جاءت ثاني أيام مناقشة اتفاقية تيران وصنافير "خالية الدسم"، حيث لم يحضر أي من المسئولين أو الوزراء والعسكريين للرد علي أسئلة النواب أو توضيح الصورة أمامهم، لمساعدتهم في إتخاذ القرار السليم في الاتفاقية محل الاهتمام الشعبي الواسع، ونقدم أبرز المشاهدات علي مدار المناقشات.
1) بدأ علي عبد العال رئيس البرلمان، الجلسة الثانية لمناقشة اتفاقية "تيران وصنافير" بوصلة مدح إلي القوات المسلحة والعسكرية المصرية، وكرر عبارة: لايفرطوا ولايبيعوا، لتتحول قسمات وجهه بعدها إلي "الغضب" ضد النواب وقال إن جلسة الأمس كانت "مؤلمة"، وأن أكثر ماشغله وصول صور إلي وكالات الأنباء العالمية، تظهر النواب في وضعية شديدة القرب من المنصة وهم يعترضون علي حديثه.
2) علي النقيض تماما من أولي الجلسات، بدا نواب الأغلبية "دعم مصر" في حالة تحفز شديد وانزعاج لاعلاقه له بالأريحيه التي سيطرت عليهم أمس قبل المناقشات، وبدوا مستعدين بدرجة أكبر اليوم للدخول في أي مشادات واشتباكات مع نواب الإئتلاف المعارض "25-30"، ومع مرور الوقت ونجاح النواب المعارضين في فرض إيقاعهم علي الجلسة، خرجت أعصاب نواب الإئتلاف في أحيان كثيرة عن السيطرة، وظهرت ألفاظ غير لائقة وتوصيفات حادة بين الطرفين من الأغلبية والمعارضة.
3) بدا جليا وجود تقسيم أدوار واضح في زرع نواب ذوي "نبرة صوت" مرتفعة وعالية للغاية، وسط النواب المعارضين، حيث تولي النواب : سعيد شبابيك، وغادة عجمي، ومحمد الحسيني"، مهمة واضحة وهي "التشويش" علي مطالب نواب ائتلاف 25-30، وهو مالم يكن مأخوذ في الاعتبار أمس، حينما انفصلت الأغلبية في جلستها عن المعارضة، ولكن جاء الخلط بينهم في صالح النواب المؤيدين في أوقات كثيرة.
4) أكثر الملاحظات ذكاءا اليوم، جاءت من النائب ضياء الدين داوود، الذي انتفض أثناء سير الجلسات، حينما قال: كل الخبراء المودجودين يستميتون في إقناعنا بسعودية الجزيرتين، أين الخبراء الرافضين لاتفاقية "ترسيم الحدود"، لماذا لم يستدع البرلمان سوي نوعية واحدة من الخبراء، وهو ما فجر سلسلة مطالبات بعدها بضرورة استدعاء خبراء يعبرون عن وجهات نظر مختلفة، وهو ما توقع له البعض أن يكون نقطة تحول حال تم الاعتداد به، واستدعي البرلمان خبراء يجزمون بمصرية الجزيرتين، فقد يكون مفيدا فيما بعد حال تم الاستعانة بحديثهم في مضبطة المجلس، خلال أي محافل أو دعاوي قضائية مستقبلا.
5) أبرز الجمل التي ترددت اليوم وكان لها وقع صادم داخل الجلسة، جاءت من مواصلة النائب أحمد الطنطاوي تحديه لمنصة البرلمان ورفضه للاتفاقية، حينما خاطب رئيس البرلمان مباشرة: إحنا مش في مدرسة هنا، وإنت مش ناظر، لو إنت ناجح قائمة فا أنا ناجح بـ60 ألف صوت.
6) غياب لافت لأي من المسئولين البارزين بالدولة عن جلسة اليوم، رغم ارتفاع سقف التوقعات بأن يشهد اليوم حضور حشد من المسئولين بما يتناسب مع أهمية الحدث، إلا أن البرلمان في ثاني أيام المناقشة لم يستغرق الساعتين، واقتصر الخبراء الذين وجهت لهم الدعوة علي أستاذ القانون صلاح فوزي والمؤرخ عاصم الدسوقي.
7) انتهت الجلسة الصباحية للجنة بهتافات النواب الرافضين لتمرير الاتفاقية من البرلمان "مصرية ..مصرية" في إشارة للجزيرتين