"دبَّ الشقاق بين الأشقاء، فمن يتوسط لوقف الفراق؟.. تركيا أم الغرب أم العرب أنفسهم.. من سيصالح الخليجيين؟".. سرعان ما صعدت في الأفق أحاديث عن وساطات ستجرى لرأب الصدع الخليجي وإعادة المياه إلى مجاريها، والأهم في ذلك هو من يفعلها وكيف له ذلك؟
لم تكد الأزمة الخليجية القطرية السعودية الإماراتية تمر ساعاتها الأولى حتى تمَّ الحديث عن دور كويتي سيعمد إلى حل الخلاف والعودة إلى طاولة حوار تجمع لا تفرق، تعيد الأجواء الشقيقة وبعدها الأجواء التي أغلقت والحدود التي تغيرت جغرافيتها.
بدأت الأزمة في آخر أسابيع مايو الماضي، حين نقلت وسائل إعلام سعودية وإماراتية بدايةً ما قالت إنَّها تصريحات لأمير قطر تميم بن حمد، أوردتها وكالة الأنباء القطرية، تحدث فيها عن ضرورة إقامة علاقات جيدة مع إيران ووصف حزب الله بـ"المقاومة" فضلًا عن علاقات جيدة مع إسرائيل، إلا أنَّ الدوحة سرعان ما نفت التصريحات وتحدثت عن اختراقٍ لوكالتها الرسمية.
الكويت
تفضل الكويت دائمًا الانضمام إلى معسكر عدم الانحياز، وكونها لم تشارك دول الخليج في الموقف مع قطر يجعلها ذلك مؤهلة وبقوة لتلعب دور الوسيط لحل الأزمة.
في الأيام الأولى للأزمة، أجرى وزير الخارجية الكويتي صباح الخالد الحمد الصباح زيارةً إلى الدوحة، وبعد ذلك بأيامٍ ذهب أمير قطر إلى الكويت، وهي تحركات فسِّرت بأنَّ الكويت سترعى مصالحة خليجية، شبيهة بتلك التي جرت في 2014 وقت أزمة سحب سفراء السعودية والإمارات والبحرين من الدوحة بسبب موقف "الأخيرة" الداعم لجماعة الإخوان وما قيل إنَّه تدخُّلها في الشؤون المصرية، إلا أنَّ الكويت لعبت دور الوساطة وأعادت مياه الخليج إلى مجاريها.
ورغم أنَّ البيانات الرسمية الصادرة تحديدًا من الكويت لم تتحدث عما جرى في هذه اللقاءات، إلا أنَّ صحيفة "الجريدة" الكويتية كانت قد نقلت تصريحات ملفتة لنائب وزير الخارجية الكويتي خالد الجار الله قال فيها إنَّ الوزارة تتابع باهتمام بالغ التطورات المؤسفة على خلفية التصريحات التي نسبت إلى أمير قطر مؤخرًا، وأكَّد أنَّه على ثقة تامة بأنَّ عراقة تجربة دول التعاون قادرة على استيعاب مثل هذه الأمور وغيرها.
وأشار إلى أنَّ بلاده لم ولن تتوقف على الإطلاق في جهودها لرأب الصدع، معتبرًا الأمر ليس صدعًا وإنَّما تطور ليس إيجابيًّا، متابعًا: "الكويت لديها استعداد، وعودت دول المجلس على التحرك لاحتواء أي احتقان بين الأشقاء".
وأكَّد الجار الله الثقة بقادة دول الخليج وقدرتهم على احتواء أي تداعيات سلبية لهذه التطورات، لافتًا إلى أنَّ الاتصالات مع دول مجلس التعاون موجودة ولم تتوقف قبل هذه التطورات أو بعدها.
وربما الدور الكويتي للوساطة وحل الأزمة تعزَّز أيضًا في خطابٍ لأمير قطر، فالدوحة أعلنت أنَّ الأمير تميم آل كان يريد توجيه كلمة إلى "الأمة" حول الأزمة، لكنه أجلها لإتاحة الفرصة لوساطة الكويت بشأن إنهاء الأزمة.
وزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن أعلن – مساء الاثنين - أنَّ أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح يجري مساعٍ من أجل حل الأزمة التي وصفها بـ"الخطيرة" بين الدوحة وكل من الرياض وأبوظبي والقاهرة والمنامة.
الوزير قال إنَّ أمير قطر كان يعتزم توجيه خطاب إلى الأمة بشأن الأزمة مساء أمس، لكنَّ نظيره الكويتي اتصل به متمنيًا عليه تأجيل هذا الخطاب إلى اليوم الثلاثاء لإعطائه مساحة للتحرك والتواصل مع أطراف الأزمة، فوافق الشيخ تميم على ذلك.
ضمن التحرك ذاته، نقلت "رويترز" عن مسؤولين خليجيين أنَّ أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح سيسافر الثلاثاء إلى السعودية لإجراء محادثات مع العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز، حول الأزمة.
قبل ساعات من زيارته للرياض، استقبل أمير الكويت الأمير خالد الفيصل مستشار خادم الحرمين الشريفين، وأمير منطقة مكة والوفد المرافق له، حيث بحث اللقاء مستجدات الوضع، وناقشا الأزمة الخليجية الراهنة.
في السياق ذاته، يزور العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني الكويت اليوم، على رأس وفد رسمي، وهي زيارةٌ أفادت وكالة الأنباء الكويتية بأنَّها لتقديم التهاني بمناسبة شهر رمضان المبارك، فيما أوضح الديوان الملكي الهاشمي الأردني أنَّ المباحثات ستتناول العلاقات الثنائية بين البلدين والتطورات الراهنة في منطقة الشرق الأوسط.
ارتبطت هذه الزيارة كثيرًا بالنشاط الدبلوماسي المكثف الذي تشهده الكويت، لا سيَّما أنَّ "الأمير" كان قد التقى أمس، رئيس المجلس الأعلى الإسلامي العراقي عمار الحكيم والوفد المرافق له.
أيضًا، أجرى الرئيس السوداني عمر البشير اتصالاً هاتفيًّا مع أمير الكويت بشأن احتواء الأزمة.
وكالة الأنباء السودانية الرسمية "سونا" ذكرت أنَّ أمير الكويت أبلغ البشير أنَّه سيغادر إلى المملكة العربية السعودية لمقابلة العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز، وأنَّ أمير الكويت يباشر مساعٍ لاحتواء الأزمة مع دولة قطر ومحاولة ترتيب البيت العربي درءًا للمخاطر التي تحيط بالعالمين العربي والإسلامي.
عمان
سلطنة عُمان هي الأخرى كانت مدار حديث بأنَّها تؤدي دورًا لحل الأزمة، فتحدثت تقارير إعلامية عن أنَّها تشارك الكويت في مسعاها لمصالحة خليجية، وهنا ارتبط الحديث بزيارة وزير خارجيتها يوسف بن علوي للعاصمة القطرية الدوحة الدوحة أمس الاثنين.
الوزير العماني التقى الأمير تميم ووزير خارجيته، وذكرت وكالة الأنباء القطرية الرسمية قالت إنَّ الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثان وزير الخارجية القطري اجتمع مع بن علوي، حيث جرى خلال اللقاء استعراض العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل دعمها وتعزيزها، بالإضافة إلى الأمور ذات الاهتمام المشترك.
اللافت أنَّ زيارة بن علوي للدوحة تزامنت مع زيارة يقوم بها الأمير خالد بن فيصل بن عبد العزيز مستشار العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز أمير منطقة مكة المكرمة إلى الكويت، وهي الزيارة التي لم يعلن عنها مسبقًا.
إلا أنَّ الخارجية العمانية - كما نقلت "رويترز" - نفت أن يكون لها دور في أي وساطة لحل الأزمة الخليجية، وأشارت إلى أنَّ الوزير بن علوي لم يتحول إلى قطر بهدف التوسط بين الدوحة والعواصم الخليجية الأخرى.
