فند الدكتور عصام حجي، المستشار العلمي للرئيس السابق عدلي منصور، وصاحب مبادرة الفريق الرئاسي، ما تضمنته رساله الدكتور فاروق الباز إلى البرلمان، والذي يؤكد من خلالها أن جزيرتي«تيران وصنافير"»جيولوجيًا غير مصرية، مؤكدًا أنها لا تستند لأي أسس علمية.
وكتب عبر صفحته الشخصية بموقع التواصل الاجتماعي«فيس بوك»: «فهذا كلام غير دقيق وغير مبنى على أي أسس علمية وغير متعارف عليه في أي من عمليات ترسيم الحدود، فتستخدم العوائق الطبيعية كسلاسل الجبال والأنهار الكبيرة والصحارى القاحلة لرسم بعض المناطق الحدودية والعالم الآن يعج بالأمثلة على ذلك، فمثلا تفصل ايطاليا عن سويسرا وفرنسا سلاسل جبال الألب، كما تفصل صحراء جوبي بين الصين ومنغوليا».
وأضاف: «أما في ما يخص جزيرتا تيران و صنافير فمن الثابت والمستقر جيولوجيا أن هذه الجزر هي جزر شعاب مرجانية تكونت داخل حوض ترسيبي داخلي صغير بالبحر الأحمر، بالقرب من مدينة سفاجا قبل تقريبا 15 مليون سنة ثم تحركت ناحية الشمال الشرقى بفعل حركة الفالق المسمى فالق البحر الميت (Dead Sea transform fault ) الممتد عبر سوريا والاردن والضفة الغربية ومصر ما بين 14 الى 5 مليون سنة كما موضح بالرسم».
وأوضح: «وبالتالي فان تيران وصنافير لا ترتبط جيولوجيا (انواع الصخور) ولا تكتونيا (حركة الفوالق) بالسعودية، حيث إن هذه الجزر لا تتأثر في حركتها بأخدود البحر الأحمر الذي يحرك الكتلة السعودية إلى الشرق والكتلة المصرية إلى دول الغرب بمعدل واحد سنتيمترا سنويان موضح بالرسم التفصيل] أماكن الفوالق المتحكمة في حركة القشرة الأرضية بمنطقة البحر الأحمر واتجاهات الحركة عليها و أيضا رسم توضيحي لمكان تكون جزيرتي تيران وصنافير بالقرب من مدينة سفاجا قبل 15 مليون سنة، وبالتالي فأن الجزيرتين لا تنتميان لأي خصائص جيولوجية في المنطقة المحيطة بها في المملكة السعودية الشقيقة».
وأردف: «لم يسبق في تاريخ ترسيم الحدود لأي دولة أن استخدمة الخواص الجيولوجية كعامل في تحديد ملكية منطقة، فعلى سبيل المثال كانت الهند واستراليا في كتلة أرضية تجمعهما نفس التراكيب الجيولوجية وتشمل نفس أنواع الصخور ثم افترقتا قبل 43 مليون سنة، فهل يعقل أن نقول أن الهند الان جيولوجيا ملك لاستراليا !...بالتأكيد لا يعقل».
وتابع: «بل إن السعودية ومصر كانتا في كتلة أرضية واحدة قبل انفتاح البحر الاحمر على بحر العرب قبل 35 مليون سنة ولا تزال الصخور والتراكيب الجيولوجية لشرق جمهورية مصر العربية(مثل فالق نجد الذي يقطع الصحراء الشرقية المصرية) تتطابق مع مثيلاتها في غرب السعودية فهل يعقل ان نقول ان تلك المناطق المتواجدة في السعودية جيولوجيا مصرية و كلاهما له تاريخ وارث حضاري وانساني مختلف! أيضا على سبيل المثال لا الحصر يقطع شمال جمهورية مصر العربية ما يعرف نظام الفوالق والطيات السوري (Syrian Arc System ) الذي يمتد من سوريا الى جمهورية مصر العربية فهل يعقل ان نقول ان شمال جمهورية مصر العربية جيولوجيا سوري!».
واختتم المستشار العلمي للرئيس السابق عدلي منصور، تدوينته بمطالبة النواب بعدم التفريط في الجزيرتين قائلًا،«أهيب بالسادة النواب أعضاء مجلس الشعب، التصويت بالرفض على قرار تسليم جزيرتي تيران وصنافير المبني في نظري على آدلة ملفقة علميا وجغرافيا بتابعية الجزيرة جيولوجيا للملكة العربية السعودية».
ووجه الدكتور فاروق الباز، عضو المجلس الاستشاري العلمي لرئاسة الجمهورية، رسالة إلى مجلس النواب بشأن جزيرتي تيران وصنافير، قبيل مناقشة البرلمان اتفاقية تعيين الحدود البحرية بين مصر والسعودية.
وقال الباز في رسالته: «يُبين الوضع الجيولوجي، دون أدنى شك، أن جزيرتي تيران وصنافير تتبعان كتلة القشرة الأرضيّة التي تشمل شبه الجزيرة العربية، ونعلم أن كتل القشرة الأرضيّة تفصلها فوالق عميقة، تحدد شكلها واتجاه زحزحتها على مدى العصور الجيولوجية».