شهر رمضان فرصة عظيمة لتنقية الجسم من السموم، وذلك بالامتناع عن الطعام والشراب طوال ساعات الصيام.
ويؤكد الدكتور مارك ماتسون، أستاذ علم الأعصاب في جامعة جونز هوبكنز، ورئيس مختبر العلوم العصبية في المعهد الوطني للشيخوخة أن الصيام يمكن أن يكون مفيدا للعقل والجسد عندما يتم بالطريقة الصحيحة.
ووفقا لتصريحاته لصحيفة الواشنطن بوست، فإن تناول الطعام في الأيام العادية أي ثلاث وجبات يوميا بالإضافة إلى الوجبات الخفيفة، يؤدي إلى تحويل الجلوكوز إلى الكبد ويتم تخزينه في شكل "جليكوجين". لذلك عند الصيام لمدة 10 إلى 12 ساعة يتم إنتاج الكيتونات من الدهون، وهي بمثابة مصدر طاقة جيد جدا للخلايا في جميع أنحاء الجسم والدماغ.
وأثبتت العديد من الدراسات أن ذلك له آثر مفيد على الدماغ، بما في ذلك تعزيز القدرة على التعلم، وتقوية الذاكرة، بالإضافة إلى التأثير مضاد للقلق والاكتئاب.
ويتابع ماتسون: "لذلك فإن 16 ساعة في اليوم من الصيام خلال شهر رمضان، تكفي لرفع الكيتونات، على الأقل لمدة أربع ساعات تقريبا، أما إذا كنت تمارس الرياضة في نهاية اليوم، فهذا يعطي دفعة أخرى للكيتونات"، لافتا إلى أن الدراسات الحديثة أثبتت أن الصيام مع التمارين الرياضية يحسن من وظائف الدماغ والتعلم ويقوي الذاكرة.
ونصح أستاذ علم الأعصاب بعدم الإفراط في تناول الطعام في المساء، حتى لا يكتسب الجسم وزنا زائدا خلال شهر رمضان، كما يجب الحفاظ على ممارسة التمارين الرياضية.
ووفق أبحاث ماتسون، فإن الطبيعة البشرية تستغرق عدة أسابيع على الأقل للتكيف مع النظام أو النمط الجديد للأكل، موضحا أن الأسبوع الأول والثاني، يشهد ارتفاعا في مستوى العصبية والغضب عن الكثيرين، وقد يعاني بعض الناس من الصداع، وخاصة النساء لأسباب غير معروفة حتى الآن.
وبالعودة إلى المنظور العلمي، فمن المهم الحفاظ على ترطيب الجسم خلال شهر رمضان من هذا العام، لأن الصائم لا يأكل أو يشرب لمدة 16 ساعة.