وقالت "الخارجية" إنَّ زيارة يوسف بن علوي إلى الدوحة لم تكن بهدف الوساطة بين الدول الخليجية وقطر، ولكنها زيارة خاصة، وليست رسمية، وكانت مقررة في جدول برنامج الوزير قبل التطورات الأخيرة.
الجامعة العربية
جامعة الدول العربية دخلت على الخط، وأعربت عن استعدادها لرأب الصدع العربي، فقال أمينها العام أحمد أبو الغيط إنَّ الجامعة مستعدة للعمل بالتنسيق مع جميع الدول الأعضاء من أجل رأب الصدع العربي على أسس سليمة، بما يفتح الطريق أمام تنفيذ التوافقات والقرارات العربية المتعلقة بالتصدي للتطرف ومكافحة الإرهاب بشكل شامل.
أبو الغيط اقترح التزامين لتجاوز تلك الأزمة، أولهما تنفيذ التفاهمات التي سبق التوصُّل إليها عام 2014 حتى يتم استعادة المسار الطبيعي في العلاقات بين الدول الشقيقة، والثاني التزام الدول الأعضاء بالجامعة العربية بالمبادئ الأساسية التي يكرسها ميثاق الجامعة وكافة قرارات القمم العربية.
وأعرب عن أسفه لأن تصل الأمور إلى هذه النقطة بين عدة دول عربية، مشيرًا إلى أنَّه معني بشكل كبير بتداعيات هذه الخلافات على العمل العربي المشترك ومنظومته، لافتًا إلى أنَّه يحدوه الأمل من موقعه كأمين عام للجامعة بأن يتم تجاوز هذه الأزمة الخطيرة في القريب صيانة للأمن القومي العربي من التهديدات التي يتعرض لها.
تركيا
تركيا أعربت عن استعدادها للعمل للتوسط من أجل حل الأزمة الخليجية، ففي البداية دعت – على لسان وزير خارجيتها مولود جاويش أوغلو –إلى استمرار الحوار بين أطراف الأزمة الخليجية لنزع فتيلها.
وقال أوغلو إنَّ بلاده مستعدةٌ لتقديم كافة أشكال الدعم الممكن من أجل عودة الأمور إلى طبيعتها بين الأشقاء الخليجيين، معربًا عن أسف تركيا لتصاعد الأزمة، وقال: "هذا التطور يشعرنا جميعًا بالأسف، ونرى أنَّ استقرار المنطقة واستقرار منطقة الخليج ووحدتها واتحادها هو من وحدتها واتحادنا، وتركيا تساهم من أجل تحقيق ذلك".
بعد ذلك بساعات، أعلنت الرئاسة التركية أنَّ الرئيس رجب طيب أردوغان بدأ اتصالاته الدبلوماسية للتوسط من أجل حل الخلاف القائم بين قطر وبعض الدول العربية.
أردوغان أجرى محادثات هاتفية مع العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز، وأمير قطر تميم بن حمد، وأمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح، والرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
الرئيس التركي شدَّد على أهمية اتباع السبل الدبلوماسية والحوار لتخفيض التوتر الحالي بين قطر وبعض الدول العربية.
وكالة الأنباء السعودية الرسمية أفادت بأنَّ خادم الحرمين وأردوغان استعرض العلاقات الثنائية بين البلدين، وسبل تطويرها في مختلف المجالات، إلى جانب بحث تطورات الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط.
أمَّا وكالة الأنباء القطرية أشارت إلى أنَّ تميم تلقَّى اتصالا هاتفيًّا من أردوغان بحثا خلاله تطورات الأحداث في منطقة الخليج وعددًا من القضايا ذات الاهتمام المشترك.
وبحسب الوكالة القطرية، أعرب الرئيس التركي عن تضامن بلاده مع قطر في ظل الأزمة المتفاقمة مع بعض دول الخليج، وأبدى تعاون بلاده بكافة السبل الكفيلة والجهود المبذولة للعمل على رأب الصدع وتجاوز الخلافات.
