الجبير يلتقي شكري.. ماذا حمل وزير الخارجية السعودي في حقيبته من الرياض إلى القاهرة؟

سامح شكري وعادل الجبير

في مظهر واضح على المساعي الحثيثة بين الرياض والقاهرة من أجل تقريب وجهات النظر بشأن مختلف القضايا ذات الاهتمام المشترك، التقى الخارجية السعودي، عادل الجبير، قادما من الرياض، نظيره المصري سامح شكري بالقاهرة، في زيارة رسمية مساء اليوم الأحد، والتي تعد الأولى منذ توقيع اتفاقية ترسيم الحدود البحرية في إبريل عام 2016.

 

 

وبينما رحب دبلوماسيون بالزيارة باعتبارها إعادة لزخم العلاقات بين البلدين في ظل حاجة المنطقة العربية للتعاون المشترك بينهم لمواجهة الإرهاب والدول الداعمة له، حذر آخرون من أن يكون للزيارة أهدافا أخرى غير معلنة لتمرير اتفاقية التنازل عن جزيرتي تيران وصنافير، بحسب المصادر.

 

 

وأعلنت وزارة الخارجية، في بيان رسمي، أن الهدف من الزيارة السريعة لوزير الخارجية السعودي استعراض الوضع فى سوريا واليمن، وجهود مكافحة الإرهاب بشكل عام، لاسيما فى ظل عضوية مصر الحالية بمجلس الأمن ورئاستها للجنة مكافحة الإرهاب بالمجلس.

 

 

السفير سيد قاسم، مساعد وزير الخارجية الأسبق، قال إن الأحداث المتلاحقة في المنطقة العربية أدت إلى مزيد من التقارب بين مصر والسعودية، خاصة بعد موقف دول الخليج من قطر التي أعلنت رفضها لقرارات القمة العربية الإسلامية الأمريكية التي انعقدت بالعاصمة السعودية الرياض.

 

 

وأضاف قاسم، لـ "مصر العربية"، أن امتداد الصراع بين دول الخليج وبعضها البعض والتجاذب الإعلامي بينهم، أدى إلى وجود تكتلات تزداد وتتعمق في المنطقة، ومن هذا التكتل التقارب بين مصر والسعودية والإمارات والذي أصبح أقوى من أي وقت مضى.

 

 

وأشار إلى أن الزيارة تستهدف التنسيق على أعلى مستوى بين البلدين فيما يتعلق بالأوضاع التي تشهدها المنطقة، ولا سيما الوضع في ليبيا والدعم الذي تقدمه قطر للمعسكرات الإرهابيية هناك وخطر انتشار داعش في المنطقة، وكذلك الوضع في العراق وقرب سقوط الموصل.

 

 

وفي الوقت ذاته أعرب قاسم من خشيته من أن تكون محاربة الإرهاب على حساب السيادة المصرية أو الانتقاص منها أو التفريط في جزء من أراضيها.

 

 

وأوضح أن جزيرتي "تيران وصنافير" قضية حساسة يجب أن تُعالج بطريقة ترعى أن التفريط في هذه الجزر سيترك جرحا غائرا في الشعب المصري ويذرع بذور الفتن، متمنيا ألا تؤثر هذه القضية على سير العلاقات بين البلدين.

 

 

واستبعد السفير محمد العرابي، وزير الخارجية الأسبق وعضو مجلس النواب، وجود أي رابط بين زيارة الجبير للقاهرة واتفاقية "تيران وصنافير"، مشددا أن البلدين أدركا أن علاقاتهم أقوى من أن تتأثر بهذه القضية .

 

 

وردا على ما يتردد أن البرلمان يستعد لمناقشة الاتفاقية وتمريرها، قال العرابي إن هذا هو وقت مناقشة الاتفاقية في المجلس ولكن المسار الذي تتجه إليه المناقشات غير واضح حتى الآن، لأنه يعتمد على ما ستسفر عنه جلسات الاستماع للخبراء والوثائق، وسواء كانت النتيجة بالسلب أو الإيجاب فإن ذلك لن يؤثر على علاقات مصر بالسعودية.

 

 

ولفت العرابي إلى أن زيارة الجبير تعني قوة دفع العلاقات بين البلدين للمسار الصحيح وإعادة الزخم إليها مرة أخرى، والتأكيد على الآلية السياسية المشتركة بين البلدين لمكافحة الإرهاب ومواجهة الدول الداعمة لها ومناقشة الوضع مع قطر .

 

 

وفي المقابل ذهب مدحت الزاهد، عضو حملة مصر مش للبيع المدافعة عن مصرية جزيرتي تيران وصنافير، إلى الربط بين زيارة الجبير وما يتردد عن توجه البرلمان لمناقشة الاتفاقية وتمريرها، محذرا من خطورة التنازل عن الجزيرتين.

 

 

وشدد الزاهد أن هذه الاتفاقية أصبحت باطلة بحكم قضائي، ولا يليق بمصر تحت ضغط الأزمة الاقتصادية أن تكون تابعة لسياسات السعودية في المنطقة العربية وأن تتنازل لها عن جزء من الأراضي المصرية مقابل منح أو مساعدات أو بيع، بحد قوله.

 

 

ورأى أن زيارة الجبير تثير العديد من المخاوف، خاصة أنها تأتي بعد ما يسمى بالقمة العربية الإسلامية الأمريكية، التي انعقدت بالعاصمة السعودية الرياض، وما دار فيها من دعوة لتشكيل حلف عربي أمريكي.

 

 

وتابع "نحن لدينا رفض للتحركات السعودية في المجال الإقليمي، لأن نظرتها للصراع الدائر في المنطقة يتناقض كلية مع رؤية القوى الوطنية المصرية، لأنها تطرح الصراعات على أنها سني وشيعي".

 

 

واستطرد الزاهد أن اللجوء لمظلة الحماية الأمريكية الإسرائيلية من قبل السعودية محاولة لترتيب الوضع الإقليمي على ما يسمى محور سني صهيوني إسرائيل في القلب منه، ومن ضمن هذا الترتيب تسليم السعودية لجزيرتي تيران وصنافير لتكون هدية إلى إسرائيل".

 

 

ونوه إلى أن ترتيبات السعودية مع أمريكا وإسرائيل ستقضي على القضية الفلسطينية وحل الدولتين والمطروح سيكون "ميكرو دويلة" تحت الحصار الصهيوني منزوعة السلاح دون العودة لأراضي ما قبل 1967 مع استمرار تهويد القدس.

 

 

وحذر الزاهد من أن السياسة السعودية التي تواكب السياسة الإسرائيلية شديدة الخطورة على الأمن القومي العربي والمصري خاصة، ولا يمكن لمصر أن تصبح تابعة لهذه الترتيبات، وعليها أن تكون عنصر التوازن في المنطقة .

مقالات متعلقة