أثار العالم المصري، الدكتور فاروق الباز، عضو المجلس الاستشاري العلمي لرئاسة الجمهورية، غضب عدد من معارضي اتفاقية تيران وصنافير على مواقع التواصل الاجتماعي، بعد تصريحاته بأن الجزيرتين تتبعان شبه الجزيرة العربية.
وكان «الباز» قد وجه أمس رسالة إلى مجلس النواب بشأن جزيرتي تيران وصنافير، قبيل مناقشة البرلمان اتفاقية تعيين الحدود البحرية بين مصر والسعودية.
وقال «الباز» في رسالته: «يُبين الوضع الجيولوجي، دون أدنى شك، أن جزيرتي تيران وصنافير تتبعان كتلة القشرة الأرضيّة التي تشمل شبه الجزيرة العربية، ونعلم أن كتل القشرة الأرضيّة تفصلها فوالق عميقة، تحدد شكلها واتجاه زحزحتها على مدى العصور الجيولوجية».
وكان من أبرز الأسباب التي عرّضت «الباز» للهجوم، هو تناقض أراءه، حيث أصدر صاحب الـ79 عامًا، في سبعينيات القرن الماضي، كتابًا أهداه للرئيس الراحل محمد أنور السادات يحوي خرائط أشرفت على صنعها وكالة «ناسا» لعلوم الفضاء، وأعدتها العسكرية اﻷمريكية، تؤكد مصرية الجزيرتين، وهو الكتاب الذي استعان به المحامي الحقوقي خالد علي في دعواه أمام القضاء لإثبات مصرية الجزيرتين.
لذا من الطبيعي أن يتعرض المستشار العلمي للرئاسة لهجوم ونقد شرسين بعد تصريحاته الأخيرة.
بدايةً أدان حازم حسني، أستاذ العلوم السياسية، تصريحات الباز، وكتب عبر حسابه الشخصي على موقع «فيس بوك»: «لا أعرف متى يتعلم الدكتور فاروق الباز فضيلة عدم الزج بالعلم خارج سياقه لخدمة أغراض صاحب السلطان؟، فقد أرسل سيادته برسالة عبر المحيط للدكتور علي عبد العال - رئيس مجلس النواب الخدوم - يقول فيها إنه من الثابت علمياً أن جزيرتي تيران وصنافير تتبعان شبه الجزيرة العربية جيولوجياً».
وتابع: «ما هي قيمة هذا التنطع العلمي في حسم قضية وطنية كقضية تيران وصنافير؟، لا شيء على الإطلاق، من المعروف أن العوامل الجيولوجية والجغرافية "قـد" تؤخذ في الاعتبار عند رسم الحدود السياسية للدول، لكنها - بلغة المنطق - ليست عوامل كافية، ولا هي عوامل ضرورية أصلاً».
وأضاف: «أراضي دولة الإمارات العربية المتحدة (وكل دول مجلس التعاون الخليجي) تتبع شبه الجزيرة العربية، وأراضي المكسيك تتبع أمريكا الشمالية جيولوجياً، وصحراء مصر الغربية تتبع الصحراء الليبية جيولوجياً، وكلتاهما جزء من الصحراء الكبرى التي تمتد حتى دول غرب أفريقيا، فما هو تأثير هذه الحقائق العلمية الجيولوجية والجغرافية على ترسيم حدود الدول السياسية؟».
واختتم: «ربما يدرك فاروق الباز يوماً، ويدرك معه علي عبد العال، ومن قبلهما عبد الفتاح السيسي، ومن بعدهم جوقة حملة المباخر للسلطان، أن علم الجيولوجيا غير علم الجغرافيا السياسية، بل وغير علم الجغرافيا الطبيعية، ربما يدركون جميعهم أو بعضهم حقائق التصنيف العلمي الثابتة هذه قبل فوات الأوان، وربما لا يدركون إلا متأخراً - وهم على أعواد المشانق».
