منعت القوات المغربية، اليوم الأربعاء، مسيرة احتجاجية انطلقت من قرية "تلارواق" في اتجاه مدينة الحسيمة، عاصمة منطقة الريف، شمال شرقي البلاد.
حاصرت القوات العمومية (قوات شبه عسكرية تساعد الشرطة)، وقوات الدرك مئات المشاركين في المسيرة، ومنعت وصولهم إلى الحسيمة.
وأظهر بث مباشر على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، مئات المحتجين، بينهم نساء وأطفال، يسيرون قاصدين مدينة الحسيمة ،عاصمة المحافظة، (على بعد حوالي 110 كلم)، قبل أن تتم محاصرتهم من القوات المنتشرة بكثافة على طريق المسيرة.
وقال يونس أفطيط، صحفي من المنطقة، إن نحو 600 شخص، تحركوا من قرية "تلارواق" سيراً على الأقدام في اتجاه الحسيمة، لمدة تجاوزت الساعة، قبل أن "تحاصرهم" قوات الدرك، والقوات العمومية، على الطريق الواقع بين جبال المنطقة، وتمنعهم من استكمال المسيرة.
وأضاف أفطيط، أنه لم يسجل أي تدخل عنيف ضد المحتجين، واكتفت القوات فقط بمنعهم من إتمام مسيرتهم الاحتجاجية.
وأظهرت اللقطات المحتجين يحملون الأعلام المغربية وشعارات مطبوعة على أوراق تقول "نعم للحرية".
ويتهم سكان القرية "نافدين" بالمنطقة بنزع حوالي 450 هكتاراً من الأراضي، كانت بحوزتهم ويستغلونها في الرعي والغرس والحطب، لصالح شركات عقارية.
وكان سكان "تلارواق" قد دخلوا في احتجاجات واعتصامات منذ ما يقرب السنة.
وتعيش الحسيمة وبعض مدن وقرى الريف المغربي على وقع الاحتجاجات والمظاهرات، منذ أكتوبر الماضي، بعد مصرع تاجر السمك محسن فكري، الذي قتل طحناً داخل شاحنة لجمع النفايات، خلال محاولته الاعتصام بها، لمنع السلطات المحلية والأمنية من مصادرة أسماكه، ولاتزال المسيرات الاحتجاجية تنظم بهذه المناطق للمطالبة بالتنمية و"رفع التهميش".
وشهدت مدينة الحسيمة، الخميس الماضي، مسيرة احتجاجية هي الأضخم منذ انطلاق ما يعرف بـ "الحراك الشعبي بالريف"، تجاوز عدد المشاركين فيها 40 ألف شخص.
وحل 7 وزراء مغاربة، الإثنين الماضي، بالحسيمة، وتعهدوا بإطلاق عدد من المشاريع في مجال البنية التحية، بمحافظة الحسيمة، وإنشاء جامعة وتوفير فرص العمل، فضلاً عن إيجاد حلول لبعض مشاكل العمال، على خلفية الاحتجاجات.