"لما ظابط شرطة اقول له مش لاقي مياه أغسل جثامين اهلي، يقولي أعملك إيه.. يبقى يروح يقعد في البيت؛ علشان إحنا إللى بنديه المرتب".
بعبارات حادة، تخفي مرارة وجع لفقدان شقيق، وتقصير مسؤولين لا يعرف له تبرير، تحدث صموئيل شلبي جرجس شقيق الشهيد إسحاق شلبي جرجس بالجملة السابقة، في معرض شهادته على الهجوم الإرهابي على أقباط المنيا، لـ"مصر العربية"، وطريقة تعامل الأمن والمسؤولين مع أهالي الشهداء في مستشفى مطاي.
يقول إسحاق: "أكثر من ثلاثين جثة من شهداء المجزرة تم توزيعها على أربع مستشفيات بمراكز العدوة ومغاغة وبني مزار ومطاي، وفي مستشفى مطاي كانت هناك ثلاثة جثث لا يجد أهلها مياها يغسلونهم بها".
يتابع، وقد ضاع صوته بعد وصلات تنوعت بين الصراخ والنحيب:"الأهالي نزلولنا خراطيم من البيوت علشان نغسل الجثامين".
ويشير إسحاق إلى أن أكثر ما استفز الأهالي تعامل الأمن معهم، فمدير أمن المنيا لم يحضر وأرسل لهم لواء غير مبال بالحدث، حسب قوله.
وتابع:"لما زاد الاحتكاك بين الأهالي والأمن، اللواء أخذ من معه من أفراد شرطة وتركوا الأهالي والكهنة في مصيبتهم لا يعرفون ماذا يفعلون في مستشفى مطاي".
وتساءل بمرارة: "إيه شعورك عندما لا يوفر لك المسؤولين سيارات إسعاف لنقل أهلك بعد موتهم للدفن، فتضطر لحملهم على عربية نقل، كالحيوانات عندما تموت وتريد التخلص منها".
ويتابع "لو هناك دولة وعدل كان تم القبض على الإرهابيين ومحاسبة المسؤولين، لكن لا فيه دولة ولا عدل.. محافظ المنيا ومدير الأمن في منازلهم مستكترين ييجوا بدري ليروا المصيبة".
يضيف متوجها للرئيس السيسي بحديثه: "المنيا كلها داعش.. لو فعلا حريص على حمايتنا كما تقول تعالى حرر المنيا من داعش".
شقيق الشهيد إسحاق جرجس
كانت المنيا قد شهدت، الجمعة، هجوما إرهابيا استهدف ثلاث حافلات تقل أقباطا، بينهم أطفال ونساء، في الطريق المؤدي لدير الأنبا صموئيل المعترف بمدينة العدوة، ما أسفر عن استشهاد 30 مواطنا و25 مصابا.