واستنكر نادر نور الدين، أستاذ الموارد المائية بجامعة القاهرة، تصريحات فاروق الباز، وقال عبر حسابه الشخصي على موقع «فيس بوك»: «إلى الدكتور فاروق الباز القائل إن الجيولوجيا تحسم الحدود، هل تقسيم الحدود في جميع دول العالم تم بناء على الجيولوجيا؟ وهل عندما قسمت الدول الكبرى الحدود للعالم كانت تحلل الصخور والتراكيب الجيولوجية؟».
وتابع: «هل الحدود بين ألمانيا وهولندا مثلاً حسمتها الجيولوجيا واختلاف الصخور؟، هل الحدود بين مصر وليبيا وضعت على أساس اختلاف الجيولوجيا والصخور وبالمثل حدودنا مع السودان والنوبة المصرية والنوبة السودانية هل تمت بناء على تحليل الصخور؟، هل الحدود البحرية بيننا وبين قبرص أو اليونان وإيطاليا وإسرائيل خاصة بعد اكتشاف الغاز الطبيعي حسمتها التراكيب الجيولوجية أم عدد الأميال البحرية؟، العلماء بجد لايفعلون ذلك».
وعلقت الدكتورة عالية المهدي، عميدة كلية اقتصاد وعلوم سياسية سابقًا، على تصريحات الباز، وقالت في تدوينة عبر حسابها الشخصي على موقع «فيس بوك»: «القرب الجيولوجي للجزر من شبه الجزيرة العربية ليس دليل على ملكية السعودية لهما، فالعبرة بالسيطرة والهيمنة ووجود علم وجنود من ١٩٠٦ وقبلها وحتى الآن، هذه الجزر مصرية».
وتابعت: «ولنا في جزر فولكلاند الواقعة على الامتداد القاري للأرجنتين عبرة، فهي جزر بريطانية بالرغم أن المحيط الأطلنطي يفصل بينهما، وبالمناسبة جزيرة تيران أقرب لمصر جغرافيًا من السعودية».
ورد الكاتب إبراهيم عبدالمجيد على تصريحات الباز قائلًا: «عن تصريح الباز أفندي: فاروق الباز الذي حتي الآن لم نشاهد منه شيئا مفيدا لمصر وكل مشروعاته لم ينفذها أحد لاستحالتها والذي هو الآن مستشار لرئيس الجمهورية ولا يدرك أن ذلك لمجرد تحسين الصورة فقط لأن الذي يفكر في المشروعات وينفذها ناس أخرى عيونهم على الفلوس».
وتابع «عبدالمجيد»، عبر حسابه الشخصي على موقع «فيس بوك»: «فاروق الباز تجلى أمس وقال إن جزيرتي تيران وصنافير جيولوجيا - حلوة جيولوجيا دي - تابعة للسعودية . والباز أفندي عارف تماما إن الانكسارات الجيولوجية في الأرض كانت مظهر من مظاهر تشكيل الكرة الأرضية التي نراها عليه الآن وبعض هذه الانكسارات حدثت منذ ملايين السنين».
وأوضح: «والانكسار للتوضيح أو لمن نسي هو انخفاض في الأرض يشكِّل أخاديد أو وديان أو بحار أو أنهار وقد يكون بين الجبال كما حدث في الانكسار الأرضي الذي تم منذ ملايين السنين شرق مصر فظهرالبحر الأحمر وتم اكتمال شبه الجزيرة العربية واستمر الانكسار حتى تركيا فصنع انهارا وبحارا مثل البحر الميت في الأردن وبعض الوديان في لبنان ويطلق علي هذا الانكسار الاخدود العظيم لطول مسافته وأي ملاحظ للجبال غرب المملكة السعودية يجدها متشابهة تماما بجبال شرق مصر التي تطل علي البحر الأحمر فهل هذا يجعلنا نقول إن غرب السعودية تابع لمصر بما فيها جدة مثلا».
