في اليوم الثاني من قرار قطع العلاقات من قبل السعودية والإمارات والبحرين ومصر مع قطر، صعدت الصحف الخليجية من وتيرة هجومها على الدوحة.
وبلغ الهجوم حدًا غير مسبوق في تاريخ العلاقات الدولية، خاصة في المجتمع الخليجي؛ إذ وصفت صحف الإمارات والسعودية سياسة تميم بـ "حكم اللصوص"، و"حكومة فئران".
ومن جانبها صعدت صحف قطر هي الأخرى من تيرة دفاعها والتي انتقلت في بعض الصحف إلى الهجوم، إذ وصفت القرارات الأخيرة بـ "الفعل العربي الخليجي المشين"، مؤكدة أن هناك حقدًا دفينًا من قبل الأشقاء بعد فوز الدوحة بتنظيم كأس العالم 2022.
وقطعت السعودية ومصر والإمارات والبحرين واليمن العلاقات الدبلوماسية مع قطر اليوم، واتهمتها بدعم "الإرهاب" في أسوأ صدع تشهده المنطقة منذ سنوات، بينما لم تقطع الكويت وسلطنة عمان علاقاتهما مع الدوحة.
شماتة سعودية
صعدت الصحف السعودية من وتيرة الهجوم على قطر، في اليوم الثاني من قطع العلاقات، وذكرت صحيفة عكاظ 11 سببًا دفعت المملكة لقطع العلاقات مع الدوحة أبرزها دعم وتمويل "الجماعات الإرهابية"، والوقيعة بين الشعوب العربية، وزعزعة استقرار ليبيا والبحرين واليمن.
وتحت عنوان "قطر.. هذا فراق بيننا.. نهايـــة سياسة الــ «كليبتوقراطية»" قالت الصحيفة إن الدوحة ارتكبت خطيئة كبرى، واصفة سياسة تميم بحكم اللصوص المبني على نهب الثروات ودعم الإرهاب.
وأشارت الصحيفة إلى أن إجراءات العزلة أثارت هلعًا تموينيًا، وأن أرفف متاجر الدوحة بلا بضائع، وأضافت قائلة: "قطر تأبّطت شرًا فدفعت ثمن الخيانة".
وفي سياق متصل تناولت صحيفة الوطن السعودية كتاب "ضد الربيع العربي" الصادر عن دار مدارك للكاتب عبدالله بن بجاد العتيبي، قائلة إنه يفضح التدخلات القطرية السلبية في دول المنطقة.
وتحت عنوان "قطر معقل مشايخ الفتنة وداعمة الإرهاب" قالت الصحيفة إن "قطر المعقل الأبرز لمشايخ الفتنة والإرهاب والممول الرئيسي لهم، فمع انطلاق ما يسمى الربيع العربي، كشفت قطر عن وجهها الخبيث، حيث ازدادت وتيرة الفتاوى التي تدعو إلى القتل ودعم الإرهابيين وتمويلهم جهارا وعلانية".
وأبرزت الصحيفة أسماء 8 منظمات متطرفة متهمة قطر بتمويلها ورعايتها أبرزها؛ قناة الجزيرة الفضائية، وأكاديمية التغيير، ومنظمة الكرامة، وكلية باردي راند للدراسات العليا، ومركز بروكنجز الدوحة.
أما صحيفة الرياض فتناولت الجانب الاقتصادي، حيث قالت إن "قطر تتأهب لحصر خسائرها الاقتصادية بعد قطع العلاقات الدبلوماسية معها.. والقادم أسوأ"، موضحة أن صادرت المملكة للدوحة وصلت إلى 864 مليون ريال في ثلاثة أشهر والواردات 339 مليونًا.
وفي تقرير لها بعنوان "المهمة: ترتيب البيت العربي.. «المرحلة1»: إخراج الفئران من جحورها"، قالت إن "العزم حاليًا على مهمة واحدة واضحة هي ترتيب البيت العربي.. هذا واقع نعيشه الآن وليس رأيًا، المرحلة الأولى من تنفيذ هذه المهمة هي تنظيف هذا البيت، إخراج الفئران من جحورها، القضاء على الأرضة التي تزيد بناء هذا البيت وهنًا على وهن، وسائل تتكاثر كالسوس في الغرف الرطبة والزوايا المظلمة، تنهش وتنخر في أركان المكون العربي، وتكاد تقوض البنيان".
هجوم إماراتي
وفي الإمارات، واصلت الصحف هجومها الضاري على قطر، وقالت صحيفة البيان إن "سياسات قطر الداعمة للإرهاب تقودها إلى العزلة"، مشيرة إلى أن "إصرارها على الاستمرار في سياساتها التي تزعزع أمن واستقرار المنطقة من خلال مواصلة دعمها وتمويلها واحتضانها للتنظيمات الإرهابية والمتطرفة والطائفية، دفعت ثماني دول عربية وأجنبية لوضع حد لسياساتها".
وأكدت الصحيفة في تقرير لها أن الدوحة تواجه تداعيات سياساتها باستمرارها على نهجها بممارسة الانتهاكات الجسيمة المهددة لأمن المنطقة واستقرارها، لافتة إلى إمكانية ازدياد الدول التي تعلن قطع علاقاتها.
أما صحيفة الاتحاد الإماراتية فتحدثت عن خسائر الدوحة الاقتصادية، ونقلت عن خبراء ومحللون القول إن البورصة القطرية باتت سوق عالية المخاطر وأن التسرع في عقد صفقات شراء جديدة في التوقيت الحالي لا يتسم إلا بالخسارة.
