تصعيد البشير ضد مصر «أسافين» مفاجئة ..أم قفز فوق الأزمات الداخلية ؟

مصر والسودان علاقات ملبدة بالغيوم

تصاعدت حدة الأزمة السياسية بين  مصر والسودان مجددا بشكل عنيف بعد تصريحات  الرئيس السوداني عمر البشير التي زعم فيها أن جيش بلاده صادر عربات ومدرعات مصرية كانت بحوزة مسلحين خلال المعارك الأخيرة في إقليم دارفور.

 

وردت وزارة الخارجية المصرية على تلك التصريحات ببيان  رسمي صادر عن المتحدث بأسمها المستشار أحمد أبو زيد أكدت فيه احترام  مصر لسيادة السودان  على أراضيه ، مشددة على أن  مصر "لم ولن تتدخل يوما في زعزعة دولة السودان الشقيقة أو الإضرار بشعبها" .

 

 

السيسي خلال استقباله رئيس جنوب السودان

 

 

 من جانبه قال السفير عبد الرؤف الريدي سفير مصر الأسبق في واشنطن، إن تصريحات البشير خرجت عن إطار الدبلوماسية المعهودة بين البلدين،  مضيفا  في تصريحات لـ"مصر العربية"، أن هذه المسائل من الأفضل أن تعالج بهدوء وحكمة حتى لا ينجر البلدين إلى مهاترات لا تليق بتاريخ شعبين شقيقين.

 

 

وأكد الريدي أن مصر لا تتدخل في الشؤون الداخلية للدول مشيرا إلى أن المدرعات التي زعم البشير أنها مصرية يوجد مثلها في الخرطوم.

 

 

واستطرد الريدي أن تصعيد البشير الأخير جاء في وقت غريب حيث لم يسبقه أي قدمات أو بوادر مسيئة من الجانب المصري، مؤكدا على ضرورة التزام الجانب المصري الهدوء. 

 

 

وشدد الريدي على قدرة مصر على احتواء الأزمة ،  مشيرا  إلى أن الدبلوماسية المصرية عريقة وتعرف كيف تتعامل مع مثل هذه الأمور.

 

 

بدوره قال السفير سيد أبو زيد مساعد وزير الخارجية الأسبق إن تصريحات البشير جاءت دون مقدمات أو سابق إنذار. مضيفا لـ"مصر العربية" : لا أتوقع أن تنجر مصر إلى مثل هذه المهاترات مشيرا إلى أن ربما البشير يريد أن يقفز على أزماته الداخلية بمثل هذه التصريحات.

 

 

 

ويرى سفير مصر السابق في السعودية أن علاقات الشعبين  المصري والسوداني أقوى وأبقى من أي سوء تفاهم يحدث أو قد يحدث بين الجانبين.

 

 

ولفت أبو زيد إلى أن هناك دول وجماعات لا تريد لمصر استقرارا أو نجاحا؛ لذا تلجأ إلى ضرب "الأسافين" بين الشعبين الشقيقين.

 

 

وتابع: لا يوجد أسهل من المهاترات لكن ليس من طبيعة الدبلوماسية المصرية الانزلاق لمثل هذه الأمور، منوها إلى ضرورة سرعة الرد من الجانب المصري وإظهار الحقائق.

 

 

الخارجية تبدي أسفها

 

وقال المستشار أحمد  أبو زيد المتحدث باسم وزارة الخارجية  ،إن "سياسة مصر الخارجية تتأسس على احترام القانون الدولي ومبادئ حسن الجوار وعدم الاعتداء على الغير"، متابعا "لاسيما عند التعامل مع دول تربطها بمصر علاقات أخوية خاصة مثل السودان الشقيق" .

 

وأضاف أن " القاصي والداني يعلم جيدا أن مصر كانت الداعم الرئيس لوحدة السودان شمالا وجنوبا، وبذلت كل الجهود لجعل خيار الوحدة هو الخيار الجاذب لشعب جنوب السودان قبل الاستقلال" .

 

وأعرب المتحدث باسم الخارجية عن الأسف لإطلاق مثل تلك الاتهامات، في الوقت الذي وظفت فيه مصر دبلوماسيتها علي مدار قرابة الخمسة عشر عاما للدفاع عن السودان ضد التدخلات الأجنبية ومحاولات فرض العقوبات علي المسئولين السودانيين وإدانة السودان في المنظمات والمحافل الدولية بحسب بيان  المتحدث الرسمي

 

واستطرد " كما شاركت مصر في جميع مفاوضات السلام بين الحكومة السودانية وحركات التمرد الدارفورية، ولديها قوات على الأرض حاليا ضمن بعثة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة لدعم الاستقرار والسلام في دارفور" .

 

 

مخلب قط

فيما كشفت مصادر دبلوماسية ان  هناك  جهودا عربية  تبذل منذ فترة لاحتواء الخلافات بين  الجانبين ، وأشارت  المصادر إلى  أن الأزمة تكمن في قيام دول في الإقليم تستخدم السودان  كمخلب قط ضد مصر بحسب المصادر . 

 

 

وحول مجيئ تصريحات  البشير دون  مقدمات ،  قالت المصادر " هذا غير صحيح المقدمات  واضحة  للغاية  البشير عائدا للتو من  قطر ، في زيارة التقى  خلالها  الأمير تميم بن حمد ،  وربما يكون  ذلك هو السياق الأوضح لتصريحات  البشير" . 

 

مقالات متعلقة