"يجب على أمريكا حماية قطر من التهديدات العربية".. تحت هذا العنوان سعى "أندرس كور" الخبير في السياسة الدولية، والمخاطر السياسية، تسليط الضوء على اﻷزمة الحالية بين قطر وبعض جيرانها العرب.
وقال كور في مقال نشرته مجلة "فوربس" اﻷمريكية: إن الجمع بين الحصار، والتضييق والتلويح بالغزو، أو الانقلاب الذي يطيح برأس قطر، يشكل تهديدا غير مسؤول ومزعزع للاستقرار في المنطقة، خاصة أن استسلام قطر يعطي مزيدا من النفوذ للمملكة، ويزيد من احتمالات نشوب نزاعات عسكرية بين إيران ومجلس التعاون الخليجي، فيجب على أمريكا التدخل لضمان الاستقرار.
وفيما يلي نص المقال:
في 5 يونيو، بدأت السعودية وحلفاؤها، الإمارات والبحرين ومصر، مع اليمن والمالديف وليبيا، أسوأ نزاع دبلوماسي بين دول عربية منذ عام 1981، وسعت إلى معاقبة قطر من خلال قطع العلاقات مع الإمارة الصغيرة، بما في ذلك الحصار الجزئي للبلاد الذي يمكن أن يكون كابوس، ويهدد العمليات الهامة التي تجري من أهم قاعدة أمريكية في المنطقة "العديد" مقر العمليات الأمريكية على أفغانستان والعراق وسوريا.
وقطعت البحرين علاقاتها مع قطر من جانب واحد بسبب مزاعم بأن قطر تتدخل في الشؤون الداخلية للبلاد، وبررت البحرين تحركها بناء على "التحريض الإعلامي ودعم الأنشطة الإرهابية المسلحة والتمويل المرتبط بالمجموعات الإيرانية للقيام بأعمال تخريب ونشر الفوضى في البحرين". لكن هذه الادعاءات كاذبة.
حقوق الإنسان تدهورت في البحرين بشكل كبير، حيث تقمع البلاد بعنف حرية التعبير، وتحركات الأغلبية الشيعية.
وفي 7 يونيو، حاول وزير الخارجية البحريني إلقاء اللوم في الاضطرابات التي وقعت على قطر، والتي دعمت تاريخيا الديمقراطية وحقوق الإنسان في العالم الإسلامي، قائلا:" لن نتردد فى حماية مصالحنا والطريق مفتوح أمام أى خيارات لحماية أنفسنا من قطر".
وفي 8 يونيو، قال سفير الإمارات لدى روسيا، إن "رحيل أمير قطر سيكون موضع ترحيب، ولقد سمعت شائعات وبعض المقالات التي تشير إلى غزو عسكري، لكن قطر لديها تاريخ جيد في تغيير النظام من تلقاء نفسها". في الواقع، جاء والد أمير قطر الحالي إلى السلطة بعد انقلاب عام 1995.
وأضاف السفير: على الشعب القطري والأسرة المالكة أن يقرروا ما إذا كان هذا هو النهج الصحيح أم لا".
وهذا اﻷسبوع جرمت البحرين والإمارات العربية المتحدة "التعاطف" مع قطر، وتعاقب عليه بالسجن لمدد تصل لـ 15 سنة.
إلا أن الجمع بين الحصار، والدلالات على الغزو أو الانقلاب الذي يطيح برأس قطر، يشكل تهديدا غير مسؤول ومزعزع للاستقرار في البلد والمنطقة.
وقال وزير الخارجية القطري في 9 يونيو "لقد عزلنا لأننا ناجحون .. نحن منبر للسلام.. ولسنا على استعداد للاستسلام، ولن نكون مستعدين لذلك ".
وصف وزير الخارجية للنزاع، مع إضافة أن سياسات قطر لدعم الإسلام السياسي، يمكن أن تؤدي في نهاية المطاف إلى إرساء الديمقراطية في مصر والسعودية والبحرين، والإمارات وغيرها من الدول اﻹسلامية.
وإذا لم ندعم قطر بقوة في هذا الوقت، فقد نجبر على الرضوخ للمطالب السعودية، وبعد الإعلان عن الحصار، انخفض سوق الأسهم القطرية بنحو 5.5٪، وانخفضت العملة إلى أدنى مستوى لها منذ 11 عاما، وخفضت ستاندرد آند بورز تصنيف قطر الائتماني.
ومن شأن استسلام قطر أن يعطي مزيدا من النفوذ للمملكة، ويزيد من احتمالات نشوب نزاعات عسكرية بين إيران ومجلس التعاون الخليجي، الذي يتكون من البحرين والكويت وعمان وقطر والسعودية، والإمارات.
وأعلنت إيران وتركيا دعمهما لقطر في الأزمة الحالية، بما في ذلك المعونة الغذائية وزيادة القوات التركية المتمركزة في البلاد، وهذا هو الائتمان. وتسعى فرنسا والكويت، وحتى الآن الرئيس ترامب، للتوسط في النزاع الحالي. لكننا لم نذهب بعيدا بما فيه الكفاية، وروسيا تسعى إلى استخدام الحصار لتحسين موقفها لدى قطر.
وبدلا من معاقبة قطر، ينبغي للمجتمع الدولي أن يساعدها على إيجاد حل وسط في العديد من النزاعات المعقدة في الشرق الأوسط، بما في ذلك هذا النزاع. وينبغي لجميع البلدان أن تعمل بنشاط أكبر مع تلك البلدان التي تبدي البراعة الدبلوماسية، بما فيها قطر، التي تبدو أكثر قدرة من غيرها على إيجاد مسارات للسلام في الصراعات العنيفة الكثيرة في المنطقة.
ولكن يجب على قطر أن تكون حذرة، التاريخ يتنكر للقادة المخلوعين الذين حاولوا تحديث مجتمعاتهم الإسلامية وإضفاء الطابع الديمقراطي عليها بسرعة كبيرة، وعانوا من رد فعل عنيف.
دعونا نأمل أن تنجح قطر في نهاية المطاف.
الرابط اﻷصلي