يستشيط غضبًا من الوزراء في نهاية الجلسة وطلب من أمانة مجلس الوزراء إبلاغهم جميعًا بالحضور الإلزامي، كما نقلت الصحيفة.
أزمة الفيديو
سياسيًّا، واستباقًا للزيارة، نشر البيت الأبيض شريطًا مصورًا حمل رسالة ضمنية إلى تل أبيب قبل بدء جولة ترامب الخارجية، ظهرت فيه خارطة إسرائيل بصفتها إحدى الدول التي ستشملها الجولة، ولكن بعد شطب الأراضي العربية المحتلة عام 1967 منها بما فيها الضفة الغربية، بما يشمل القدس الشرقية، وقطاع غزة ومرتفعات الجولان السورية المحتلة.
هذا الشريط أثار امتعاض إسرائيل، فردَّت وزارة خارجيتها، في تغريدة عبر حسابها على "تويتر"، بفيديو قصير بعنوان "القدس العاصمة الأبدية لدولة إسرائيل"، في ردٍ ضمني أيضًا على البيت الأبيض.
الوزارة قالت: "أصدقاؤنا في البيت الأبيض، نحن أيضًا سعداء بالزيارة القادمة لرئيس الولايات المتحدة إلى إسرائيل".
تصاعدت اللهجة الإسرائيلية، فصرَّحت وزيرة العدل الإسرائيلية إياليت شاكيد: "آمل أن يكون هذا مجرد جهل وليس سياسة".
ونقلت عنها صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية على موقعها الإلكتروني قولها، في ندوة بمدينة رامات جان: "لم يتم انتخابنا لكي نبقي المقاعد دافئة وإنما لتطبيق سياسة واضحة بالتأكد من عدم قيام دولة فلسطينية".
عباس والبيت الأبيض
ورغم كل ما يبدو عن ولاء الرئيس الأمريكي لصالح إسرائيل، إلا أنَّ الرئيس الفلسطيني محمود عباس يعلِّق عليه آمالًا كبيرة، وهو ما جعله يقف في بيت ترامب الأبيض – قبل أسابيع – وهو يخاطب ترامب قائلا: "أنا مؤمن سيادة الرئيس بأنَّكم قادرون على النجاح لأنَّ لديكم الإرادة والرغبة في هذا النجاح، ولذلك نحن قادمون على فرصة جديدة وعلى مناسبة جديدة من أجل تحقيق هذا السلام برعايتكم".
حديث عباس هذا جاء ردًا على تعهُّد من ترامب بأن "يفعل كل ما بوسعه للتوصل لاتفاق يمكِّن الشعبين الفلسطيني والإسرائيلي للتعايش بسلام وممارسة العبادة وتحقيق الرخاء"، وقال إنَّه سيكون وسيطًا أو حكمًا بين عباس ونتنياهو لتحقيق الاتفاق.
بدا من لهجة ترامب لكثيرين تطورًا جديدًا في معالجة واشنطن للقضية الفلسطينية، بينما اعتبره آخرون امتدادًا لسياسات رؤساء أمريكيين تعاقبوا على حكم الولايات المتحدة منذ النكبة الفلسطينية في 15 مايو 1948.
وفيما يبدو إشارة ضمنية من عباس على استعداده للتفاوض، وقبل يومٍ من قدوم ترامب، التقى الرئيس الفلسطيني، وزيرة الخارجية الإسرائيلية السابقة تسيبي ليفني، وذلك على هامش مؤتمر اقتصادي دولي استضافته الأردن.
خلال اللقاء الذي جاء بعد انقطاع دام عدة سنوات بعد تعثر المفاوضات بين الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني عام 2013، نقلت القناة العبرية العاشرة أنَّ عباس أبدى استعداده للقاء رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وجدَّد دعوته لاستئناف عملية السلام في المنطقة.
بعيدًا عن البيت الأبيض، فإنَّ الواقع السياسي في الشارع الأمريكي كشف أنَّه قابل للتغيير، حيث أنَّ نسب التعاطف مع الفلسطينيين في أوساط الأمريكيين شهدت ارتفاعًا ملحوظًا خلال السنوات القليلة الماضية، وقد بلغت - حسب استطلاع للرأي، أجرته جامعة "ميرلاند" - 50% في صفوف الديمقراطيين، وقد تفوق ذلك في أوساط الشباب كما أظهرت تأييدا لحملة مقاطعة إسرائيل وسحب الاستثمارات منها في الجامعات الأمريكية.
ترامب وحماس
يبدو أنَّ ترامب حاول استباق الزيارة برسالة مقصودة وموجهة، فخلال كلمته بالقمة العربية الإسلامية الأمريكية بالرياض وصف حركة المقاومة "حماس" بالإرهابية، قال ذلك في حضرة قادة الدول الإسلامية.
