لم تتردد السعودية في التهديد بشن عملية عسكرية ضد جارتها قطر، وردا على ذلك، أعلنت تركيا إرسال قوات إلى الأخيرة للتأكيد على تحالفها مع الدوحة.
كان هذا ملخص تقرير نشرته صحيفة "كورييه إنترناسيونال" الفرنسية حول اﻷزمة المندلعة بين قطر ودول الخليج، عقب قطع العلاقات الدبلوماسية وإغلاق الحدود البرية والبحرية، في خطوة تهدف لعزل الدوحة المتهمة من قبل جيرانها بدعم وتمويل الإرهاب.
وتساءلت الصحيفة: هل من الممكن أن تنفذ الرياض تهديدها وتقوم بعملية عسكرية ضد قطر؟، مشيرة إلى أن وزير الخارجية السعودي جاواب على هذا السؤال.
وأوضحت أنه وفقا ليومية "عرب نيوز" السعودية، فإن عادل الجبير قال الاثنين 5 يونيو "آمل أن لا تصل اﻷمور إلى ذلك" وبعبارة أخرى، سيناريو التدخل العسكري في الإمارة الصغيرة ليس مستبعد.
من جهتها بدت وسائل اﻹعلام في السعودية وكأنها تهيئ الرأي العام العربي لمثل هذا الاحتمال، تشير الصحيفة الفرنسية، حيث بدأت في طرح فكرة ضرورة إنقاذ قطر من براثن إيران، العدو اﻷكبر للسعوديين في المنطقة.
على سبيل المثال موقع قناة "العربية" السعودية قال: إن أمير دولة قطر، تميم آل ثاني، أصبح بالفعل رهينة للإيرانيين، وذكر أن "قوات من الحرس الثوري اﻹيراني تحمي أمير قطر في قصره".
تعبئة قصوى
في الدوحة، يبدو أن هذا التهديد يُؤخذ على محمل الجد، توضح "كورييه إنترناسونال" التي بينت أنه وفقا لموقع CNN "الجيش القطري في حالة تأهب قصوى"، وأن اﻷمريكيين لاحظوا نشاطا متزايد للجيش القطري على الحدود مع المملكة العربية السعودية، خوفا من تدخل عسكري.
"القوات القطرية التي شاركت في تحالف [السعودية والإمارات] باليمن عادت إلى الدوحة"، أكدت أيضا قناة "الجزيرة".
فهذه العودة تأتي في الحقيقة لأن قطر لا تشارك في العمليات العسكرية في اليمن منذ قطع العلاقات مع المملكة العربية السعودية، لكن بث استقبال وزير الدولة لشؤون الدفاع خالد العطية وعدد من كبار القادة لهذه القوات له رساله مفادها التذكير بالقدرات العسكرية للبلاد. كما تشير الصحيفة الفرنسية.
رسالة أنقرة للسعوديين
وأضافت الرد الأكثر دراماتيكية، جاء من قبل الرئيس التركي رجب طيب اردوغان بعد أن قرر "البرلمان إرسال قوات إلى قاعدة عسكرية تركية في قطر"، وهو ما رحبت به صحيفة "العرب" القطرية.
هذا القرار هو في الحقيقة رسالة للسعوديين أكثر من تأكيد أنقرة على تحالفها مع الدوحة، فإذا كان السعوديون يسعون لإرسال قوات إلى قطر، كما فعلت في عام 2011 مع البحرين، لكن مرة أخرى بدعوى التهديد الإيراني، فالثمن الواجب دفعه من حيث التحالفات الجيوسياسية سيكون مرتفعا. تخلص "كورييه إنترناسيونال".