فتح هجوم المنيا الإرهابي، قبل أيام، وإعلان الجهات الرسمية عن تورط مجموعات ليبية متشددة في الحادث، تساؤلات عن كيفية ضبط الحدود المصرية مع ليبيا من جهة، ومع السودان من جهة ثانية، حتى لا تتحول تلك النقاط إلى بؤر تصدير للإرهاب.
ولخص عسكريون لـ"مصر العربية" عدة خطوات أمنية واستخباراتية يجب اتخاذها لحماية الصحراء المصرية من جهة الغرب والجنوب من مخاطر نشأة تجمعات متطرفة.
وكانت 3 سيارات دفع رباعي، قد استهدفت صباح الجمعة، ثلاث حافلات يستقلها عشرات الأقباط كانوا في طريقهم لزيارة دير الأنبا "صموئيل" بالصحراء الغربية بمحافظة المنيا، وهو ما أسفر عن سقوط29 شهيدا و25 مصابا.
اللواء حاتم بشات وكيل جهاز المخابرات الحربية الأسبق، وعضو مجلس النواب، رأى أن تأمين الحدود الغربية والجنوبية يتطلب قيام الدولة بعمل توعية أمنية، للبدو الموجودين بهذه المناطق، وعمل دوريات أمنية متحركة وثابتة بشكل دوري بالطرق والمدقات المنتشرة على طول الشريط الحدودي مع ليبيا والسودان.
وأضاف لـ"مصر العربية" أنه لابد من الاستفادة بالبدو المنتشرين بالمناطق الحدودية واستخدامهم كعيون للأجهزة الأمنية، إضافة لنشر فرق الاستطلاعات الجوية، واستخدام الأقمار الصناعية التي ترصد التحركات في هذه المنطقة بشكل دقيق.
وأوضح أن ضبط الحدود يتطلب التعاون بين أجهزة إستخبارتية في بلدان صديقة للتواصل لمعلومات، مؤكدا أن القوات المسلحة والشرطة يبذلان قصارى جهدهما لضبط الشريط الحدودي الممتد مع ليبيا والسودان، لكن هناك بعض الثغرات بسبب اتساع الحدود وطولها ووعورة بعض المناطق فيها.
وقال إن التأمين ليس قاصرا على منطقة محددة، فمكافحة النشاط الإرهابي تتطلب التوسع في كافة النقاط خصوصا الإرهاب الإلكتروني، حيث يتم تجنيد الشباب من جانب داعش من خلال مواقع الإنترنت.
ولفت إلى أن إفريقيا بها حوالي 200 مليون شاب وفتاة لذلك تجد التنظيمات الجهادية المسلحة فيها بيئة خصبة للانتشار بين أبنائها مشيرا إلى أن التنظيمات الجهادية جندت 300 فتاة خلال العام الماضي فقط.
وطالب وكيل جهاز المخابرات السابق بضرورة عمل توعية أسرية بتحركات الأبناء ومراقبة أفكارهم وتحولاتهم الأيديولوجية وتتبعهم وضبط سلوكهم لو لزم الأمر من قبل الأسرة، مشيرا إلى أن المؤسسات الدينية ووزارتي التعليم والثقافة يقع عليها عبء كبير في مواجهة نشر الأفكار المتطرفة بين الشباب.
وتابع أن النوادي العامة ومراكز الشباب يحظر الحديث فيها في الدين و السياسية وهذا خطأ كبير ويجب تغييره من خلال التشريعات، لافتا إلى أن النوادي يتجمع فيها غالبية الشباب من كافة الطبقات لذا يجب أن تعتمد الدولة برنامجا لنشر الوسطية من خلال هذه التجمعات.
وقال اللواء محمد الغباشي الخبير العسكري إن تأمين الحدود في كل البلاد مسؤولية مشتركة على الدولتين المتجاورتين، لكن في الحالة المصرية الليبية يقع العبء الأكبر على القاهرة بسبب انهيار الدولة الليبية.
.
وأضاف لـ"مصر العربية أن الحدود ممتدة لقرابة 1150 كيلو متر وهي مسافة يصعب السيطرة عليها وكذا الحدود مع السودان تقترب من 1200 كيلو متر مربع.
ولفت إلى أنه بعد سقوط الدولة الليبية في 2011 سيطرت بعض المجموعات الإرهابية على مخازن السلاح بليبيا، وتم تهريب كثير منها لمصر عبر الشريط الحدودي ومنها وصل لشمال سيناء والدلتا والصعيد.
وأوضح أن تأمين الحدود يتوزع على أكثر من سلاح عسكري يبدأ بفرق حرس الحدود، وسلاح الدفاع الجوي، وتشكيلات القوات المسلحة المنتشرة على طول الخط الحدودي.
وقال الغباشي إن الحدود المصرية السودانية على الأخص بها كثير من المناطق الوعرة والجبال التي يصعب السيطرة عليها بشكل كامل لذا يستخدمها المهربون أحيانا في إدخال السلاح.
وبخصوص الطلعات الجوية التي نفذتها القوات الجوية المصرية داخل الأراضي الليبية، قال الغباشي إن هناك كثير من المعسكرات المرصودة والتي يتم فيها تدريب المقاتلين ومن ثم إدخالهم لمصر عبر الحدود الممتدة لحوالي 2400 كيلو متر بين مصر والسودان وليبيا.
وأشار إلى أن المشكلة التي تواجه مصر حاليا هم العائدون من ليبيا وسوريا ومن قبلها أفغانستان مشيرا إلى بعض العائدين يعتمد عليهم التنظيم في تجنيد عشرات الشباب وتطعيمهم بالأفكار الداعشية المتطرفة.
ولفت إلى أن بعض المناطق الليبية حاليا مازالت تحت يد العناصر المتطرفة ويحاول الجيش الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر، وبمساعدة القوات المصرية، استعادتها والقضاء على البؤر الإرهابية هناك.
وأشار إلى أن هناك دعما استخباراتيا يقدم لمثل هذه المجموعات وتحديدا من المخابرات التركية وبتمويل قطري تتم عمليات السفر من وإلى ليبيا ليعود الإرهابيون للداخل المصري لتنفيذ عملياتهم.
وزاد الغباشي أن فكرة تأمين الحدود مهمة صعبة على أي جيش في العالم، حتى أن الجيش الأمريكي رغم ضخامته لا يستطيع تأمين حدودها مع المكسيك مع أنها أقل في الطول وأسهل تضاريسيا من الحدود المصرية الليبية.
اللواء جمال مظلوم الخبير العسكري، قال إن ضبط الحدود مسؤولية تقع على الأجهزة الشرطية والعسكرية معا، فتولى المنطقة العسكرية الغربية ضبط الحدود مع ليبيا وتتولى المنطقة الجنوبية نفس المهمة مع على الحدود المصرية السودانية.
وقال لـ"مصر العربية" إن القوات المسلحة تدفع بوحدات وتشكيلات أمنية تقيم كمائن ثابتة ومتحركة في مناطق المرور عبر الحدود وتمشطها بشكل جيد مدعومة بالقوات الجوية التي تراقب الشريط الحدودي بشكل دوري.
وأضاف أن الفترة الماضية شهدت تأمينا مشددا على الحدود الجنوبية والغربية مؤكدا أن القوات المصرية تقوم بدورها على أكمل وجه.