انتهى بالأمس اليوم الأول لماراثون امتحانات الثانوية العامة للعام الدراسي الحالي بامتحان مادتي اللغة العربية والتربية الدينية، في أول اختبار رسمي لنظام الامتحانات الجديد "البوكليت" في الثانوية العامة.
وبعد أن طبقت وزارة التربية والتعليم نظام البوكليت لأول مرة، لمواجهة ظواهر الغش والتسريب التي شهدتها الامتحانات الأعوام الماضية، أصبح السؤال هل سيكتمل انتصار النظام الجديد للامتحانات على صفحات شاومينج وغيرها من صفحات الغش بعد أن فشلت في تسريب الامتحانات أمس.
خبراء تربويون
الدكتور كمال مغيث، الخبير التربوي والباحث بالمركز القومي للبحوث التربوية، قال لـ "مصر العربية"، إن نظام البوكليت حد من عملية الغش بشكل كبير في اليوم الأول لامتحانات الثانوية العامة ولكنه لم يستطع أن يمنع التسريبات بشكل تام، بعد واقعة تسريب جزء من امتحان اللغة العربية خلال عقده.
ويرى مغيث أن تسريب جزء من امتحان اللغة العربية من خلال تصويره بإحدى لجان مدينة العريش بشمال سيناء، يخدش من مبدأ تكافؤ الفرص بين الطلاب في امتحانات الثانوية العامة، وحتى وإن كان التسريب على نطاق ضيق، وهو ما يؤكد فشل النظام في القضاء على التسريبات بشكل تام.
وأكد الدكتور أيمن البيلي الخبير التربوي، أن وزارة التربية والتعليم نجحت في أن تمنع عملية تسريب الامتحان من داخل ديوانها وقبل عقد الامتحانات، ولكنها لم تستطع منع الغش داخل اللجان بالأمس، وهو ما يؤكد أن الوزارة مازالت عاجزة عن منع الغش كسلوك تربوي.
وأشار البيلي لـ"مصر العربية"، أن "البوكليت" استطاع أن يحقق هدف الوزارة في منع تسريب الامتحانات من داخلها، وإلقاء المسؤولية بعيدًا عنها، مؤكدًا أن الهدف التروبي والأساسي في تعديل المنظومة التعليمية لم يفيده البوكيلت بأي شيء. ولفت الخبير التربوي، إلى أن العبء الأكبر لامتحانات الثانوية العامة الأن تحول من الوزارة إلى الملاحظين والمراقبين المشرفين على عملية الامتحانات داخل اللجان، بسب تضييقهم على الطلاب بمنع الغش وهو ما يعرضهم للاحتكاك مع هؤلاء الطلاب داخل وخارج اللجان، في الوقت الذي يفتقدون فيه للأمن الكافي والحماية.
ويرى البيلي أن وزارة التربية والتعليم تحمل الملاحظين فوق طاقتهم، وترمي بالمسؤولية كاملة عليهم حال تسريب الامتحانات أو وقوع حالات غش، بعد تحويلها ملاحظين لجنة العريش التي شهدت تسريب جزء من امتحان اللغة العربية عن طريق تصوير طالب له خلال عقد الامتحان، للتحقيق دون التحقق بشكل موسع حول الواقعة.
الطلاب
تقول ميار حسن طالبة، إن نظام البوكليت منع تسريب الامتحان وساوى الجميع أمام الامتحان ليظهر كله حسب جهده، كما أكدت طالبة أخرى قوة نظام البوكليت في منع الغش قائلة:"محدش كان عارف يبص جنبه".
بينما رأت ماريهان قدري، أن البوكليت غير قادر على منع الغش، إلا أنه يمنع تسريب الامتحان، موضحة أن الامتحان الذي تم تسريبه على "شاومينج" يمكن أن يضم بعض الأسئلة لكنه لن يتم تسريبه بالكامل.
فيما شكت الطالبة حبيبة محمد من نظام البوكليت بعد أول تجربة عملية لها بامتحان اللغة العربية به، من تعدد الأسئلة وكثرتها، وعدم كفاية الوقت للأسئلة المحددة.
وقالت هدير محمد، إن نظرتها لنظام البوكليت اختلفت تماما بعد تجربته، فالصورة التي رسمتها عنه جعلتها تتخوف من عدم تمكنها من حل الامتحان، لكنها فوجئت بسهولته، حتى أنه منع تسريب الامتحان، معلقة"في اللجان في ناس بتغش وده ظلم"
وأدى 592 ألفًا و474 طالبًا وطالبة بالثانوية العامة، موزعين على 1642 لجنة، امتحان اللغة العربية في 22 ورقة ، و14 ورقة للتربية الدينية، على نظام الامتحانات الجديد"البوكليت"، صباح أمس الأحد بجميع مدارس الجمهورية.
ويعتمد نظام البوكليت على دمج ورقة الأسئلة وكراسة الإجابة معًا، والذي يعتقد الدكتور طارق شوقي، وزير التربية والتعليم، إنه وسيلة لتصعيب عملية الغش في الامتحانات، لكن النظام نفسه اُعتمد خلال الحقيبة الوزارية السابقة للدكتور الهلالي الشربيني، وذلك بعد موجة من الغش وتسريب الامتحانات أدت إلى إلغاء وتأجيل بعض الامتحانات في العام الماضي.
شاهد الفيديو..