وفي قاسم مشترك، أجرى أردوغان وأمير الكويت مباحثات هاتفية، جرى خلالها بحث آخر المستجدات السياسية الراهنة على الساحتين الإقليمية والدولية، ولم تخلُ المباحثات من الأزمة الخليجية الراهنة.
وتعتبر قطر أيضًا فرصةً لتلعب دور الوساطة لحل الأزمة الراهنة، إذ أنَّ علاقاتها مع أطراف الأزمة سواء قطر أو السعودية قوية، وتجمعهم مصالح مشتركة، سواء فيما يتعلق بالأزمة السورية أو العراقية، ما يعني أنَّ لتركيا دورًا قد يؤدي إلى تخفيف الأزمة إن لم يكن حلها.
أمريكا
"مستعدون لأي دور".. هكذا أبدت الولايات المتحدة استعدادًا للتعامل لحل الأزمة الراهنة، فوزير خارجيتها ريكس تيلرسون، دعا دول الخليج الست إلى الحفاظ على وحدتها، وتسوية الخلافات التي نشأت بينها مؤخرًا.
وقال تيلرسون، على هامش مؤتمر صحفي في أستراليا: "المطلوب الآن هو معالجة الخلافات القائمة بين دول الخليج. وحدتهم تهمنا، ومستعدون لأي دور في هذا الإطار".
وأضاف: "يبدو أنَّ التوترات التي بدأت بين دول الخليج قبل أيام قد تفاقمت.. من الضروري الآن التحرك لإيجاد حل الخلافات".
وحسب مراقبين، تخشى واشنطن من أن تلقي الأزمة الخليجية الحالية بأصداء سلبية على التعاون التي تسعى إلى تعزيزه معها في مواجهة تنظيم الدولة "داعش"، والتصدي للنفوذ الإيراني المتصاعد في المنطقة.
ويبدو القلق الأمريكية ظاهرًا من وزير الدفاع الأمريكي جيمس ماتيس، الذي قال إنَّ الخلافات الخليجية لن يكون لها أي تداعيات على الإطلاق لجهود محاربة تنظيم "الدولة"، وأوضح أنَّه يدلي بهذا التصريح بناء على الالتزامات التي قدمتها كل دولة من تلك الدول في هذه الحرب.
حديث الوزير الأمريكي يشير إلى القمة العربية الإسلامية الأمريكية، التي استضافتها الرياض في 21 مايو الماضي بحضور الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وكانت أطراف الأزمة الراهنة "قطر والسعودية والإمارات والبحرين ومصر" مشاركة فيها، والتي صدر في ختامها إعلان نوايا لتأسيس "تحالف الشرق الأوسط الاستراتيجي"، بحلول 2018، لتحقيق "الأمن والسلم" في المنطقة والعالم.
كما تمخَّض عن تلك القمة الإعلان عن استعداد الدول المشاركة في "التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب" "لتوفير قوة احتياط قوامها 34 ألف جندي لدعم العمليات ضد المنظمات المتطرفة في العراق وسوريا عند الحاجة.
أيضًا، الولايات المتحدة كانت طرفًا من تصريحات أمير قطر التي نفتها الدوحة، فنسب إليه القول إنَّ إدارة الرئيس دونالد ترامب تمر بمشاكل داخلية، ورغم ذلك فإنَّ البيانات الأمريكية التزمت الهدوء لا سيَّما أنَّ للولايات المتحدة قاعدة عسكرية جوية في قطر "قاعدة العديد"، فلوحظ أنَّ الجيش الأمريكي أعلن عقب أزمة الأمس أنَّ الوضع في القاعدة العسكرية لم يتغير، كما أشاد أيضًا بدور قطر في محاربة الإرهاب.
روسيا
روسيا اتبعت مسلكين، الأول التشديد على عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول، والثاني أنَّها تحركت لكن فيما يشبه نصيحة وطلب وليس وساطة، فوزير خارجيتها سيرجي لافرف طالب دول الخليج بالتغلب على الصعوبات وحل الأزمة، وذلك عقب اتصال هاتفي جمعه بنظيره القطري محمد بن عبد الرحمن الثاني، بحسب وكالة "تاس" الروسية.
