فورين بوليسي: اﻹخوان لم تنفذ هجوم المنيا ولكنها حرضت عليه

هجوم المنيا خلف عشرات الضحايا

سلطت مجلة "فورين بوليسي" اﻷمريكية الضوء على هجوم المنيا الذي استهدف اﻷقباط أمس الجمعة خلال طريقهم إلى أحد اﻷديرة، مشيرة في تقرير إلى أن جماعة الإخوان المسلمين ليست وراء الهجوم بشكل مباشر، ولكنها تقدم الغطاء لهذه الهجمات بإشعال نار الكراهية.

 

وفيما يلي نص التقرير:

 

عندما تواردت اﻷخبار بوقوع هجوم مميت أمس الجمعة على المسيحيين في صعيد مصر، حيث قتل ما لا يقل عن 28 شخصا، وأصيب 23 خلال هجوم على حافلة متجهة إلى أحد اﻷديرة، واتهم الإسلاميون المصريون، الحكومة بأنها وراء الهجوم، وأن المسيحيين نالوا ما يستحقون.

 

وأصدرت جماعة اﻹخوان بيانا جاء فيه:" نحن نتساءل من المستفيد من إشعال مصر، ووقوع مثل هذه الحوادث الدموية التي تؤدي إلى المجهول، وتساءل البيان:" كيف عرف المهاجمون أن هناك حافلة بها أطفال ونساء وابرياء"، مشيرا إلى أن الحكومة تنسق مع الإرهابيين.

 

الإخوان ليسوا وحدهم في نظرية المؤامرة، وقالت اﻹعلامية "آيات العرابي" التي تعيش في نيويورك:" القضية برمتها تعني أن تخلق قمعا سطحيا ضد المسيحيين في مصر، وتحاول تصدير صورة تعرضهم للاضطهاد".

 

وأضافت: البابا تواضروس الثاني متواطئ في هذه المؤامرة الشائنة والوحشية".

 

أحمد المغير أحد شباب الجماعة البارزين كان الأكثر وضوحا، وقال في تدوينة على الفيس بوك:" سواء كان الهجوم انتقاما من المسيحيين أو أن النظام الحاكم هو المسؤول، النتيجة واحدة".  

وأضاف:" المسيحيون يدفعون ثمن تحالفهم مع النظام المصري، وليس هناك حل أمامهم، إلا التراجع والتصالح مع المسلمين أو  أن دمائهم سوف تستمر مثل الأنهار ولن يهتم أحد".

 

ويعكس بيان المغير علم اﻹسلاميين الواضح، أن المسيحيين هم المسؤولون الرئيسيون عن الإطاحة بأول رئيس منتخب في مصر، محمد مرسي في يوليو 2013، والقمع الشديد الذي تعرضت له جماعة الإخوان بعد ذلك.  

وفي الواقع، لم يكن البابا تواضروس سوى واحد من العديد من الشخصيات، ومعظمهم من المسلمين، بما في ذلك شيخ الأزهر، والسياسي محمد البرادعي، والناشطين الشباب البارزين، وكبار القادة العسكريين، و آخرون، وقفوا مع وزير الدفاع آنذاك عبد الفتاح السيسي عندما أعلن الانقلاب. ولكن الإخوان يعتبرون الإطاحة بمرسي فعل معاد للمسلمين يقوده غير المسلمين وحلفائهم، لذلك، إذا كان الجهاديون مسؤولين عن هجوم الجمعة في المنيا، فإنه كان مجرد انتقام، بحسب المغير بسبب "جرائم المسيحيين"، أي الانقلاب وما بعده.

 

ولكن بعيدا عن كونهم مع الحكومة المصرية -كما يقول الإخوان- المسيحيين المصريين يشتكون دائما من الحكام الذين فشلوا في حمايتهم مرارا وتكرارا، وبعد كل شيء، فإن الهجوم القاتل الذي وقع الجمعة ليس سوى أحدث حلقة ضمن سلسلة من الهجمات الإرهابية التي تتبناها داعش ضد اﻷقباط في مصر.

 

هذا ليس عنف عشوائي، بل جزء من استراتيجية سياسية حاقدة، بحسب "مختار عوض" من جامعة جورج واشنطن، فإن الدولة الإسلامية تعتقد أن عملياتها ضد المسيحيين سوف يزعزع استقرار مصر، مثلما أدت هجماتها السابقة على شيعة العراق.

 

ومن المؤكد أن جماعة الإخوان ليست مسؤولة بشكل مباشر عن هذه الهجمات، لكن التحريض ضد المسيحيين يسهم في خلق بيئة تضفي الشرعية على تلك الهجمات.

 

الإخوان دائما تسعى لتصوير المسيحيين على أنهم ليسوا ضحايا للعنف، ولكنهم مستفيدين من الحكومة المصرية التي قمعت بشكل وحشي اﻹخوان، والجماعات الإسلامية الأخرى.

 

والدعاية الطائفية ليست خفية، على سبيل المثال، قال أحد قيادي جماعة الإخوان "جمال حشمت" في أبريل الماضي أن الرئيس المصري السيسي ألغى التعليم الإسلامي في المساجد، وذلك مع استمرار التعليم الديني المسيحي في مدارس الأحد".

 

وفي أحيان أخرى، يصور الإخوان المسيحيين على أنهم معتدين.  

 

وفي كثير من اﻷحيان، يصور قادة الإخوان، المسيحيون كأعداء، وقال "أشرف عبد الغفار" أحد قيادي الجماعة في أبريل :إن المسيحيين المصريين يسيئون للإسلام والمسلمين".

 

هذه التصريحات تصل إلى التحريض الصارخ على العنف، خاصة بالنظر إلى التعاطف الضعيف مع المسيحيين المصريين في بعض أنحاء البلاد.  

 

إلا أن التحريض الطائفي للإخوان يهدف إلى جعل المسلمين المصريين يفكرون مرتين في حماية الكنائس، وبينما ندد الرئيس السيسي بمحاولة الإرهابيين "ضرب تماسك المصريين"، فإن عدم فعالية حكومته في حماية المسيحيين تركهم تحت رحمة هذا الكذب المروع.

الرابط اﻷصلي

مقالات متعلقة