تصدرت أزمة قطع العلاقات من قبل السعودية والإمارات والبحرين ومصر مع قطر مانشيتات أغلب الصحف الخليجية، والتي أفردت لها مساحات واسعة، اختلفت في قوة هجومها.
الصحف الإماراتية قادت هجومًا شرسًا على قطر، متهمة إياها بدعم الإرهاب، والميليشات الإرهابية على رأسها القاعدة والإخوان والحشد الشعبي.
وهاجمت الصحف السعودية الدوحة، مؤكدة أن قرارات الملك حظت بقبول شعبي ضخم، فيما اكتفت الصحف البحرينية بالتهدئة، واكتفت بنقل أخبار قطع العلاقات وتبعاتها.
وعلى الجانب القطري، أسفت الصحف القطرية على قرار قطع العلاقات، معلنة رفضها ما أسمته بـ "الابتزاز السياسي" للدولة.
وقطعت السعودية ومصر والإمارات والبحرين واليمن العلاقات الدبلوماسية مع قطر اليوم، واتهمتها بدعم "الإرهاب" في أسوأ صدع تشهده المنطقة منذ سنوات، بينما لم تقطع الكويت وسلطنة عمان علاقاتهما مع الدوحة.
هجوم سعودي
ذكرت صحيفة عكاظ السعودية أن قرارات الملك سلمان بقطع العلاقات مع قطر حظت بتأييدا شعبيًا، مؤكدة أن هاشتاج "#سمعا_وطاعة" الذي أطلقه المغردون يؤكد التفاف السعوديون مع قادتهم، ودعمهم للقرارات التي تصب في صالح المملكة ودول الخليج.
وتحت عنوان "جزيرة قطر تحريض مكشوف ضد الخليج" اتهمت الصحيفة قناة قطر بدعم ما أسمته بـ "الجهات المعادية"، وشق الصف العربي وصولًًا إلى التحريض ضد الدول العربية، بالإضافة إلى دعم القاعدة ومنحها منصة إعلامية وكذلك قوات الحشد الشعبي الشيعية.
في السياق ذاته، تناولت صحيفة الوطن السعودية الأزمة، وأفردت مساحات واسعة للهجوم على قطر وتأييد قرار قطع العلاقات، وقالت إن قطر حاولت استغلال تسريبات السفير الإماراتي بالولايات المتحدة يوسف العتيبة لإحداث شرخ في العلاقات بين السعودية والإمارات، إلا أن نتائج التسريبات أثبتت علانية مواقف الرياض وأبوظبي دون مواربة أو معلومات خفية.
وعلانية، اتهمت الصحيفة قطر وإيران بتمويل ودعم موقع «The Intercept» الناشر لتسريبات البريد الإلكتروني لسفير دولة الإمارات في واشنطن.
وتحت عنوان "علاقة محرمة بين العائلة الحاكمة في قطر وتنظيم القاعدة" قالت صحيفة الرياض السعودية إن العائلة الحاكمة القطرية تعاطفت مع "القاعدة" ووفرت ملاذاً آمناً لعناصرها.
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين أمريكيين قولهم إن قطر منحت لخالد شيخ محمد العقل المدبر لأحداث الحادي عشر من سبتمبر، جواز سفر ومنزلاً ووظيفة في إدارة الإنشاءات المائية، وإن طائرة قطرية خاصة نقلت "الإرهابي" من الدوحة قبل القبض عليه بوقت قصير.
اتهامات إماراتية
وفي الإمارات، لم يختلف الأمر كثيرًا عن السعودية، فهاجمت الصحف الإماراتية قطر، واتهمتها هي الأخرى بدعم الإرهاب، وزعزعة أمن واستقرار المنطقة العربية.
صحيفة البيان الإماراتية، اتهمت الدوحة بمخالفة اتفاق الرياض، وأنها باتت في موضع من "لا يفي بتعهداته والتزاماته"، بعدما أثبتت الممارسات على مدى 3 سنوات أن قطر جعلت من اتفاق الرياض مجرد "حبر على ورق".
