الانتحاري سلمان العبيدي منفذ الهجوم الذي استهدف قاعة حفلات "مانشستر أرينا" كان مُدْرَجًا على قوائم الإرهاب الأمريكية على خلفية اتصاله بجماعات جهادية.
جاء هذا في سياق تقرير نشرته صحيفة "إندبندنت" البريطانية والذي كشفت فيه أن وكالة الاستخبارات البريطانية "إم 15" تلقت تحذيرات من مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي "إف بي آي" من تخطيط العبيدي لشن هجوم في المملكة المتحدة، وذلك قبل ثلاثة أشهر من قيامه بتفجير نفسه خارج قاعة حفلات بمدينة مانشستر في نهاية حفل كانت تحييه مغنية البوب الأمريكية الشهيرة أريانا جراندي.
وذكر التقرير أن عملاء "إف بي آي" أبلغوا بالفعل المسؤولين البريطانيين أن العبيدي البالغ من العمر 22 عامًا والمنتمي لخلية تابعة لتنظيم الدولة الإسلامية "داعش" في شمال غربي إنجلترا، كان يخطط لعملية إرهابية في بريطانيا.
وأضاف التقرير أنَّ العبيدي الذي تم إدراجه على قوائم الإرهاب الأمريكية في العام 2016 بعدما أصبح محط أنظار أجهزة الاستخبارات أثناء تحقيق حول الجماعات الإرهابية الناشطة في ليبيا.
ونقل التقرير عن مصدر أمني بريطاني رفضت الكشف عن هويته قوله:" في بداية 2017، أبلغ (إف بي آي) المخابرات البريطانية أن العبيدي ينتمي لعصابة إرهابية في إفريقيا وتتواجد في مانشستر، وتبحث عن هدف سياسي في هذا البلد."
وأردف المصدر: "جاءت المعلومات من خلال اعتراض الاتصالات الخاصة بالعبيدي من جانب عملاء فيدراليين أمريكيين كانوا يقومون بتحريات عن العبيدي منذ أواسط العام 2016، وأيضًا من معلومات تم الكشف عنها في لبيبا حيث تتواجد أسرته التي تجمعها صلات بجماعات إرهابية."
وتابع المصدر: "في أعقاب التحذير الأمريكي، خضع العبيدي وأعضاء آخرون من العصابة الإرهابية للفحص والتدقيق من جانب (إم 15). وساد اعتقاد آنذاك أن العبيدي كان يخطط لاغتيال شخصية سياسية. لكن لم يخلص هذا التحقيق إلى شيء، وخرج العبيدي من حسابات المحققين."
وتواجه وكالة الاستخبارات البريطانية أسئلة عدة حول ما إذا كان العبيدي خاضعًا لرقابتها، لاسيما بعد أن نجح في مغافلتها ونفذ هجومه الدامي في مانشستر وأوقع 22 قتيلًا و64 مصابًا.
وتواصل الشرطة البريطانية البحث عن متورطين محتملين آخرين في تدبير هجوم مانشستر، باعتباره هدفًا أوليًا في إطار التحقيقات الجارية التي يشارك فيها أكثر من 1000 ضابط شرطة.
وعلى خلفية تداعيات هجوم مانشستر، أعلنت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي عن إنشاء لجنة خاصة تتولى مكافحة التطرف وتشجيع المواطنين على الانخراط في هذا العمل، "حتى وإن كان ذلك أحيانًا أمرًا محرجًا أو صعبًا". بحسب تعبيرها.
وقالت ماي: "فضلاً عن تدخل الحكومات للتصدي للتطرف عندما يتحول إلى الجريمة، يمكن للناس أن يفعلوا المزيد من أجل الوقوف على القيم البريطانية، التي يحاول التطرف، وخاصة التطرف الإسلامي تقويضها".
وجاء ذكر "لجنة مكافحة التطرف" في بيان حزب المحافظين الانتخابي الذي نشر قبل أربعة أيام من الهجوم في مانشستر.
الخبر من المصدر..