وتحت عنوان "الإمارات والسعودية والبحرين تعزل قطر"، أكدت الصحيفة أن قرار المقاطعة قوي وحازم وجاء بسبب دعم السلطات القطرية وتمويلها واحتضانها التنظيمات الإرهابية والمتطرفة والطائفية، وعلى رأسها جماعة الإخوان المسلمين، وعملها المستمر على نشر وترويج فكر تنظيمي «داعش» و«القاعدة»، ودعم وتمويل الجماعات المرتبطة بإيران".
وتحدثت الصحيفة عن كأس العالم "2022" والمقرر إقامته في قطر، ونقلت عن منظمات حقوقية عالمية القول إن "قطر 2022.. مونديال العار"، موضحة أن العمال الأجانب في مواقع بناء المنشآت الخاصة ببطولة كأس العالم لكرة القدم عام 2022، لا يزالون يعانون من الإيذاء والاستغلال.
تناول بحريني
وكالعادة، اتخذت الصحف البحرينية نهجًا أقل حدة من نظيره السعودي والإماراتي، واكتفت بنشر أخبار القطع، وتداعياته الاقتصادية والسياسية، فيما لم تتطرق إلى الحديث عن تمويل قطر للإرهاب كباقي وسائل إعلام الدول المقاطعة.
أشارت جريدة الوطن البحرينية إلى هبوط السندات السيادية الدولارية لقطر استحقاق 2026، كما تحدثت عن وقف العديد من بنوك سريلانكا شراء الريال القطري.
وتحت عنوان "عزل قطر" تناولت صحيفة الأيام أسباب قطع البحرين علاقتها مع قطر، وكان أبرزها إصرار قطر على المضي في زعزعة الأمن والاستقرار في البحرين والتدخل في شؤونها، والاستمرار في التصعيد والتحريض الإعلامي ودعم الأنشطة الإرهابية المسلحة، وتمويل الجماعات المرتبطة بإيران للقيام بالتخريب.
قطر تصعد
أبرزت الصحف القطرية حملات الرفض لقرار المقاطعة، فيما أكدت في الوقت ذاته رفضها لأية وصاية على قراراتها.
وكان لـ "موقع الجزيرة" نصيب الأسد في مواجهة سيل الهجوم الخليجي، حيث صدرت تصريح وزير الخارجية القطري الرفض لما أسماه بـ "الوصاية"، كما تحدثت عن ترحيب دولتها للجهود الرامية للصلح، مشيرة إلى زيارة أمير الكويت للسعودية ضمن جهود حل الخلاف الخليجي.
ونقلت الصحيفة هاشتاجات التأييد الداعمة لقطر، ومنها "الشعب الخليجي يرفض مقاطعة قطر"، "مغردون أتراك يطلقون وسم تركيا مع قطر"، "كويتيون مع قطر وعمانيون مع قطر".
ومن جانبها قالت صحيفة الشرق القطرية إن "انتهاك سيادة قطر خط أحمر، ونمتلك مخزونًا غذائيًا ونفسًا طويلًا، مؤكدة أن ما يحدث يعد تكالبًا على دولة أخذت على عاتقها أن تكون سندًا لأشقائها، واصفة إياه بـ " الفعل العربي الخليجي المشين".
وتحت عنوان "فوز قطر بالمونديال أثار حقدا دفينا غير متوقع من أشقاء"، هاجمت الصحيفة قرارات المقاطعة، وركزت على رسائل سفير الإمارات ضد الدوحة.
وحاولت جريدة الراية القطرية طمأنة مواطنيها على أوضاع السلع بعد قرارات القطع، وقالت: "نثق في قدرة قيادتنا على تجاوز أزمة قطع العلاقات، ولن يخيفنا سحب السفراء وإغلاق الحدود والأجواء".
وتحت عنوان "يا قطر ما يهزك ريح" تناول تقرير للصحيفة أراء المواطنين والخبراء في الدوحة بشان قطع العلاقات، ونقلت ثقتهم في سياسات دولتهم، ورفضهم اتهام قطر بدعم الإرهاب.
وأكدت وزارة الخارجية القطرية أن قرار السعودية والإمارات والبحرين بمقاطعة قطر إجراءات غير مبررة وتقوم على مزاعم وإدعاءات لا أساس لها من الصحة.
واعتبرت أن هذه الإجراءات "لن تؤثر على سير الحياة الطبيعية للمواطنين والمقيمين"، مؤكدة أن "قطر ستسعى لإفشال محاولات التأثير على المجتمع والاقتصاد القطريين".
وأشارت الوزارة إلى أن "دولة قطر تعرضت إلى حملة تحريض تقوم على افتراءات وصلت حد الفبركة الكاملة، ما يدل على نوايا مبيته للإضرار بالدولة، علما بأن دولة قطر عضو فاعل في مجلس التعاون الخليجي وملتزمة بميثاقه وتحترم سيادة الدول الأخرى ولا تتدخل في شؤونها الداخلية كما تقوم بواجباتها في محاربة الإرهاب والتطرف".
ولفتت إلى أن "من الواضح أن الحملة الإعلامية فشلت في اقناع الرأي العام في المنطقة وفي دول الخليج بشكل خاص وهذا ما يفسر التصعيد المتواصل"، مؤكدة أن "اختلاق أسباب لاتخاذ إجراءات ضد دولة شقيقة في مجلس التعاون لهو دليل ساطع على عدم وجود مبررات شرعية لهذه الإجراءات التي اتخذت بالتنسيق مع مصر والهدف منها واضح وهو فرض الوصاية على الدولة وهذا بحد ذاته انتهاك لسيادتها كدولة وهو أمر مرفوض قطعيا".