وأشارت الصحيفة إلى أن بنود اتفاق الرياض دعت إلى التزام الموقعين بعدم "إيواء أو استقبال أو تشجيع أو دعم أو جعل الدولة منطلقا لأنشطة" معارضي أي من دول المجلس، وكذلك عدم دعم أي من هؤلاء "ماديا أو إعلاميا من قبل مؤسسات رسمية أو مجتمعية أو أفراد"، مؤكدة أن قطر لم تلتزم بذلك، وأن من يحصلون على الدعم القطري والإعلامي وربما المادي، من معارضي تلك الدول مستمر ما بعد اتفاق الرياض حتى الآن.
وأضافت أن اتفاق الرياض وقع في أبريل 2014، وقبل نهاية العام (سبتمبر 2014) توسطت قطر للإفراج عن 45 من موظفي الأمم المتحدة في سوريا، ودفعت ملايين الدولارات لجبهة النصرة (جماعة إرهابية) في دعم واضح للجماعات المذكورة في اتفاق الرياض، وقبل أسابيع دفعت عدة مئات الملايين لكتائب حزب الله في العراق وجبهة النصرة وغيرها في سوريا في صفقة المختطفين.
وتابعت أن صفحات الإنترنت تمتلئ بفيديوهات مسربة لقيادات ميليشيات إرهابية وهم يتشاجرون حول ملايين الدعم القطري، ومن أخذها لنفسه دونا عن الآخرين.
وفي ليبيا- بحسب صحيفة البيان- لم يتوقف الدعم المباشر وغير المباشر لجماعات متطرفة وإرهابية، أما في مصر فقد زادت العمليات الإرهابية التي تتهم السلطات المصرية قطر وتركيا بدعمها، حتى في اليمن، التي تشارك قطر مع بقية جيرانها في تحالف دعم الشرعية فيه، تركز الدعم القطري على تيار أساسي هو الإصلاح (إخوان) المرتبط بالقاعدة هناك.
أما صحيفة الاتحاد فكان هجومها أكثر شدة، فتحت عنوان " قطر جاسوس إيران والإخوان" قالت إن الدوحة تلعب ضد الشرعية اليمنية وتدرب إرهابيين لمصلحة طهران، واصفة الإجراءات الإماراتية التي اتخذتها ضد قطر بـ "العقابية".
ونقلت الصحيفة عن مصادر يمنية أمنية القول إن "هناك عمليات تجنيد واسعة لمئات من العناصر المنتمية لحزب التجمع اليمني للإصلاح «الإخوان» في اليمن بإشراف ودعم من قطر تحت غطاء دعم الشرعية، ومنذ اندلاع «عاصفة الحزم» دربت قطر 1300 عنصر إخواني سرًا، عبر قيادات إخوانية بارزة".
بدورها اتهمت صحيفة الخليج الإماراتية قطر بلعب دور محوري في تنفيذ المخطط الإيراني لخلق ذراع عسكرية لنظام الملالي في اليمن، واصفة حضور الدوحة في اليمن بـ "المشبوه".
تهدئة بحرينية
أما على الجانب البحريني فكان الهجوم طفيفًا مقارنة بالسعودية والإمارات، فاكتفت الصحف البحرينية بعرض الأخبار الخاصة بمقاطعة قطر، ومتابعة تداعياته المختلفة، على المستوى الخليجي والعربي، فيما لم تتطرق تقاريرها إلى الهجوم على الدولة، والحديث عن دورها في دعم الإرهاب.
حيث لم تشر صحف الوسط وأخبار الخليج والأيام البحرينية إلى أي اتهامات بضلوع قطر في دعم الإرهاب، فيما تناقلوا فقط أخبار قطع العلاقات.
دفاع قطري
أما الصحف والمواقع القطرية أفردت صفحاتها للدفاع عن سياسات الدولة، معلنة رفضها لما اسمته بـ "الابتزاز السياسي" للدوحة.
