دعت بعثة الاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة المشتركة لحفظ السلام في دارفور (يوناميد)، اليوم الإثنين، أطراف النزاع في الإقليم الواقع غربي السودان إلى ضبط النفس، إثر تجدد الاشتباكات خلال الأيام الماضية.
وقالت البعثة في بيان نشرته على موقعها الإلكتروني: "وقعت اشتباكات بين قوات الحكومة السودانية، وقوات الحركات المسلحة غير الموقعة (على وثيقة السلام)، خلال الأيام القليلة الماضية شرق وشمال دارفور، أدت إلى إصابات متعددة (لم تحدد عددها) حسبما أفادت تقارير".
وقال الممثل الخاص المشترك ببعثة "يوناميد"، جيرمايا مامابولو: "ندعو كل الأطراف المعنية بالقتال الأخير إلى التحلي بضبط النفس، واتخاذ عملية السلام طريقاً لحل القضايا العالقة".
واعتبر جيرمايا مامابولو، أن "هذا هو السبيل الوحيد، الذي يمكن أن يُلبي مصالح أهل دارفور"، معربًا عن "قلق البعثة إزاء هذه التطورات".
وحذّر مامابولو من أنه في ظل "تقدم مٌحرز تجاه السلام والأمن في دارفور، ستكون نكسة فادحة، أن ترى مثل هذه المكاسب تتعرض للخطر".
وأضاف: "ترغب اليوناميد في تذكير كل الأطراف بالالتزام بوقف إطلاق النار الأُحادي، الذي قُرر بحسن نية بُغية دفع عملية السلام قُدماً".
ونوهت البعثة إلى أنها "وضعت أفرادها حول مواقع الاشتباكات في حالة تأهبٍ قٌصوى، كما أوفدت البعثةُ دوريات تحقق وتقوم بجمع المعلومات بطرق أخرى من المناطق المشار إليها في التقارير الواردة".
وكان الجيش السوداني أعلن، السبت الماضي، أنه يخوض معارك مسلحة مع "قوات مرتزقة" في إقليم دارفور، وأن الأخيرة "دخلت إلى إقليم دارفور من حدود ليبيا وجنوبي السودان في وقت متزامن".
وفي المقابل، اتهمت حركة "تحرير السودان" المتمردة بقيادة "مني أركو مناوي"، الحكومة السودانية بـ"خرق" إعلان وقف إطلاق النار، وهجومها على طوف إداري في مناطق سيطرة الحركة.
وأقرت الحكومة السودانية في يناير الماضي تمديد وقف إطلاق النار لمدة 6 أشهر لتهيئة المناخ للسلام.
ومنذ عام 2003، تقاتل 3 حركات مسلحة رئيسية في دارفور ضد الحكومة السودانية، هي "العدل والمساواة" بزعامة جبريل إبراهيم، و"جيش تحرير السودان" بزعامة مني مناوي (أعلنتا في وقت سابق من مايو الجاري وقف العدائيات لمدة 6 أشهر)، و"تحرير السودان"، التي يقودها عبد الواحد نور.
ورفضت الحركات الثلاثة، التوقيع على وثيقة سلام برعاية قطرية، في يوليو 2011، رغم الدعم الدولي القوي الذي حظيت به، بينما وقعت عليها حركة "التحرير والعدالة".
وخلفت حرب دارفور 300 ألف قتيل، وشردت نحو مليونين و500 ألف شخص، وفقًا لإحصائيات الأمم المتحدة، لكن الحكومة ترفض هذه الأرقام، وتقول إن عدد القتلى لا يتجاوز 10 آلاف في الإقليم، الذي يقطنه نحو 7 ملايين نسمة.
ومنذ مطلع عام 2008، تنتشر في الإقليم بعثة (يوناميد)، يتجاوز عدد أفرادها 20 ألفاً من الجنود العسكريين وجنود الشرطة والموظفين من مختلف الجنسيات بميزانية سنوية في حدود 1.4 مليار دولار.