"حماس" على لسان القيادي لها مشير المصري ردَّت، معتبرة أنَّ هذا الأمر يمثل انحيازًا لإسرائيل على حساب "الضحية الفلسطينية"، بل دعا ترامب إلى "الكف عن سياسة الكيل بمكيالين"، وأن ينحاز لـ"الفلسطينيين الضحايا".
سريعًا، لعب نتنياهو على هذا الوتر، فخرج يصرِّح: "القدس كانت وستبقى عاصمة إسرائيل.. لم نحتل المدينة إنما حررناها وجبل الهيكل (المسجد الاقصى) سيبقى في قلب عاصمتنا".
نقل السفارة
أيضًا مثَّل وعَد ترامب خلال حملته الانتخابية، بأن ينقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس المحتلة، ما يعني اعترافًا من واشنطن بشأن هوية القدس، إلا أنَّه بعد مرور أكثر من 100 يوم من حكم ترامب فلم يتخذ خطوةً على الأرض.
مدينة القدس بالنسبة للفلسطينيين والإسرائيليين أهم المدن، حيث يطالب الفلسطينيون بالقدس الشرقية المحتلة عاصمة لدولتهم، ورغم أنَّ الأمم المتحدة تعترف بالقدس الشرقية كأرضٍ محتلة وتخضع لبنود معاهدة جنيف الرابعة، وترفض بذلك الاعتراف بالسيادة الإسرائيلية على القدس الشرقية، إلا أنَّ الاحتلال استمر في توسيع حدود القدس، رغمَّ أنَّ الأمم المتحدة اعتبرت ذلك عائقًا كبيرًا أمام تحقيق سلام شامل وعادل ودائم في الشرق الأوسط.
غير أنَّ السيناتور الأمريكي الجمهوري رون دي سانتيس كشف أنَّ الرئيس ترامب ينوي الإعلان خلال زيارته المرتقبة لإسرائيل عن نقل سفارة الولايات المتحدة من تل أبيب إلى القدس.
اللافت أنَّ هذا التصريح صدر من دي سانتيس، وهو رئيس اللجنة الفرعية لشؤون الأمن القومي في الكونجرس الأمريكي، وزار إسرائيل في مارس الماضي وتجوَّل في مواقع محتملة لنقل السفارة الأمريكية إليها.
ترامب الذي تمسَّك بقرار نقل السفارة وهو مرشح، قال بعد أسبوعٍ من انتخابه رئيسًا وتحديدًا في 27 يناير الماضي، وذلك أثناء حديثه لشبكة "فوكس نيوز" الأمريكية، إنَّ الحديث عنها سابق لأوانه.
الرئيس عباس كان قد حذَّر من أنَّ نقل السفارة الأمريكية للقدس سيضر بعملية السلام، معتبرًا أنَّه "إجراء غير قانوني".
وأضاف: "جميع دول العالم التي تتبادل التمثيل الدبلوماسي مع إسرائيل سفاراتها في تل أبيب، ونقل سفارة الولايات المتحدة للقدس يجحف بالوضع النهائي للمفاوضات ويؤثر عليه".
الاستيطان.. اغتصاب أرض
ملف الاستيطان كان محل تصعيد في الأشهر الماضية، ففي 23 ديسمبر الماضي أصدر مجلس الأمن القرار رقم 2334، وتضمَّن إدانة واضحة ومباشرة للاستيطان الإسرائيلي في الضفة الغربية والقدس الشرقية.
ذاك القرار خرج بتصويت 14 دولة، مع امتناع الولايات المتحدة عن التصويت، في فرصة نادرة في التاريخ لا تستخدم فيها حق النقض "الفيتو" لحماية إسرائيل، وصدر قبل مجيء إدارة ترامب التي عوَّلت عليها سلطات الاحتلال لتمرير مشروعاتها الاستيطانية.
وفي فبراير الماضي، استقبل ترامب في بيته الأبيض نتنياهو، وفي مؤتمرهما الصحفي، وعلى عكس سلفه باراك أوباما حرص الرئيس الأمريكي على أن يقول وجهًا لوجه إلى نتنياهو إنَّه يجب وقف الاستيطان لفترة من الوقت، كما طالب الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي إبداء مرونة في المواقف لإطلاق مفاوضات تفضي إلى حل سلمي، وأبدى تفاؤلًا إزاء إمكانية التوصل إليه، لكنَّه ترك أمر حل الدولتين بيد الطرفين إمَّا بالأخذ به أو التقدَّم بحلول أخرى.
زيارة ترامب.. ما المنتظر؟
السفير الفلسطيني السابق بركات الفرا قلَّل من جدوى زيارة ترامب إلى المنطقة، معتبرًا أنَّه لا يجب انتظار منها.
