يدخل ريال مدريد الإسباني الموعد الكبير لنهائي دوري الأبطال مساء غد السبت على ملعب "الألفية" بالعاصمة الويلزية كارديف وعينه على معانقة التاريخ بإضافة لقبه الثاني عشر في البطولة، ليصبح أول فريق يحافظ على لقب البطولة الأعرق في القارة العجوز والعالم في نسختها الحديثة، ولكنه في المقابل سيصطدم بدفاع مثالي ليوفنتوس الإيطالي، المهيمن على الساحة في بلاده والباحث عن استعاده أمجاده القارية الغائبة منذ 21 عامًا. ويعود كبيرا القارة الأوروبية للالتقاء وجها لوجه بعدما جمعهما نهائي 1998 بأمستردام والذي حسمه الفريق الملكي بهدف مهاجمه المونتينجري بريدراج مياتوفيتش ليرفع الكأس السابعة في تاريخه ويكون بوابة للفريق الأكثر تتويجا بالألقاب القارية في العالم في الوقت الحالي. ومنذ تلك النسخة تمكن الميرينجي من تذوق طعم الفوز بـ"الكأس ذات الأذنين" أربع مرات أعوام 2000 و2002 و2014 و2016. وسيخوض الريال غدا النهائي الثالث له خلال آخر أربع سنوات، حيث توج باللقبين الأخيرين له على حساب الجار أتلتيكو مدريد، في ظل سعيه للجمع بين بطولتي "الليجا ودوري الأبطال" للمرة الأولى منذ أكثر من نصف قرن، ولكنه هذه المرة سيصطدم بفريق جائع لحصد اللقب القاري ليتوج موسمه الرائع بالثلاثية بعد أن تمكن من الجمع بين الثنائية المحلية "الدوري والكأس". وسيكون صراع الغد بين الفريق الأكثر تسجيلا للأهداف في هذه النسخة، 32 هدفا في 12 مباراة، وصاحب الرقم القياسي في التسجيل المتتالي في المباريات "64 مباراة"، وبين الحائط الدفاعي الأكثر تكاملا وثباتا في القارة العجوز هذا الموسم. ولم تستقبل شباك "البيانكونيري" في مسيرته الرائعة نحو النهائي سوى 3 أهداف، كان آخرها أمام موناكو الفرنسي في الدور نصف النهائي.
ولم يسبق لريال مدريد أن خسر أي مباراة نهائية في أخر خمس مناسبات بلغ فيها هذه المرحلة، بينما يعد بطل إيطاليا هو أكثر الفرق التي خسرت في المشهد الأخير برصيد 6 مرات كان آخرها قبل عامين أمام برشلونة. ويدخل أبناء الفرنسي زين الدين زيدان المباراة بمعنويات بلغت عنان السماء بعدما حققوا الهدف الأكبر هذا الموسم وهو استعادة لقب الليجا الغائب عن خزائن الفريق منذ 2012.
وساهم في هذا الانتصار الكبير الإدارة الحكيمة من النجم الفرنسي في عملية المداورة بين اللاعبين والسيطرة على غرف الملابس وإراحة نجم الفريق الأول كريستيانو رونالدو ما بين الحين والآخر، حيث لم يتبق على جني ثمار هذا المجهود الكبير طيلة الموسم سوى 90 دقيقة أو ربما أكثر.
ويجد زيدان نفسه أمام العديد من القرارات التي ربما تكون حاسمة في تحديد وجهة الكأس قبل مواجهة الغد أهمها يتعلق بالحيرة بين اختيار الويلزي جاريث بيل العائد من الإصابة وبين المتألق هذا الموسم إيسكو ألاركون. وجاءت عودة الجناح الويلزي في الميعاد بعد الإصابة العضلية التي أبعدته عن صفوف الفريق خلال الفترة الماضية والموسم بشكل عام، وهو ما يجعله يفتقد لنسق المباريات والمنافسة. وعلى زيدان أن يقرر إذا ما كان سيدفع به منذ البداية والعودة للطريقة المعتادة للفريق 4-3-3 من أجل محاولة ضرب دفاعات يوفنتوس عن طريق الهجمات السريعة، أو مواصلة منح الثقة لإيسكو في مباراة الموسم الذي كان للاعب دورا محوريا فيه مع تغيير طريقة اللعب لـ4-4-2.يدخل ريال مدريد الإسباني الموعد الكبير لنهائي دوري الأبطال مساء غد السبت على ملعب "الألفية" بالعاصمة الويلزية كارديف وعينه على معانقة التاريخ بإضافة لقبه الثاني عشر في البطولة، ليصبح أول فريق يحافظ على لقب البطولة الأعرق في القارة العجوز والعالم في نسختها الحديثة، ولكنه في المقابل سيصطدم بدفاع مثالي ليوفنتوس الإيطالي، المهيمن على الساحة في بلاده والباحث عن استعاده أمجاده القارية الغائبة منذ 21 عامًا.
