- رئيس الحكومة أصر على نقل الجثامين إلى مستشفى ناصر
- خلال ساعة واحدة تلقينا 100 كيس دم من المتبرعين
- لم أعش أسوأ من يوم أمس على مدار أكثر من 30 عاما
- جميع العاملين حضروا من تلقاء أنفسهم دون استدعاء
بوجه تعلوه ملامح الإجهاد، وعيون شاحبة من هول ما رأت، يواجه مدير مستشفى مغاغة العام الدكتور خالد مجاهد آثار صدمة عاشها على مدار ساعات يوم أمس، بعد تعامله مع شهداء ومصابي هجوم المنيا الإرهابي.. صدمة يروي أسبابها وملابسات ما عاين ورأى خلالها لـ"مصر العربية" في الحوار التالي:
بداية.. نريد وصفا دقيقا لتفاصيل الساعات العصيبة أمس.
أعمل في المجال الطبي منذ أكثر من 30 عاما إلا أنني لم أشهد أسوأ من يوم أمس. كانت الحوادث بشعة وجريمة إنسانية مكتملة الأركان، ومنذ البارحة وذهني مشغول بسؤال واحد يتردد باستمرار: بأي ذنب قتلوا؟ حسبنا الله ونعم الوكيل.
كيف عرفتم بالحادثة؟
أول بلاغ كان عن طريق الإسعاف في الساعة العاشرة صباحا من الدكتور أحمد سيف مدير هيئة الإسعاف بوجود حادث إرهابي على الطريق الغربي، لنجري على الفور استعداداتنا داخل المستشفى لاستقبال المصابين.
ولم تمض أربعين دقيقة حتى وصلت 19 سيارة إسعاف محملة بـ5 جثث و16 مصابا في حالات خطيرة.
كيف تعاملت مع الحدث؟
مشاهدة الجثث والمصابين، عند وصولها أنستنا بديهيات المهنة؛ سيطر العاملون في المستشفى على أنفسهم سريعا، وتم إجراء الإسعافات الأولية لبعض الحالات التي لا يمكن التعامل معها في المستشفى، وتم نقل حالتين إلى مستشفى الجامعة بالمنيا، ثم تلقينا أوامر من رئيس الوزراء ووزير الصحة بنقل كل المصابين إلى مستشفى ناصر.
كان بالمستشفى 6 أكياس دم وخلال دقائق تبرع 120 متعاطفا ممن قدموا مع أسر المصابين بدمائهم وتوفر أكثر من 100 كيس دم.
ودون استدعاء، حضر جميع العاملين حتى من وافق أمس يوم إجازتهم وعملت الطواقم الطبية بسرعة كبيرة، وقدم عدد من الأطباء من خارج المستشفى للتعاون معنا في مأساتنا، الجميع كان يقدم كل ما في وسعه.
هل حدثت أي مشادات من الأهالي؟
طبيعي أن تحدث مشادات في مثل هذه الأحداث، لكن تمت السيطرة عليها خصوصا مع حضور القساوسة والمحافظ ووكيل الوزارة وكافة نواب البرلمان بالمحافظة.
وفي هذه الصدمات، يتأكد لكل الناس حقيقة أن هذا الشعب نسيج واحد بالفعل، الجميع كان متكاتفا يحاول تقديم المساعدة.
ما أكثر ما أثار انزعاجك فيما رأيت؟
كل ما رأيته كان مزعجا.. حسبنا الله ونعم الوكيل فيمن يرهب الآمنين، لا أعلم كيف يجرؤ إنسان على قتل أطفال بمثل هذه البشاعة، لكن أكثر ما آلم الفريق الطبي الطفلان اللذان فقدا والديهما، حيث أبصرنا الرعب في عيون كل منهما.