على خلفية الأزمة الدائرة حاليا بين كل من مصر والسعودية والبحرين والإمارات من جانب وقطر من جانب آخر، بدأت تتصاعد أحاديث عن وجود مكاسب سياسية واقتصادية لمصر من هذه الأزمة، وهو ما أجمع عليه خبراء وكانت أبرز المكاسب حسبما أكدوا هو التضييق على جماعة الإخوان .
وأعلنت قبل أسبوعين المملكة العربية السعودية، ومملكة البحرين، ودولة الإمارات، واليمن ومصر وليبيا"الحكومة المؤقتة المنبثقة عن برلمان طبرق" وبشكل متزامن، قطع العلاقات مع دولة قطر، وسحب البعثات الدبلوماسية، وإغلاق المنافذ الحدودية.
الدكتور عبدالمنعم سعيد، الرئيس السابق لمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، أوضح أن مكاسب مصر السياسية مع الأزمة الخليجية مع قطر كبيرة، على رأسها أن الكل سلم بوجهة نظرها في تمويل قطر للإرهاب.
وأضاف سعيد، لـ" مصر العربية"، أن وجهة نظر مصر في التعامل مع قضايا الإرهاب أصبحت مقبولة من جميع الدول، مشيرا إلى أن إحدى المكاسب هي استمرار الضغوط على العدو الأساسي لمصر حاليا و هو" الإخوان المسلمين"، من خلال حصار مصدر تمويلهم وهي دولة قطر.
وتابع" رسالة للعالم وبالأخص تركيا أن استمرار دعمهم للإرهاب سيجلب عليهم مواقف شبيهة من الحصار الحادث لقطر" .
أما الكاتب الصحفي عبدالله السناوي، فقال إن مصر كانت أحد الميادين المفتوحة للصراع السعودي القطري على زعامة المنطقة في أعقاب الإطاحة بجماعة الإخوان من السلطة؛ لذلك أيدت السعودية ما حدث وعارضته قطر.
وأضاف السناوي، لـ"مصر العربية"، أن مصر تحصلت على مكاسب سياسية جراء الأزمة الأخيرة، أولها هو تبني الأطراف المناوئة لقطر وجهة نظر القاهرة في تبني الدوحة للإرهاب وتمويلها له،مما يعني مزيد من التضييق على جماعة الإخوان المسلمين بحصار الممول الرئيس لها.
وتابع: الدولة المصرية حاليا أصبحت شريكا رئيسيا في الحرب على الإرهاب، ويؤخذ بأرائها، إضافة لأن ماحدث أوجد تقاربا أكثر مع الجانب السعودي بعد تأثره بعض الشيئ خلال الفترة الأخيرة.
من جانبه أشار الباحث في علم الاجتماع السياسي عمار علي حسن، إلى أن دخول مصر في هذه الأزمة كان الهدف منه النيل من قطر؛ لتدخلها في سياسات القاهرة الداخلية ومساعدتها لجماعة الإخوان المسلمين بعد 30 يونيو.
وأضاف حسن، لـ" مصر العربية"، أن حصار قطر سيفقدها السيطرة على تنفيذ مخططها بالتدخل في شئون الدول بعض الدول العربية ومنها مصر؛ لذلك ستتعطل أعمالها التخريبية بمصر.
وتابع: أصحبت مصر شريكا رئيسيا في أي تحالف دولي لمحاربة الإرهاب، ويؤخذ برأيها في كل ما يتعلق بهذه الجزئية بعد ثبوت صحة موقفها من الإدارة القطرية الحالية، إضافة لأن الأزمة تعني مزيد من الحصار على جماعة الاخوان التي تعد قطر الداعم الرئيسي لها.