سئل الشيخ عطية صقر..
جاء في بعض الأحاديث أن الشياطين تصفد في رمضان فكيف يتفق هذا مع وقوع جرائم وآثام كثيرة من الصائمين وغير الصائمين في رمضان؟
فأجاب رحمه الله..
روى البخاري ومسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : إذا جاء رمضان فتحت أبواب الجنة وغلقت أبواب النار وصفدت الشياطين .
وروى ابن خزيمة في صحيحه قوله صلى الله عليه وسلم إذا كان أول ليلة من شهر رمضان صفدت الشياطين مردة الجن.
لكن الواقع يشهد بأن المعاصي ما تزال ترتكب في رمضان وفي غير رمضان، ومن أجل التوفيق بين الحديث السابق وبين الواقع المشاهد فهناك أربعة احتمالات قالها الشراح حول الحديث:
الأول: إن المراد بتقييد الشياطين في رمضان عدم تفلتها على من يصومون صوما صحيحا كاملا روعيت فيه كل الآداب التي منها عفة اللسان والنظر والجوارح عن المعصية، واستجابة للحديث الذي رواه البخاري: من لم يدع قول الزور والعمل به ليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه.
الثاني: أو المراد بالشياطين التي تصفد المردة والجبابرة منهم كما في رواية ابن خزيمة، أما غيرهم فلا يقيدون لذلك تقع من الناس بعض المعاصي. الثالث: أو المراد: أن الشياطين كلها تغل بمعني يضعف نشاطها ولا تكون بالقوة التي عليها بدون أغلال وقيود. الرابع: أو المراد: أنَّ المعاصي التي تكون بسبب الشياطين تُمْنَع، ولكن تقع المعاصي التي يكون سببها النفوس الخبيثة الأمَّارة بالسوء، أو العادات القبيحة، أو شياطين الإنس. ومن هنا نرى أنَّ الحديث لا يصطدم مع الواقع عند فهمه فهما صحيحًا . وذلك ما نحب أن نلفت الأنظار إليه في فهم نصوص الدين، حتى لا يكون هناك شك في الدين أو انحراف في الفكر أو السلوك. والله أعلم.