وفي حديثه لـ"مصر العربية"، فسَّر الفرا تقييمه هذا بأنَّ جولة الرئيس الأمريكي في المنطقة لا تهدف في الأساس إلى حل القضية الفلسطينية بقدر ما هي مكافحة الإرهاب وتحجيم دور إيران في المنطقة.
وقال: "لا أتوقع الكثير من زيارة ترامب سواء إلى إسرائيل أو بيت لحم.. سنأخذ من الكلام المعسول المعتاد عليه، فكل إدارة أمريكية تأتي بوعود وكلام معسول لكن لم يحدث أي شيء".
ورأى أنَّ الزيارة تصب في صالح إسرائيل، معتبرًا أنَّ العرب لن يحصلوا إلا على "معنويات" لا تكفي، مشدِّدًا على أنَّها لن تنهي الاحتلال.
الصفقات العسكرية بين السعودية والولايات المتحدة التي وقِّعت خلال الزيارة، والتي قاربت الـ400 مليار دولار اعتبر الفرا أنَّها السبب الحقيقي للزيارة، واصفًا ترامب بـ"رجل الأعمال الشاطر".
وأشار إلى أنَّ الولايات المتحدة تبيع الأسلحة إلى السعودية لقتل مسلمين وليس ضد إسرائيل أو تحرير القدس.
وأضاف: "طالما أنَّ العرب على هذه الحالة من الضعف والاستكانة فلا يمكن أن يتحقق أهدافنا وطموحاتنا وفي مقدمة ذلك التوصُّل لحل عادل للقضية الفلسطينية لأنَّ كل ما تقوم به الولايات المتحدة هو في الأساس لصالح إسرائيل حتى تكون في أمان وسلام ورفاهية وذلك على حساب الشعب الفلسطيني والأمة العربية".
"السفير السابق" بينما عبَّر عن رفضه للتدخل الإيراني في الشؤون العربية إلا أنَّه رفض اعتبارها العدو، مؤكِّدًا أنَّ إسرائيل هي العدو لكافة الدول العربية.
وصف ترامب لحركة "حماس" بأنَّها إرهابية فسَّره الفرا بالقول: "ما هو قادم كما يبدو هو ضرب حزب الله وضرب حركة حماس، وإذا ما قضي على حزب الله ستنتهي حماس لأنّ إيران تدعم حماس حتى على الأقل بالتدريب العسكري".
مقبلون على التيه
أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس الدكتور أيمن الرقب رأى أنَّ ترامب إلى الآن ليست لديه رؤية لحل القضية الفلسطينية، مقلِّلًا من جدوى زيارة ترامب سواء إلى القدس أو بيت لحم.
وقال – لـ"مصر العربية" – إنَّ حديث ترامب عن إفساح المجال للتفاوض هو تعبير عن عدم وجود الرؤية، واصفًا المرحلة المقبلة التي يقبل عليها العرب بـ"التيه".
وأضاف: "ستبدأ مفاوضات بدون سقف زمني كما تريد الإدارة الأمريكية، وبالتالي سندخل في مرحلة تيه جديدة خلال حقبة حكم ترامب، وأعتقد بعد زيارة ترامب قد يعلن عن قمة بين أبو مازن ونتنياهو بحضور الرئيس الأمريكي، وهذا الأمر سيكون إيذانًا بالعودة للمفاوضات بين الجانبين".
ورفض الرقب – وهو قيادي بحركة "فتح" – وصف حركة "حماس" من قبل ترامب بـ"الإرهابية" قائلًا: "قد نختلف مع حماس في بعض الأمور لكنَّها فصيل فلسطيني، والرئيس الأمريكي يسعى لاعتبار كل من يقاوم الاحتلال إرهابيًّا".
وتابع: "حديث ترامب قبل الزيارة أنَّ حائط البراق يتبع اليهود هو يمثل جزءًا كبيرًا من تحديد وجهته للحل السياسي".
واعتبر أنَّ مصطلح "صفقة القرن" الذي تردَّد في الفترة الأخيرة وارتبط بالقضية الفلسطينية، هو يعود للصفقات العسكرية التي أبرمت في الرياض".
فيما يتعلق بإمكانية نقل السفارة الأمريكية إلى القدس، أوضح الرقب أنَّه إلى الآن لا توجد رؤية واضحة في هذا الأمر، وقال: "قبل شهرين تحدثت روسيا عن أنَّها تعترف بالقدس الغربية عاصمة لإسرائيل والقدس الشرقية عاصمة لفلسطين، وأعتقد أنَّ هذا أحد الحلول التي تناقش في هذه المرحلة، لكن حتى الآن لا توجد نية أمريكية لإعلان نقل السفارة".
إذا ما أعلن ترامب نقل السفارة، رأى الرقب أنَّه يتحتم على الرئيس عباس فورًا مقاطعة زيارة ترامب، غير أنَّه شكَّك في قدرة الرئيس الفلسطيني على اتخاذ هذا القرار.