دعت بريطانيا، اليوم الإثنين، اليمنيين إلى التصالح ونبذ العنف والطائفية، فيما اتهمها رئيس "حكومة" تحالف "الحوثي وصالح"، غير المعترف بها دوليا، بالوقوف وراء الأصوات المنادية بانفصال جنوب اليمن عن شماله.
ومنذ أيام، تتصاعد دعوات قوى جنوبية، على رأسها ما يسمى بـ"المجلس الانتقالي الجنوبي"، برئاسة محافظ عدن المقال، عيدروس الزبيدي، إلى فك ارتباط الجنوب عن الشمال، واستعادة "الدولة الجنوبية" قبل الوحدة، 22 مايو 1990، وهو ما رفضته الحكومة الشرعية ودول الخليج.
وقالت السفارة البريطانية باليمن، في بيان مقتضب على موقع "فيسبوك": "بمناسبة ذكرى يوم الوحدة اليمنية 1990 (الذي يوافق اليوم)، تتضامن المملكة المتحدة حكومةً وشعباً مع جميع اليمنيين، وتحث جميع الأطراف اليمنية على اتخاذ نهج موحد للتصالح ونبذ العنف والطائفية".
وشددت على أنه "من مصلحة جميع اليمنيين، بغض النظر عن آرائهم السياسية، أن يتفقوا على مستقبل مليءٍ بالسلام".
ولم يتطرق البيان إلى الدعوات الجنوبية إلى انفصال جنوب اليمن عن شماله، رغم الاتهامات لبريطانيا، المحتل السابق لجنوب اليمن، بدعم المنادين بالانفصال.
وكان سفير بريطانيا لدى اليمن، سايمون شيركليف، أعلن أمس الأول، أن "انفصال الجنوب هو شأن يمني، وعليهم (اليمنيين) حله من خلال حوار سلمي".
ومضى قائلا إن بلاده" تدعم الدعوات إلى بناء دولة حديثة، بما يعطي حكما ذاتيا أكبر للجنوب، وذلك بناء على ما تم الاتفاق عليه في مؤتمر الحوار الوطني"، الذي اختتم فعالياته في 25 يناير2014.
من جانبه، اتهم عبد العزيز بن حبتور، "رئيس حكومة" جماعة "أنصار الله" (الحوثيين) والرئيس السابق، علي عبد الله صالح، غير المعترف بها دوليا، بريطانيا ودولا غربية أخرى (لم يسمها) بالوقوف خلف الأصوات المنادية بالانفصال.
وخلال حفل نظمه الحوثيون، في صنعاء، بمناسبة ذكرى الوحدة، قال "بن حبتور" إن "الأصوات المنادية بالانفصال، والتي ترجع إلى أجندات بريطانية وغربية، لا يمكن أن تجعل الشعب اليمني، الذي ضحى من أجل الوحدة اليمنية، يتنازل عنها أبدا؛ لأنها قضية شعب يتجاوز 28 مليون نسمة"، وفقا لوكالة "سبأ" للأنباء الخاصة لسيطرة الحوثيين.
وفي مارس 2015، اجتاح مسلحو الحوثي وصالح، المتهمين بتلقي دعم عسكري إيراني، مدن جنوب اليمن، قبل دحرهم منها بعد أشهر من قبل القوات الحكومية والمقاومة الشعبية، مدعومة، منذ ذلك الشهر، بتحالف عربي، تقوده الجارة السعودية.
وخلف هذا الاجتياح تداعيات فاقمت من حالة الاحتقان في الشارع الجنوبي تجاة الوحدة مع شمال اليمن، الذي يتهم الجنوبيون الحكام القادمين منه بأنهم "مجرد ناهبين لخيرات الجنوب"، وهو ما نفته الحكومات المتعاقبة.
وبمناسبة ذكرى الوحدة، جدد السفير الروسي لدى اليمن، فلاديمير ديدوشكين، خلال لقاء مع رئيس الوزراء اليمني، أحمد عبيد بن دغر في الرياض، الإعراب عن "موقف روسيا الثابت في الوقوف مع أمن واستقرار ووحدة اليمن"، بحسب وكالة "سبأ" الرسمية للأنباء.
كما أعرب السفير عن دعم موسكو لـ"الشرعية اليمنية والإجماع الدولي حول مرجعيات الحل السياسي، وهو ما يتطلب التحرك العاجل لبحث الوصول إلى آليات تضمن وقف الحرب واستئناف المشاورات بناء على تلك المرجعيات".
من جهته، قال رئيس الحكومة اليمنية إن "عدم شرعنة الانقلاب هي مصلحة دولية قبل أن تكون يمنية، وذلك لقطع الطريق أمام أية مليشيا تمتلك السلاح في الانقلاب على الشرعية في أي دولة كانت، ما دامت قادرة على الإفلات بجريمتها ولم يقف العالم بحزم أمامها".
وشدد "بن دغر" على أن الحكومة "كانت وستظل تدعو إلى السلام"، وأن "هذه الحرب فرضت عليها من قبل مليشيا الحوثي وصالح الانقلابية".
وأودت الحرب في اليمن حتى الآن بحياة أكثر من عشرة آلاف شخص، أغلبهم مدنيين، وجرحت عشرات الآلاف، وشردت قرابة ثلاثة ملايين، وفق الأمم المتحدة، التي حذرت من أن ثلث محافظات اليمن الـ22 بات على شفا المجاعة.