- الدور الإقليمي لمصر يتراجع.. والمجتمع الدولي يرحب بفترة ثانية للسيسي
- الإسلام السياسي باق ولن يتم القضاء عليه.. ومصر بها آلاف القادرين على حكمها
- الدولة لا تزال متعثرة في سيناء.. والإخوان فهموا كيف يتعاملوا مع عشائر سيناء بعد الثورة
الانتخابات الرئاسية القادمة وموقف المجتمع الدولي منها، وأداء البرلمان ومواقفه، والبديل المدني للحكم الراهن، وكذلك دور مصر الإقليمي، ملفات ونقاط توقف عندها كثيرا أستاذ علم الاجتماع السياسي ومدير مركز ابن خلدون للدراسات الإنمائية سعد الدين إبراهيم في حواره لـ"مصر العربية".. وإلى نص الحوار..
كيف ترى الحملة الأمنية الأخيرة على شباب الأحزاب والنشطاء؟
للشعب المصري كل الحق في أن ينزعج من هذه الإجراءات البوليسية الفاشية التي تعكس حقيقة هذا النظام بأنه لا ينوي على تحول ديمقراطي حقيقي رغم الإدعاء بذلك.
هل الإجراءات التي تتخذها الحكومة تنذر بعدم نزاهة الانتخابات القادمة بما قد يترتب عليه رفض من قبل المجتمع الدولي لنتيجتها؟
لا يهمني المجتمع الدولي بقدر ما يهمني المجتمع المصري، فهذا النظام شرعيته عليها علامة استفهام، فقد أتى بعد ما يعتبره الإخوان المسلمون انقلابا على الشرعية، وإذا نحينا الإخوان كان ينبغي عليه أن يفعل كل ما يمكن أن ينفي شبهة عدم الشرعية، إنما هذه الإجراءات من اعتقالات للشباب وتضييق على المرشحين للانتخابات الرئاسية، وإطلاق وسائل الإعلام على كل معارض لا يبشر بخير.
وفيما يخص الدعوة للإشراف الدولي على الانتخابات، فهو طلب قديم ومتكرر ومركز ابن خلدون أول من طالب بوجود رقابة دولية من 30 عاما، ومن لا ينوي التزوير لا يخاف، ولا يعد بأي حال تدخلا في السيادة المصرية.
هل يؤثر صدام الأجهزة الأمنية مع شباب الأحزاب على السيسي في الانتخابات الرئاسية القادمة؟
بالطبع تؤثر عليه بالسلب وطبقا لكل الاستفتاءات العامة فإن شعبية السيسي تراجعت ولا يمكن أن تصل إلى أكثر من 51% من الشعب، لكنه لا يزال المرشح الأبرز وصاحب الفرصة الكبيرة بالفوز في الانتخابات.
كيف تقيم دعوات البديل المدني، وهل تتوقع أن تدفع القوى المدنية بمرشح يستطيع منافسة السيسي؟
نعم، مصر فيها أكثر من 90 مليون نسمة فيهم ما لا يقل عن 10 الآف مؤهلين للرئاسة، فهل أحد كان يعرف السيسي منذ 5 سنوات؟.. هو رجل جديد على الساحة، ولكن أداءه في بعض القضايا كان جيدا فاكتسب الشعبية من خلاله.
هل هناك أسماء بعينها تراها قادرة على خوض الانتخابات القادمة؟
بالفعل، البرادعي كان قادرا ومازال قادرا، وحمدين صباحي وأحمد شفيق، وسامي عنان، وعمرو موسى وغيرهم.
تردد بين الحين والأخر أن هناك اتصالات بينك وبين الفريق أحمد شفيق، وأسماء أخرى.. هل هذا صحيح؟
الفريق أحمد شفيق صديق عزيز وأدى خدمات جليلة للوطن ولكن لم يحدث أي تواصل بيني وبينه منذ عام، لذلك لا أعرف هل سيترشح أم لا.
هل لك تواصل مع من يطرحون فكرة تجهيز البديل المدني ووضع برنامج انتخابي؟
يتحدثون معي كثيرا في هذه الأمور، وأرحب وأشجع هذا لكن مشاركتي فقط بالرأي.
هل ينظر المجتمع الدولي للرئيس السيسي على أنه البديل الآمن أو المناسب لإدارة مصر في المرحلة المقبلة؟
المجتمع الدولي كبير ومتشعب، لكن معظم دوله الكبيرة زارها الرئيس السيسي وقوبل فيها بترحيب كبير، وأعتقد أن أصحاب القرار فيها يرحبون بالسيسي لفترة رئاسية مقبلة.
هل تتوقع أن يكون هناك تواصل بين جماعة الإخوان المسلمين ومرشح بعينه في الانتخابات الرئاسية القادمة؟
كل من يعمل في العمل العام لابد أن يكون على بينة فيما يفكر فيه ويطالب به الآخرون، فبالتأكيد هناك تواصل إذا لم يفعلوا هذا لا يجب اعتبارهم من السياسيين.
كيف تقيم الوضع القائم بين الدولة والجماعة الآن؟
هناك معضلة كبيرة، فشباب الإخوان يعتقدون أن السيسي هو من انقلب على الشرعية وهذه عقبة نفسية ستأخذ عدة سنوات حتى يتجاوزها شباب الإخوان المسلمين، أما شيوخ الإخوان فقد مروا بمثل هذه التجارب ويتفهمون أن السياسة لها منطقها، وهو ما لمسته عندما قابلتهم منذ أكثر من عام كما أن تصريحات إبراهيم منير تؤكد هذه الرؤية، وإذا كان هناك شك في الرأي العام فلابد أن يعرض هذا الأمر على استفتاء على الشعب.