وذكرت الخارجية الروسية أنَّه تمَّ التأكيد على أنَّ الأطراف المختلفة تولي اهتمامًا خاصًا بالتوترات المتزايدة بين قطر وبعض الدول العربية الأخرى، وأنَّ جميع الأطراف أعربت عن بالغ قلقها إزاء نشوء سلسلة توترات جديدة في العالم العربي.
وحسب بيان للوزارة، فإنَّ لافروف طالب قطر بضرورة اعتماد الحوار والتفاوض لمواجهة التحديات غير المسبوقة وخاصة تلك المتعلقة بالتهديدات المتطرفة.
أمَّا الرئاسة الروسية "الكرملين"، أكّد المتحدث باسمها ديميتري بيسكوف أنَّ بلاده لا تتدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى، وتقف مع حل الأزمة بسلمية.
وأعرب بيسكوف - في تصريحاته للصحفيين بالعاصمة موسكو - عن أمله من ألا يؤثر الوضع الحالي على الموقف المشترك للدول من مكافحة الإرهاب، وأشار إلى إيلاء روسيا أهمية كبيرة لعلاقاتها مع دول الخليج.
ماذا تعني الوساطة؟
أستاذ العلوم السياسية الدكتور جهاد عودة قال إنَّ هناك فرقًا بين إبداء الرغبة على الوساطة وإبداء موافقة أطراف الأزمة على وساطة جهة معينة، موضحًا أنَّه في الأزمة الخليجية لا توجد إلا موافقة للكويت بأن تلعب هذا الدور.
ورأى أنَّ التحركات الدبلوماسية الراهنة تمثل ضغوطًا للتخويف أكثر من كونها محاولات للوساطة، معتبرًا أنَّ لا كلامًا إلى الآن عن المعنى الفني للوساطة، مشيرًا في هذا الصدد إلى أنَّ الكويت تعتبر الأقرب إلى لعب دور الوساطة.
وتابع: "أمير قطر وافق على الوساطة الكويتية، والآن أمير الكويت توجَّه إلى السعودية للحصول على الموافقة منهم لتكون هناك وساطة، والموافقة شرط ضروري قبل أي تحرك للوساطة، وبعد ذلك يتم البحث عن المرجعيات الخاصة بالوساطة".
وأوضح أنَّ هذه المرجعيات غير محددة إلى الآن، معتبرًا أنَّ الوضع المعقد في الشرق الأوسط سيجعل من الصعب الاتفاق على هذه الآليات والمرجعيات.
وأضاف – لـ"مصر العربية" – أنَّ الرئيس التركي أجرى مباحثات هاتفية مع عددٍ من الزعماء بشأن الأزمة، غير أنَّ هذه المباحثات لا تندرج تحت بند الوساطة، التي وصفها بـ"العملية المعقدة".
الوساطة تشترط – كما يقول عودة – أنَّ تقبل أطراف الأزمة تدخل دولة أو جهة معينة، ثم تضع هذه الأطراف المستوى الذي ستقبله في المفاوضات، كما يتم تحديد شروط للوساطة، وهو الأمر الذي لم يتم إلى الآن.
وأشار إلى أنَّ الوساطة ستكون عربية خليجية، غير أنَّه أكَّد ضرورة أن تعلن قطر ما ستقبله في هذا الإطار، معتبرًا أنَّ الهجمة الشديدة التي تتعرض لها قطر حاليًّا لن تتوقف بـ"مجرد الوساطة".
ونوَّه بأنَّ هناك أصوات تنادي بتجميد عضوية قطر في جامعة الدول العربية، وكذا منع بث قنوات "بي إن سبورت"، وكذا سحب استضافة مونديال 2022 من قطر.
واستبعد إمكانية التوقع بنجاح الكويت في وساطتها لحل الأزمة الخليجية، واعتبر أنَّ متوقف على اتفاق الأطراف أولًا على وجود طرف يتوسط لحل الأزمة.