وأضاف إبراهيم: «ترسيم الحدود البحرية يتم بالمياه الإقليمية لا بالجيولوجيا أيها العالم، والمياه الإقليمية دوليا 12 ميل بحري والميل البحري كيلو وربع طول وتيران وصنافير في مياهنا الاقليمية جدا جدا جدا .. ايها العالم الذي لايجد له دورا في مصر فاروق الباز. عيب».
وهاجم الدكتور سيف عبدالفتاح، أستاذ العلوم السياسية، تصريحات الباز بقسوة، وكتب عبر حسابه الشخصي على موقع «تويتر»: «فاروق الباز.. إلى مزبلة التاريخ».
وعلّق عبدالفتاح ماضي، أستاذ العلوم السياسية، على تصريحات فاروق الباز، وكتب عبر حسابه الشخصي على موقع «فيس بوك»: «ملاحظات سريعة على مواقف د. فاروق الباز.. - ربما لا ينتظر د.الباز أي مكسب من تسخير علمه في خدمة الاستبداد وبيع الأرض فالمشكلة في الاستبداد نفسه الذي يقضي على "إنسانية" الإنسان ويحوله إلى كائن شبه بدائي (من ناحية الوعي العام والإدراك السياسي) تابع دوما للحكومة القائمة أيا كانت ويبحث دوما عن مبررات لدعمها. هذا نوع واحد من المثقفين (مع افتراض حسن نيتهم) وهناك أنواع أخرى بالطبع مفسدين ومنتفعين ومغامرين».
وتابع «ماضي»: «- في الجماعات البدائية البسيطة كان الإنسان بدائيا بهذا المعنى أي غير قادر على فصل نفسه عن السلطة وغير قادر على أن يدرك أن له ذاتية منفصلة وعقل يميزه عن غيره من الكائنات وبالتالي باستطاعته أن يشكل رأيا منفصلا عن رأي حكامه... يكاد هذا النمط ينقرض لكن نمط الحكم القائم يلعب بكل أدوات الهيمنة والسيطرة الممكنة».
وزاد «ماضي»: «- تغيير هذا النمط من الناس يحتاج إلى عمليات ممتدة من التطور الحقيقيوالتغيير الجذري في مساحات مختلفة كالتعليم والاعلام والاقتصاد ومؤسسات الدولة السياسية والجهاز البيروقراطي... ثورة يناير حققت بعض الأهداف هنا لكن لا يزال الطريق طويلا . والله أعلم».
وسخر الشاعر عبدالرحمن يوسف من تصريحات الباز، عبر صفحته الرسمية على موقع «فيس بوك»، وكتب: «جيولوجيا الرز تؤكد».
وانتقدت الكاتبة والفنانة التشكيلية، ياسمين الخطيب، تصريحات الباز، وكتبت عبر حسابها الشخصي على موقع «تويتر»: «فاروق الباز (٨٠ سنة) عالم مصري كبير، ولكنه اختار أن ينهي حياته صغيراً».
ووجّه المنتج محمد العدل رسالة إلى الدكتور فاروق الباز، عبر حسابه الشخصي على موقع «فيس بوك»، قائلًا: «على كل من تخطى الستين من عمره إما أن يؤكد مصرية الجزيرتين أو يصمت.. انت مستقبلك في ضهرك.. مش ممكن تبيع مستقبل الأجيال الجاية وانت مش جزء من هذا المستقبل».
وبطريقة شديدة اللهجة علقت الناقدة الفنية ماجدة خير الله على تصريحات الباز، وكتبت عبر حسابها الشخصي على موقع «تويتر»: «نفسي يكون فعلا فيه عذاب قبر وتعبان أقرع عشان يشوف شغله مع الباز أفندم وأمثاله من الأفاقين منعدمي الضمير، ماهو مش معقول دول بالذات يخربوا حياتنا وبيعدين يموتوا كده ببساطة، لازم يكون فيه عقاب مخصوص ليهم قبل رحلتهم الأخيرة للجحيم».