حذر موقع "نيوز1” الإسرائيلي مما وصفه "انقراض" الأقباط في مصر خلال الأعوام القادمة في ظل تعرضهم لموجة إرهابية ضارية من قبل تنظيم داعش، قد تدفعهم للهجرة من مصر، متسائلاً "لماذا لم تنجح الحكومة المصرية في منع الهجمات وحماية مواطنيها".
وذكر الصحفي "آرئيل لافين" في مقاله المنشور على الموقع 30 مايو بعنوان "فريسة داعش المفضلة"، بفيلم "حسن ومرقص وكوهين" الذي أنتج في خمسينيات القرن الماضي، عندما كان اليهود أحد مكونات المجتمع المصري، ثم بفيلم "حسن ومرقص" عام 2008، متوقعًا أن يكون الفيلم الجديد في مصر بعد 50 عاما "حسن" في إشارة لإمكانية هجرة الأقباط من مصر، على حد زعمه.
عانى أناس في العالم بأسره من قسوة داعش، في العراق كان الشيعة والأكراد واليزيديون وحتى السنة الذين أيَّدوا داعش وحماهم التنظيم ظاهريًا. في الدول الغربية كان مواطنون أبرياء سقطوا في هجمات التنظيم. حتى ناشطي داعش الذين اشتبه في كونهم خونة "حظوا" بمصير أسراهم. لكن ربما كان المسيحيون الأقباط في مصر هم أكثر من عانوا.
على هذا المعدل، خلال 100 عام سوف ينقرض الأقباط"، كُتب على الفيسبوك بعد هجوم بإطلاق النار نفذه داعش الأسبوع الماضي في مصر (26.5.17). لم يكن مصادفة تنفيذ ذلك الهجوم في دير الأنبا صموئيل. يدور الحديث عن هدف يصعب الوصول إليه، فالطريق إليه طويل وطرقه غير ممهدة. والطريق إليه يتطلب سيرًا بطيئًا، ولأّن يوم الجمعة هو يوم عطلة في مصر، فإن الهدف كان مثاليًا بالنسبة لداعش. قبل ذلك بشهرين، في أحد الزعف، قتل 45 قبطيًا على يد داعش بكنائس في مصر.
في الشهور الأخيرة، تشير النيويورك تايمز، أبدى داعش نواياه تجاه الأقباط. وقال في فيديو منسوب إليه إن المسيحيين "فريستنا المفضلة". قتل ما يزيد عن 100 قبطي في الشهور الأخيرة فقط، وأعلن جناح داعش في سيناء شبه الجزيرة خالية من المسيحيين.
هناك الكثير من الأسئلة حول نشاطات داعش الأخيرة في مصر، مثلاً كيف نجح في الانتشار بهذا الشكل الموسع في مصر، هل تأتي نشاطات التنظيم في مصر نتيجة للضغط الذي يواجهه في العراق وسوريا، ولماذا لا تنجح الحكومة المصرية في منع الهجمات وحماية مواطنيها.
في المقابل، يطرح الأقباط أيضًا أسئلة: هل يخاطرون بأنفسهم وعائلاتهم، هل ينبغي عليهم المغادرة، وإن كان- فمن يفتح لهم بابه. على مدى مئات الأعوام من الاضطهاد على يد القياصرة الرومان، والزعماء البيزنطيين والحكام العرب، ورؤساء مصر الحديثة، وظل الأقباط في مكانهم. الآن، وفي ضوء التهديد من قبل داعش. يفكرون في الرحيل.
في عام 1954، أنتج في مصر فيلم باسم "حسن ومرقص وكوهين"- كوميديا مثلت شخصيات من الإسلام والمسيحية واليهودية. في عام 2008 صدر فيلم جديد باسم "حسن ومرقص" حذر من الصراع الطائفي المتصاعد في مصر بين المسيحية والإسلام. في ضوء الوضع الحالي، ربما بعد خمسين سنة يكون اسم الفيلم الجديد "حسن".
الرابط اﻷصلي