أكد الباحث والكاتب السياسي الفلسطيني سليم أبو عمرو أن حرب يونيو عام 1967 أسس فيها كيان الاحتلال إستراتجية تقوم على السيطرة الشاملة على كل أرض فلسطين التاريخية، قائلا: "واهم من يعتقد أن أي حكومة إسرائيلية ستنسحب من المناطق الفلسطينية التي احتلتها عام 1967.
وقال أبو عمرو ل" مصر العربية" إن حرب يونيو نجح كيان الاحتلال فيها بالدخول للمنطقة العربية والإسلامية عبر بوابة السلام، وذلك بهدف تكريس احتلالها للأراضي العربية والفلسطينية.
"مصر العربية" تحاور الباحث والكاتب السياسي الفلسطيني سليم أبو عمرو بمناسبة الذكرى الـ50 لنكسة يونيو.
إلى نص الحوار.. أنت ممن عايشوا حرب يونيو عام 67، حدثنا عن تلك الأيام؟
في الخامس من يونيو عام 1967 ، كان هذا بداية نكبة جديدة على شعبنا الفلسطيني، وامتدادا للنكبة الرئيسية التي حلت بشعبنا عام 1948 وذلك لما أحدثته من تفاعلات، وتغيرات سياسية في المنطقة جراء احتلال إسرائيل لفلسطين كاملة، وأيضا عدوانها على أراضي سوريا، وأراضي مصرية عام 67 حيث استطاعت إسرائيل فيما عرف بحرب الأيام الستة التمكن من تلك الدول واحتلال مناطق بها.
ما مجمل الأراضي العربية والفلسطينية التي احتلتها إسرائيل 1967؟
أنا كنت في ذلك الوقت في ريعان شبابي أتذكر تفاصيل نكسة عام 67، المعركة لم تستمر أكثر من ستة أيام انهارت فيها جميع الجيوش العربية تحت وقع الضربات العسكرية الإسرائيلية المدعومة من الغرب، عملياً استطاعت فيها دولة الاحتلال فرض سيطرتها واحتلالها على كامل صحراء سيناء، وكامل الأراضي الفلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة..
هذه الحرب بمفرداتها وإفرازاتها وانعكاساتها أسست لمرحلة جديدة من العلاقات الإقليمية والدولية.
كيف استفاد كيان الاحتلال من نكسة يونيو على المدى البعيد؟
نتائج نكسة يونيو جاءت كلها خدمة لأهداف الاحتلال الإسرائيلي في بسط سيطرته واحتلاله واغتصابه لأرضنا الفلسطينية ومقدساتنا ومقدرات شعبنا الفلسطيني ، حتى اليوم ، نحن نعاني من أثار هذه الحرب التي خلقت خارطة سياسة جديدة في المنطقة وأيضا خارطة جغرافية نتيجة احتلال إسرائيل كامل أرض فلسطين بما فيها الضفة الغربية كاملة وقطاع غزة في ذلك اليوم.
حدثنا عن انسحاب إسرائيل من سيناء، وما تبعه من تطورات على صعيد إطلاق عملية السلام مع كيان الاحتلال؟.
تمت اتفاقية كامب ديفيد، وبها خرجت القوات الإسرائيلية من صحراء سيناء وبالاتفاقيات الملحقة أيضا، وفيما يخص الوضع الفلسطيني كان هناك اتفاقية أوسلو، نتج عنها وجود السلطة الفلسطينية..
بلا شك أفرزت اتفاقية كامب ديفيد وما تبعها من اتفاقيات مع الجانب الإسرائيلي في عهد الرئيس المصري الراحل أنور السادات قام بخطوة جريئة بزيارة الكنيست الإسرائيلية، هذه المعركة السياسية التي قادتها مصر، اضطرت من خلالها دولة العدوان الانسحاب من الأراضي المصرية كاملة ووفق اتفاقيات كامب ديفيد المعمول بها حتى هذه اللحظة.
أنت كأحد الساسة الفلسطينيين، برؤيتك هل من الممكن أن يتحقق الانسحاب من الأراضي الفلسطينية التي احتلت عام 1967؟
نكسة يونيو تركت انعكاسات سلبية جدا، على القضية الفلسطينية، وذلك لأن إسرائيل إستراتيجيتها في المنطقة قائمة على عدم الوصول على أي سلام مع الفلسطينيين، لأن السلام في حقيقته إذا طبق وفقاً للمبادئ العربية والإسلامية والقرارات الدولية، فإنه يجرد إسرائيل من إستراتيجيتها الرئيسية، وهي فرض السيطرة والهيمنة وضم الأراضي الفلسطينية إليها كما حدث في أعقاب حرب 67 مباشرة أعلنت عن ضم القدس الشرقية إلى القدس الغربية واعتبرت أن القدس كلها عاصمة موحدة لإسرائيل بشطريها الشرقي والغربي.
هل تقصد أن إسرائيل لن تسلم الفلسطينيين الضفة الغربية والقدس التي احتلتهما عام 67؟
إسرائيل تريد تكريس سلطة حكم ذاتي على أراضي لا تتجاوز 40 % من مساحة الضفة الغربية، وهي تعتقد أن الضفة الغربية تمثل خاصرتها الرخوة، ولذا نتنياهو في تصريحه الأخير قال "السيطرة الأمنية على الضفة"، وهذا معناه أنه لا وجود لدولة فلسطينية على كامل الأرض الفلسطينية التي احتلت عام 67 ، وهي بالمناسبة تشكل 22% من مساحة فلسطين التاريخية ، ويريدون الإبقاء على التكتلات الاستيطانية في الضفة، وضمها بشكل كامل للسيادة الإسرائيلية.