قالت صحيفة "معاريف" العبرية إن قطع العرب علاقاتهم مع قطر هو بمثابة "فرصة ذهبية" أمام إسرائيل لتغيير توازن القوة بالشرق الأوسط.
واعتبرت الصحيفة أن هناك خمسة انعكاسات لقطع السعودية والإمارات ومصر وعدد من الدول والأنظمة الأخرى علاقاتها مع قطر، سوف تصب في مجملها لصالح إسرائيل.
1- تضر تلك الخطوة بحماس: دعمت قطر التنظيم طوال العقد الماضي بل حتى استضافت زعيمه السابق خالد مشعل في عاصمتها الدوحة في السنوات الخمس الماضية.
في عام 2012 زار الأمير القطري الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني قطاع غزة وتعهد بنقل مئات ملايين الدولارات للقطاع. أي أن قطر لم توفر لحماس مركز نشاط فحسب، وإنما مساعدة مالية ودعم دبلوماسي للحركة. الضغوط الجديدة التي مورست على قطر دفعتها لطرد عدد من مسئولي الحركة، وتقليص دعمها.
لكن العزلة المتصاعدة لحماس يمكن أن تمثل مصدر خطر لإسرائيل، التي تخسر مصادر ضغط دبلوماسية على الحركة، وعلاقات يمكن من خلالها إجراء حوار غير مباشر مع حماس لمنع جولات عنف مستقبلية.
2- تعزيز المحور بين إسرائيل والسعودية: لدى إسرائيل مصلحة مشتركة مع دول الخليج والسعودية في مواجهة إيران. ولأن قطر دعمت حماس، فسوف تشجع الأزمة تلك الدول لاعتبار حماس أيضا عدوا مشتركا.
تتزايد منظومة العلاقات بين إسرائيل وتلك الدول في الظلام خلال السنوات الماضية، لكن الأزمة مع قطر سوف تسمح للصحف في السعودية والخليج للكتابة بشكل أكثر هجومية تجاه حماس، بل وبشكل أكثر تعاطفا مع إسرائيل، مثل حوار قناة "العربية" السعودية مع غال جادوت (ممثلة وعارضة أزياء إسرائيلية).
3- الولايات المتحدة عادت للمنطقة: على خلفية الأزمة، يسود الشعور بأن خطاب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي دعا فيه لطرد الإرهابيين قد أثر على دول المنطقة ودفعها للتحرك.
شعرت إسرائيل في عهد باراك أوباما كثيرا بالعزلة، لاسيما عندما حاولت الولايات المتحدة التوصل للصفقة النووية مع إيران، لكن الآن هناك شعور بأن الولايات المتحدة عادت للمنطقة، وأكثر من ذلك، عادت لتدعم حلفاءها.
4- وضع خط أحمر أمام "الإرهاب": حديث الدول التي قطعت علاقاتها بقطر حول الحرب على الإرهاب وانعدام الاستقرار مجرد كلام في الفضاء الرحب. تتطلع إسرائيل لمنطقة مستقرة، بلا تنظيمات إرهابية تزعزع ذلك الاستقرار. لكن وجود داعش في سيناء وحماس في غزة، وتنظيمات جهادية قريبة من الجولان وحزب الله في الجولان ولبنان يزعزع هذا الاستقرار.
كلما تعاونت مصر والأردن والسعودية وباقي الدول العربية، فسوف تتأثر إسرائيل أيضا من الاستقرار الإقليمي. فكلما كانت تلك الدول أكثر استقرارا، كلما ضعفت التنظيمات الإرهابية. حد وصف "معاريف".
5- تعزز تلك الخطوة إسرائيل وحكومة نتنياهو: ستربح إسرائيل عندما لا تكون في قلب الاهتمام العالمي، وبالطبع عندما لا تصبح تحت ضغط.
هذه فرصة لإسرائيل، إذ تحدث رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو منذ وقت طويل عن تكوين علاقات إقليمية بعيدا عن مصر والأردن، لتشمل دول الخليج وتطرق للتهديد الإيراني منذ عقدين مضيا. إذا كانت الدول العربية أكثر انشغالا بإيران وقطر من المسألة الفلسطينية، فسوف يقلل ذلك الضغط على إسرائيل في وقت يحاول فيه الفلسطينيون تذكير المنطقة بأنهم يعيشون تحت سيطرة إسرائيلية منذ 50 عاما.
إذا اعتُبرت إسرائيل في الماضي المشكلة الجوهرية للمنطقة، الآن جرى تهميش الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، أمام الأحداث في سوريا ومصر واليمن وليبيا والآن الصراع مع قطر. هذا الأمر يناسب خطاب نتنياهو ويسحب البساط من تحت أقدام الفلسطينيين الذين أملوا أن تعيد أحداث الذكرى الـ 50 لحرب الأيام الستة أزمتهم لتتصدر المسرح مجددا.
الخبر من المصدر..