أما التشكيل المتوقع أن يبدأ به الفريق فلن يخرج عن التالي: حراسة المرمى: كيلور نافاس. خط الدفاع: كارباخال وسرخيو راموس ورافائيل فاران ومارسيلو. خط الوسط: كاسيميرو ولوكا مودريتش وتوني كروس. خط الهجوم: إيسكو وكريستيانو رونالدو كريم بنزيمة. وعلى الجانب الآخر، يدخل يوفنتوس المباراة بظروف مشابهة للمحيطة بأروقة الميرينجي، فبعد أن أنهى مهمته وأجهز على منافسيه في البطولة الإيطالية وحصده اللقب السادس على التوالي بالإضافة للقب الكأس، يدخل أبناء المحنك ماسيمليانو أليجري المباراة ولا هدف أمامهم سوى رفع الكأس الغائبة عن دولاب بطولات الفريق منذ 21 عامًا. ويأمل لاعبو يوفنتوس في إنهاء مسلسل الحظ العثر لهم في "التشامبيونز" بعد خسارة لقبي 2003 أمام ميلان بمانشستر و2015 أمام البلاوجرانا، وتزيين موسمهم الاستثنائي بالثلاثية التاريخية (الدوري والكأس ودوري الأبطال) للمرة الأولى في تاريخ النادي. ومن بين اللاعبين الذي يعتبرون مباراة الغد فارقة، الحارس المخضرم جانلويجي بوفون ال1ي يبحث عن الكنز المفقود في مسيرته المرصعة بالبطولات والتتويج باللقب الأول له، الوحيد الذي لم يفز به على مستوى الأندية.
ويدخل الحارس العملاق النهائي الثالث له (بعد عامي 2003 و2015) برقم مميز كون شباكه الأقل استقبالا للأهداف، 3 أهداف فقط. ومع الاستقرار تقريبا على الشكل الذي سيلعب به الفريق والعناصر التي سيعتمد عليها أليجري، تتمثل الحيرة الوحيدة للمدرب في المركز الذي سيلعب فيه البرازيلي داني ألفيش، والذي سيحدد أيضا إذا ما سيتم الدفع بالكولومبي خوان كوادرادو منذ البداية أم لا.
وبانتظار التجارب الأخيرة لأليجري، يبدو أنه سيعتمد على الظهير البرازيلي المتألق في مركز متقدم من أجل زيادة توازن الفريق الذي سيلجأ بنسبة كبيرة على غلق الأطراف أمام ظهيري الفريق الملكي. وسيشغل الثنائي المتفاهم ليوناردو بونوتشي وجورجيو كيلليني قلب الدفاع، مع تواجد أندريا بارزالي وأليكس ساندرو على الأجناب. وسيتواجد لاعب الريال السابق، الألماني سامي خضيرة، في منتصف الملعب إلى جانب البوسني ميراليم بيانيتش، مع تواجد ألفيش إلى جانب الساحر الأرجنتيني باولو ديبالا والكرواتي ماريو ماندزوكيتش خلف ماكينة الأهداف جونزالو هيجواين. وما بين آمال بطل إيطاليا في العودة بالكأس لمدينة تورينو وكسر نحس النهائي، وطموح الميرينجي في مواصلة تسطير التاريخ في بطولته المفضلة والابتعاد بمسافات عن أقرب منافسيه، بالتأكيد سيكون عشاق الساحرة المستديرة بصدد نهائي ربما يكون الأقوى في السنوات الأخيرة.