لكن الشواهد والسوابق التاريخية تقول إن الرئيس السيسي يريد إدارة الملف بالرؤية الأمنية القديمة، لا أعرف ما يدور بعقله لكن آليات التعامل تشير إلى هذه النظرية، خاصة أنه من نفس مدرسة مبارك وهو امتداد لها.
كيف تتوقع تعامل الأحزاب المصرية مع الانتخابات الرئاسية القادمة؟
الأحزاب المصرية في معظمها باستثناء الوفد والمصريين الأحرار ومصر القوية، ليس لها وجود في الشارع، والنظام يتعامل معها كديكور لاستكمال الشكل الديمقراطي.
بعض الأحزاب المحسوبة على التيار الديمقراطي تحاول إيجاد توافق بينها في الانتخابات القادمة.. ما رأيك؟
ربما هذا التوافق قد يؤسس لجبهة بينهم، لكن أنا أعتبر أن العمل السياسي لا بد أن يكون فيه تنوع وفيه اختلاف، إنما الاتفاق على حد أدنى من الأرضية المشتركة لا بأس منه وهو ما يطلق عليه العمل الجبهوي حول قضايا معينة وهو لا يلغي الفوارق بين الأحزاب وإنما تجمع قواسمها المشتركة.
كيف تقرأ تحذير السيسي من الخروج للشارع مثلما حدث في يناير؟
السيسي ابن المؤسسة العسكرية، ولا يتحدث عن الثورة إلا في الضرورة القصوى عندما يكون مضطرا، فيناير ثورة ضد نظام هو جزء منه، ولا يمكن
أن ينظر لها نظرة إيجابية.
ثورة 25 يناير أبهرت العالم كله إلا الجيش الذي اعتبرها تحديا له، فهي زلزلت سيطرة المؤسسة العسكرية على المجتمع.
كيف تلقيت دعوات تعديل الدستور خاصة الدعوات التي تطالب بمد فترة الرئاسة؟
هؤلاء منافقون، لا أعلم إن كان الرئيس أو أحد من أعوانه طلب منهم ذلك، لكن هو يعبر عن نفاق ومجاملة.
كيف تقيم أداء البرلمان؟
مجلس البرلمان ليس أكثر من مجرد اسم، وماهو إلا بطانة للحاكم وسوطه ولا يفعلون إلا مايريد بل أحيانا كثيرة يزايدون في التملق للنظام، بل هو سبة في جبين الديمقراطية وأسوأ برلمان شهدته مصر.
هل تتوقع أن يمرر البرلمان اتفاقية تيران وصنافير؟
أنا أؤمن بالقومية العربية وما يهمني فقط هو أن الأرض في النهاية عربية، كما أنني أكثر اقتناعا بالرواية التي تقول أن الجزر سعودية.
كيف ترى مستقبل الإسلام السياسي في المرحلة القادمة؟
سيظل موجودا على الساحة شاء النظام ذلك أم أبى، فهذا تيار تعود جذوره إلى 90 عاما، وكل الحكومات حاولت أن تتخلص من الإخوان ولم تنجح لأنهم أصبحو جزءا من الخريطة السياسية المصرية وهم يمثلون أكثر من 25 % من الشعب المصري، وهذا لا يضير أحد ولا بد أن يعترف بذلك المجتمع ويستفيد منه.
وما أعيب عليه الحكومات أن ممارساتهم قد تدفع بعض الشباب إلى حمل السلاح والدخول في بعض دوائر العنف.
ماذا يحدث في سيناء؟
الدولة متعثرة في سيناء، فالإخوان المسلمون انتهزوا 18 يوما من الثورة وأتوا من الخارج هم وأنصارهم ودخلوا وتعاملوا بذكاء مع قبائل وعشائر سيناء وهو ما فشل فيه النظام.
القبائل في سيناء إذا عاملتها معاملة طيبة واجزلت لها العطاء فستقف معك وهذا ما فعله الإخوان، وهو ما فعلته إسرائيل من قبل وهو ما يسعى له النظام الآن.
كيف تابعت القمة الأمريكية الإسلامية في المملكة العربية السعودية؟
القمة ناجحة جدا والسعودية استفادت بشكل كبير وضمنت حماية أمريكية لها في مواجهة إيران، كما أن هذه الصفقة تفتح ملايين الوظائف للشباب الأمريكي.
كيف ترى الإعلان عن تشكيل حلف شرق أوسطي يجمع مصر وإسرائيل والسعودية في مواجهة إيران؟
هذا الحلف الهدف منه تجاهل القضية الفلسطينية ووضعها بين قوسين، لكن يبدو أن ترامب أكثر تفهما للقضية الفلسطينية من سابقيه ومن هنا يأتي استعداده لعمل صفقة لتسوية هذا الملف، وغالبا ستحدث هذه الصفقة.
ماهي ملامح هذه الصفقة؟
هذا الملف لا بد له من تسوية، وعدم تسويته ليست في صالح الفلسطينيين، أتوقع قيام دولة فلسطينية في الضفة والقطاع سواء منزوعة السلاح أو برقابة دولية عليها، أي تسوية في حد ذاتها أفضل من الواقع الذي نحن عليه.
هناك إشارات إلى عملية تبادل أراضي قد تدخل فيها أجزاء من سيناء.. ما رأيك؟
لا أعرف مثل هذه المعلومات ولا أظن أن الجيش يسمح بهذا الأمر.
ما تقييمك للدور الإقليمي لمصر؟
الدور الإقليمي لمصر الآن يتراجع، والسعودية من تتولى القيادة ومصر ليس لديها اعتراض على هذا ففي النهاية كل شيء بثمنه، كما أن مصر تدرك أن العرب سيرجعون لها، فهي أكبر قوة مسلحة في الشرق الأوسط.