سئل فضيلة الشيخ عطية صقر ...
ماذا عن أثر الصيام في علاقة الإنسان بربه؟
فأجاب رحمه الله...
الصوم فيه تقديم رضا الله على النفس؛ وتضحية بالوجود الشخصي بالامتناع عن الطعام والشراب، وتضحية بالوجود النوعي بالإمساك عن الشهوة الجنسية وذلك ابتغاء وجه الله وحده الذي لا يتقرب لغيره من الناس بمثل هذا الأسلوب من القربات، ومن هنا كان ثوابه عظيما يُوضِّحه ويبين علته قول النبي صلى الله عليه وسلم: «كل عمل ابن آدم يضاعف الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف، قال الله تعالى: إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به يدع طعامه وشهوته من أجلي» . رواه البخاري ومسلم .
وفي الصوم إحساس بمقدار نعمة الطعام والشراب والمتعة الجنسية عندما يحرم منها ونفسه تائقة إليها فيكون شكره عليها بالإطعام المتمثل في كثرة الصدقات في فترة الصيام وفي توقيت الصيام بشهر رمضان الذي أُنْزِل فيه القرآن تذكير للإنسان بنعمة الرسالة المحمدية ونعمةِ الهدايةِ القرآنيةِ التي يكون الشكر عليها بالاستمساك بها لعلكم تشكرون، وفي فترة إشراق الروح بالصيام وتلاوة القرآن تتوجه القلوب إلى الله بالدعاء الذي لا يرده، وقول النبي صلى الله عليه وسلم: «ثلاثة لا ترد دعوتهم الصائم حتى يفطر أو حين يفطر، والإمام العادل، ودعوة المظلوم» رواه أحمد والترمذي وابن ماجه وابن خزيمة وابن حبان، وحسَّنه الترمذي.
ولعل مما يشير إلى الإغراء بالدعاء في الصيام توسط قوله تعالى: {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ} بين آيات الصيام هذا بعض ما يبين حكمة الصيام لتقوية علاقة الإنسان بربه. والله أعلم.