وكالة الأنباء الفرنسية: نكسة 67 حولت حلم الوحدة العربية لكابوس

الرئيس الراحل جمال عبد الناصر

نكسة 67 أنهت حلم الوحدة العربية.. هكذا عنونت وكالة الأنباء الفرنسية "إيه إف بي" تقريرا سلطت فيه الضوء على تداعيات نكسة 67 التي كانت بمثابة صدمة مروعة لمصر بعد أن دمر الطيران الإسرائيلي القواعد الجوية المصرية المتمركزة بالقرب من العاصمة المصرية القاهرة وصحراء السويس، ما أدى في النهاية إلى سقوط سيناء في أيدي الإسرائليين، كما بدد آمال مصر في قيادة العالم العربي.

 

وفيما يلي نص التقرير:

كانت حرب الأيام الستة التي اندلعت في العام 1967 بين مصر وإسرائيل وانتهت بهزيمة البلد العربي بمثابة صدمة مروعة لمصر، لم تستفق منها بعد، بل وبددت آمال القاهرة في بسط هيمنتها إقليميا.

 

 

وانتهت الحرب التي تُعرف في مصر بـ "النكسة"، باحتلال إسرائيل لشبه جزيرة سيناء حتى قناة السويس، وانهارت شعبية الرئيس الشعبوي الراحل جمال عبد الناصر.

 

وأخيرا استردت مصر بعد خوضها حرب 73 ضد إسرائيل، ثم دخولها لاحقا في مباحثات السلام مع إسرائيل، سيناء لتصبح أول دولة عربية تبرم معاهدة سلام مع أعدائها.

 

لكن مصر لم تعد تلعب الدور الذي كانت تضطلع به إبان حكم عبد الناصر من حيث تبوأها لموقع الريادة السياسية والعسكرية والثقافية في العالم العربي الذي شهد آنذاك وحدة لم تدم طويلا مع سوريا.

 

وقال توفيق أكليماندوس، أستاذ العلاقات الدولية في الجامعة الفرنسية بمصر:" تضاءل الدور المصري وبقوة في أعقاب العام 1967، وسددت النكسة طعنة نافذة لحلم الوحدة العربية."

 

وخلال الفترة ما بين الـ 5 -10 من يونيو 1967، انتصرت إسرائيل على كل من مصر والأردن وسوريا، واحتلت سيناء، وقطاع غزة والضفة الغربية والقدس الشرقية ومرتفعات الجولان.

 

وبدأت الحرب في وقت مبكر من يوم الـ 5 من يونيو، حيث قام الطيران الإسرائيلي بقصف القواعد الجوية المصرية بالقرب من العاصمة القاهرة، وأيضا في صحراء السويس.

 

وفي غضون ساعات قليلة، تم تدمير معظم الطائرات المصرية، ويقول العديد من المؤرخين إن إسرائيل فازت بالحرب في اليوم الأول بعد أن حسمت المعركة الجوية لصالحها.

 

وبحلول الـ 8 من يونيو، وصلت القوات الإسرائيلية إلى قناة السويس في أعقاب ورود تقارير مفادها أن القوات المصرية تتراجع في حالة من الفوضى. ووافقت مصر على قبول اتفاق وقف إطلاق النار الذي أيدته الأمم المتحدة، ووقعت عليه إسرائيل في اليوم التالي.

 

وفي الـ 9 من يونيو، أعلن الرئيس الراحل جمال عبد الناصر تنحيه عن السلطة، قبل أن يسحبها بعد ذلك حينما نزلت حشود من مؤيديه إلى الشوارع في مصر تعبيرا لدعمها له ورفضها قرار التنحي.

 

لكن الخسائر وقعت، وقوضت هذه الحرب بالفعل طموحات عبد الناصر الذي وافته المنية في العام 1970.

 

ظهور الحركات الإسلامية  

كان عبد الناصر، أحد قادة تنظيم الضباط الأحرار الذي أطاح بالملكية في مصر في العام 1952، وغير الهيكل الإقطاعي الذي ساد في الدولة، بطلا في عيون ملايين الأشخاص بالمنطقة.

 

وقال شريف يونس، مؤرخ بجامعة حلون:" الشعب وقف مع عبد الناصر الذي كان رمزا وبطلا ملهما لهم في وقت كانوا يبحثون فيه عن هويتهم بعد التحرر من الاستعمار."

 

وأضاف يونس:" لكن وفي أعقاب العام 1967، بدا عبد الناصر عاجزا، ومن ثم لم تعد مصر قادرة على مواصلة الإمساك بدفة القيادة. فقد كانت بحاجة إلى المساعدة لإعادة بناء جيشها. "

 

بل إن الحرب قد جعلت عبد الناصر أيضا أكثر برجماتية. وتابع يونس:"  لم يعد عبد الناصر يطالب بتحرير فلسطين، وبدأ يطبق بدلا من ذلك الشعار القائل (إزالة أثار العدوان)"

 

الهزيمة في حرب العام 1967- وما تلاها من عزلة مصر من جانب أشقائها العرب في أعقاب توقيع القاهرة على معاهدة السلام مع إسرائيل في العام 1979- فاقمها تصاعد الدور المحوري الذي تلعبه دول الخليج بقيادة المملكة العربية السعودية، لاسيما مع ارتفاع أسعار النفط في سبعينيات القرن الماضي.

  

 وساعدت الضربة التي تلقاها حلم الوحدة العربية الذي طالما كان يراود عبد الناصر، أيضا على ظهور الحركات الإسلامية المتطرفة، وفقا لما ذكره خبراء.

 

وقال هنري لورينز، المؤرخ المتخصص في شئوون الشرق الأوسط:" حرب العام 1967 كانت عاملا مهما في صعود التيارات الإسلامية المتشددة في العالم العربي، نظرا لأن الحكومات العربية الثورية يُلقى عليها باللائمة في الهزيمة التي مني بها الجيش المصري في العام  1967."

 

وبعد مضي نصف قرن، أصبحت فكرة أن تمسك أية دولة بدفة القيادة في المنطقة، عتيقة ولا وزن لها.

 

وفي هذا الصدد، قال يونس:" قضية أن تلعب أي دولة دور القيادة انتهت. فالأنظمة العربية الحاكمة قائمة على شيء من توازن القوة والتحالفات بينها، بغض النظر عن قوتها."

 

النص الأصلي

مقالات متعلقة