ما قبل زيارة ترامب... الهواجس تؤرق إسرائيل

ما قبل زيارة ترامب... الهواجس تؤرق إسرائيل

يصل دونالد ترامب إلى إسرائيل،  اليوم الاثنين، ضمن زيارته للمنطقة، حيث سيلتقي نظيره الإسرائيلي ، ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامن نتانياهو، الذي قال إنه يتطلع لاستقبال الرئيس الأمريكي، ومناقشة تعزيز علاقات البلدين وسبل التقدم نحو السلام.  

بات كل شيء جاهزا لاستقبال الرئيس الأميركي دونالد ترامب والوفد المرافق له في زيارته لإسرائيل والضفة الغربية، التي تبدأ الاثنين.

استقبال رسمي سريع سيحظى به ترامب في المطار، قبل الانتقال إلى القدس للقاء الرئيس الإسرائيلي رؤوفين ريفلين، وزيارة كنيسة القيامة وحائط البراق من دون مرافقة أي من الشخصيات الرسمية الإسرائيلية، ومن ثم لقاء رئيس الوزراء الإسرائيلي  بنيامين نتانياهو.

وعبر نتانياهو عن ترحيبه الكبير بزيارة الرئيس الأميركي، منوها إلى أن إسرائيل واحدة من ثلاث دول تشملها جولة ترامب الخارجية الأولى، وأكد على علاقة قوية واستراتيجية بين البلدين. والثلاثاء، يزور ترامب مدينة بيت لحم فى الضفة الغربية المحتلة لاجراء محادثات مع نظيره الفلسطينى محمود عباس. ثم يعود الى القدس لزيارة نصب "ياد فاشيم" المخصص لضحايا المحرقة اليهودية و"متحف اسرائيل" حيث سيلقى خطابا.

 

لكن ثمة وقائع سبقت زيارة ترامب تلقي بظلالها على أجوائها:  

منها تصريحات وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون، التي أوحت باحتمال تراجع واشنطن عن وعدها بنقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس، ونشر البيت الأبيض خريطة لإسرائيل لا تتضمن مناطق احتلتها إسرائيل عام 1967، منها الضفة الغربية والجولان.

ويضاف لتلك الوقائع الطلب من الطاقم الإسرائيلي المختص بالتحضير لزيارة ترامب بمغادرة حائط البراق لوقوعه في منطقة محتلة.

كل هذه الأمور خلقت هواجس لدى إسرائيل عن احتمال وجود تغير في رؤية الرئيس الأميركي لحل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، خاصة في ظل تقارب أميركي عربي .

ورغم أن زيارة ترامب لإسرائيل قصيرة نسبيا وتأتي ضمن جولة أوسع في المنطقة، يرى البعض أنها ستكون مقدمة لموقف أميركي أو خطة شاملة قد تعرض "حلا كليا" للصراع الإسرائيلي العربي.

ما يقلق إسرائيل ليس ما ستسفر عنه هذه الزيارة، بقدر القلق من السياسة التي سيتبعها ترامب في الملف الفلسطيني، ورغم أن التحالف بين إسرائيل و الولايات المتحدة تاريخي واستراتيجي،  لكن البعض يرى أن أداء ترامب ينذر بتقلبات لا يمكن التكهن بها. ووصف ترامب التوصل إلى اتفاق سلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين بأنه "الهدف النهائي"، لكن تصريحاته اتسمت بالغموض بشأن الصورة التي يجب أن يكون عليها مثل هذا الاتفاق.

وقال الرئيس الأمريكي إنه يفضل ترك القرار بهذا الصدد بأيدي الطرفين في محادثات مباشرة.

وفي قمة الرياض، حث ترامب الزعماء العرب والمسلمين على قيادة جهود مكافحة المسلحين الإسلاميين، قائلا "اطردوهم من هذه الأرض".

واتهم إيران بأنها "أذكت نيران النزاع الطائفي والإرهاب" في المنطقة طيلة عشرات السنين.

كما أعرب عن اعتقاده مجددا بإمكانية التوصل إلى السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين.

ويرى كثيرون على نطاق واسع أن الرئيس الأمريكي أكثر دعما لإسرائيل من سلفه باراك أوباما. فقد اتخذ موقفا أهون بشأن المستوطنات الإسرائيلية، معتبرا أن توسيعها وليس وجودها قد يعرقل محاولات إرساء السلام.

ويعيش أكثر من 600 ألف يهودي في نحو 40 مستوطنة بنيت منذ أن احتلت إسرائيل الضفة الغربية والقدس الشرقية في عام 1967. وبموجب القانون الدولي، تعتبر المستوطنات غير قانونية، وهو ما تجادل إسرائيل بشأنه.

كما بعث الرئيس الأمريكي بإشارات متفاوتة بشأن مسألة القدس. فقد تعهد في بادئ الأمر بنقل سفارة الولايات المتحدة إليها من تل أبيب، وهو ما أسعد الإسرائيليين وأغضب الفلسطينيين.

غير أنه لم يتحرك في هذا الشأن حتى الآن. كما أن وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون صرّح في الآونة الأخيرة بأن ترامب مازال يدرس الأمر.

وتعتبر إسرائيل القدس بأكملها عاصمة لها، بينما يريد الفلسطينيون أن تكون القدس الشرقية عاصمتهم.

ولا يعترف المجتمع الدولي بسيادة إسرائيل على القدس، وتبقي الدول على سفاراتها في تل أبيب.

 

مقالات متعلقة