أشادت الدول العربية - التي فرضت حصارا فعليا على قطر- بالرئيس الأميركي دونالد ترامب اليوم السبت بعد تأييد موقفها عندما دعا اﻹماراة الخليجية إلى وقف "تمويل الإرهاب"، بحسب صحيفة "واشنطن بوست" اﻷمريكية.
وفسرت تصريحاته الجمعة على أن واشنطن في معسكر السعودية ومصر والإمارات والبحرين، التي قطعت علاقاتها مع قطر هذا الأسبوع واتهمتها برعاية الإرهاب.
وفى حديثه بحديقة البيت الأبيض، قال ترامب إن قطر "كانت تاريخيا ممولا للإرهاب على مستوى عال جدا".
وأضاف:" لقد حان الوقت لدعوة قطر لإنهاء تمويلها، ويتعين عليها إنهاء هذا التمويل".
وأثار هذا الصف احد اسوأ الازمات السياسية منذ عقود بين بعض أقرب حلفاء واشنطن فى الشرق الاوسط.
وتنفي قطر تلك الاتهامات، وتقول إنها ادعاءات ذات دوافع سياسية، وتهدف إلى تشويه صورة البلاد.
قطر لديها علاقات مع إيران، ودعمت الجماعات الإسلامية، مثل الإخوان المسلمين، ومع ذلك، فإن السعودية محاصرة في صراع إقليمي على الزعامة مع إيران، كما تعتبر الممالك الخليجية والحكومة المصرية الجماعات الإسلامية تهديدا لحكمها.
إلا أن قطر لا تحظى بحصار كامل، وعرضت تركيا تقديم الغذاء والدواء للمساعدة لتخفيف عزلة البلاد.
وفى موسكو، قال وزير الخارجية الروسى سيرجى لافروف إن بلاده سوف تبذل كل جهد ممكن للمساعدة فى تخفيف حدة التوتر، خلال لقاء مع وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن.
كما عرض ترامب الوساطة في وقت سابق من الأسبوع لنزع فتيل اﻷزمة.
وصعدت الدول العربية الأربع ضغوطها على قطر الجمعة بـ إدراج 12 منظمة، و 59 شخصا فى قائمة العقوبات الإرهابية.
وفي وقت سابق من هذا الأسبوع حظرت الرحلات المباشرة بين بلدانهم وقطر، كما حظرت السعودية ومصر والإمارات الطيران القطري من استخدام مجالها الجوي، وبالإضافة إلى ذلك، أغلقت السعودية الحدود البرية الوحيدة في قطر، مما أثر على مصدر كبير من واردات الأغذية.
وفى تصريحات منفصلة اليوم السبت، أشادوا بترامب بسبب موقفه الداعم، وقال بيان صادر عن الرئاسة المصرية إن الرئيس عبد الفتاح السيسي وترامب تحدثا هاتفيا الجمعة، والسيسي شكره على دوره في "تشكيل جبهة موحدة لمكافحة الإرهاب".
وأصدرت الإمارات بيانا رحبت فيه بقيادة ترامب لمكافحة التطرف، ورحبت السعودية في بيان بتصريحات ترامب أيضا.
إلا أن وزير الخارجية الأمريكى "ريكس تيلرسون" بعث برسالة مختلفة من واشنطن، وحث الدول المجاورة لقطر على تخفيف الحصار، ودعا إلى "حوار هادئ ومعمق"، وفى الوقت نفسه يبذل أمير الكويت جهودا للمساعدة فى التوسط.
وقالت منظمة العفو الدولية إن الآلاف من سكان الخليج محاصرون الآن في الصراع.
ومن بين مجموعة التدابير العقابية، أمرت السعودية والإمارات والبحرين المواطنين القطريين بمغادرة أراضيهم خلال 14 يوما، وأعلنت أن جميع رعاياها سوف يحتاجون إلى مغادرة قطر في نفس الفترة الزمنية.
وحذروا أيضا من أن أي شخص يعرب عن دعمه لقطر على الإنترنت يواجه عقوبة السجن والغرامات الضخمة.
وهناك أكثر من 11 ألف مواطن من البحرين والسعودية والإمارات يعيشون في قطر، وفقا للجنة الوطنية لحقوق الإنسان في قطر.
ويعيش العديد من القطريين أيضا في البحرين والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة.
وقال "جيمس لينش" نائب مدير برنامج القضايا العالمية التابع لمنظمة العفو الدولية:" هذه التدابير لها بالفعل تأثير وحشي، وتقسم الأطفال من الآباء والأمهات، والأزواج من الزوجات، الناس من مختلف أنحاء المنطقة - ليس فقط من قطر، بل أيضا من الدول التي تنفذ هذه التدابير - قد يفقدون وظائفهم ويتعطل تعليمهم.
وفي إحدى الأمثلة، قالت المجموعة الحقوقية إن رجلا قطريا عاش في الإمارات مع عائلته منذ أكثر من 10 سنوات، رفض دخوله وأعيد إلى قطر أثناء محاولته العودة إلى دبي. زوجته من مواطني الإمارات ويحظر عليه السفر إلى قطر، في حين أن أبنائه من المواطنين القطريين، وبالتالي يطلب منهم مغادرة الإمارات، كما يخشى فقدان وظيفته.
الرابط اﻷصلي