وتناقلت كل المواقع والصحف هناك بيان الخارجية القطرية والذي عبرت خلاله عن استغراب الدولة وأسفها لقرار السعودية والإمارات والبحرين بغلق حدودها ومجالها الجوي وقطع علاقاتها الدبلوماسية.
واستمر موقع الجزيرة في نشر مراسلات العتيبة المسربة، وقالت إن الرسائل المسربة تناولت جدول أعمال اجتماع ضد قطر كان من المفترض انعقاده هذا الشهر بين مسؤولين من الحكومة الإماراتية، على رأسهم ولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان وبين مديري بمؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات.
وأكد موقع الجزيرة بريد العتيبة يكشف أدوار الإمارات وعلاقتها بمؤسسة موالية لإسرائيل، على رأسها مؤسسة "الدفاع عن الديمقراطيات".
كما تناول الموقع في تقرير له بعنوان "قطر في اليمن.. جهود كبيرة لإعادة الشرعية والإعمار"، ما أسماه بـ "الجهود غير العادية" للدوحة في اليمن، على المستوى السياسي والعسكري ومجال المساعدات الإنسانية".
وفي سياق متصل، واصلت صحيفة "الشرق" القطرية الدفاع عن سياسات الدولة، ففي تقرير بعنوان "قطر تتبنى الدفاع عن المستضعفين وقضاياهم في العالم" هاجمت الصحيفة القرارات الخليجية، والتناول الإعلامي للقضية.
ووصفت الحملة الإعلامية ضد قطر بـ "الخروج على القيم والثوابت"، وقالت إن الإدعاءات باطلة والأكاذيب مفضوحة والحجج واهية، لا يستسيغها عقل طفل".
وحاولت جريدة الوطن القطرية التأكيد على الدعم الأمريكي لجهود قطر، فأبرزت تصريح السفيرة الأميركية بتكرار التأكيد على دعم بلادها لجهود قطر في مكافحة تمويل الإرهاب.
فيما ذكرت جريدة العرب القطرية بمشاركة القطريين في هاشتاج "أنا مواطن قطري أصطف وراء صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى"، والذى انتشر على موقع التواصل الاجتماعي تويتر.
وأكدت وزارة الخارجية القطرية أن قرار السعودية والإمارات والبحرين قطع العلاقات مع قطر إجراءات غير مبررة وتقوم على مزاعم وإدعاءات لا أساس لها من الصحة".
واعتبرت أن هذه الإجراءات "لن تؤثر على سير الحياة الطبيعية للمواطنين والمقيمين"، مؤكدة أن "قطر ستسعى لإفشال محاولات التأثير على المجتمع والاقتصاد القطريين".
وأشارت الوزارة إلى أن "دولة قطر تعرضت إلى حملة تحريض تقوم على افتراءات وصلت حد الفبركة الكاملة، ما يدل على نوايا مبيته للإضرار بالدولة، علما بأن دولة قطر عضو فاعل في مجلس التعاون الخليجي وملتزمة بميثاقه وتحترم سيادة الدول الأخرى ولا تتدخل في شؤونها الداخلية كما تقوم بواجباتها في محاربة الإرهاب والتطرف".
ولفتت إلى أن "من الواضح أن الحملة الإعلامية فشلت في اقناع الرأي العام في المنطقة وفي دول الخليج بشكل خاص وهذا ما يفسر التصعيد المتواصل"، مؤكدة أن "اختلاق أسباب لاتخاذ إجراءات ضد دولة شقيقة في مجلس التعاون لهو دليل ساطع على عدم وجود مبررات شرعية لهذه الإجراءات التي اتخذت بالتنسيق مع مصر والهدف منها واضح وهو فرض الوصاية على الدولة وهذا بحد ذاته انتهاك لسيادتها كدولة وهو أمر مرفوض قطعيا".