تقام النسخة العاشرة من كأس القارات لكرة القدم في الفترة من 17 يونيو الجاري وحتى الثاني من يوليو المقبل في روسيا، ويعد البرتغالي كريستيانو رونالدو هو بلا شك نجمها سواء لرغبته في اقتناص اللقب أو لصورته الدعائية التي تعتبر مصدرا للجذب التجاري لبطولة تكتسب تدريجيا المزيد من الاهتمام منذ بدايتها عام 1992.
فرغم أرقامه القياسية الكثيرة وتألقه مع فريقه ريال مدريد الذي توج معه بكل الألقاب، لا يزال كريستيانو متعطشا للمزيد ولا سيما مع منتخب بلاده فبعدما فاز معه العام الماضي بكأس أمم أوروبا "يورو 2016" ، يسعى لحصد المونديال ولكن قبله كأس القارات.
ويخوض كريستيانو البطولة مدعوما بنفس اللاعبين تقريبا الذي فازوا معه بـ"يورو 2016" في باريس باستثناء صاحب هدف النهائي إيدر الذي استبعده المدير الفني للمنتخب فرناندو سانتوس من قائمة البطولة.
كما تدفعه حالة من النشوة بعد تألقه الموسم المنصرم مع الملكي والذي ختمه بجملة اهداف بواقع خمسة في مرمى بايرن ميونخ بربع نهائي التشامبوينز ليج وثلاثة في أتلتيكو مدريد بنصف النهائي، فضلا عن هدفين في النهائي أمام يوفنتوس، دون إغفال هدفين في إشبيلية ومثلهما في سيلتا فيجو وآخر في مالاجا في آخر ثلاث جولات بالدوري الإسباني الذي عاد ليتوج به بعد غياب استمر منذ 2012.
وتعود الحالة البدنية الجيدة التي يتواجد عليها كريستيانو إلى قرار مدرب الملكي الفرنسي زين الدين زيدان بإراحته بعض المباريات كما يبدو أن "الدون" نفسه بات يدرك أنه بعد وصوله لسن 32 عاما لا يمكنه لعب جميع المباريات، بالإضافة إلى تغيير مركزه ليلعب كرأس حربة ما زاد من فاعليته التهديفية وسمح له ببلوغ نهاية الموسم وهو في كامل لياقته.
ويخوض كريستيانو المعركة الأولى في كأس القارات في 18 يونيو أمام المكسيك في كازان بعد 15 يوما من نهائي دوري الأبطال في العاصمة الويلزية كارديف.
وبالإضافة إلى البرتغال بطلة كأس أمم أوروبا تشارك في البطولة روسيا بصفتها صاحبة الضيافة وألمانيا بطلة العالم وتشيلي بطة كوبا أمريكا والمكسيك بطلة اتحاد امريكا الشمالية والوسطى والكاريبي (كونكاكاف) والكاميرون بطلة أفريقيا وأستراليا بطلة آسيا ونيوزيلاندا بطلة الأوقاينوس.
وعلاوة على كريستيانو ، ينتظر مشجعو الساحرة المستديرة رؤية نجوم مثل التشيليين أليكسيس سانشيز وأرتورو فيدال والمكسيكيين خابيير هرنانديز "تشيتشاريتو" وكارلوس فيلا.
أما ألمانيا فاختار مديرها الفني يواخيم لوف أن يخوض البطولة بفريق قليل النجوم يشارك فيه اثنان فقط من الكتيبة التي توجت بكأس العالم بالبرازيل عام 2014 وهما شكودران مصطفي (أرسنال) ويوليان دراكسلر (باريس سان جيرمان).
ويبرز في قائمة ألمانيا للبطولة حارس برشلونة مارك أندريه تير شتيجن، فيما يغيب نجوم مثل مانويل نوير وتوني كروس وسامي خضيرة وتوماس مولر وماتس هوملز.
وبالنظر لقوائم المنتخبات المشاركة، تشير التقارير الصحفية إلى أن البرتغال وتشيلي هما الاوفر حظا للفوز بلقب البطولة التي تعد بمثابة تجربة قبل مونديال 2018 بروسيا.
وتم تقسيم المنتخبات الثمانية إلى مجموعتين الأولى تضم البرتغال والمكسيك وروسيا ونيوزيلاندا، والثانية بها ألمانيا وتشيلي والكاميرون وأستراليا، على أن يتواجه في نصف النهائي أول المجموعة الأولى مع ثاني المجموعة الثانية في لقاء، وأول المجموعة الثانية مع ثاني المجموعة الأولى في اللقاء الآخر.
واشترى مشجعو المنتخبات مئات الآلاف من تذاكر المباريات إلا انه لدخول الملعب فرضت اللجنة المنظمة والاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) شرطا جديدا وهو: بطاقة المشجع.
فبهدف تأمين البطولة، سيكون على المشجعين طلب هذه البطاقة عبر الإنترنت وستسمح لهم بالإضافة إلى حضور المباراة، استخدام وسائل النقل العام مجانا.
وتقام البطولة في أربع مدن هي سان بطرسبرج وكازان وسوتشي وموسكو.
تستضيف سان بطرسبرج على ملعب "كريستوفسكي" المعروف أيضا بـ "زينيت أرينا" المباراة الافتتاحية بين روسيا ونيوزيلاندا وكذلك النهائي، أما ملعبا " كازان أرينا" و" فيشت الأوليمبي" بسوتشي فسيستضيفان مباريات بالمرحلة الأولى ونصف النهائي، بينما ستقام بملعب موسكو "أرينا بالتيكا" المعروف بملعب سبارتاك مباريات في دور المجموعات فقط.
والملاعب الأربعة الجديدة حديثة البناء وتم اختيارها أيضا لاستضافة ربع نهائي ونصف نهائي المونديال، علما بأن ملعب سوتشي تم تعديله مؤخرا بعدما استضاف حفلي افتتاح وختام دورة الألعاب الأوليمبية الشتوية عام 2014.
وسبب ملعب سان بطرسبرج صداعا في رأس اللجنة المنظمة والفيفا فقد تم البدء في بنائه عام 2007 وتم الانتهاء منه هذا العام.
وبالإضافة إلى التأجيلات المتكررة وتغيير شركات بناء هذا الملعب الذي صممه المعماري الياباني الراحل كيشو كوروكاوا وفضائح الفساد التي طالته، بلغت تكلفة إنشائه قرابة 900 مليون دولار وكانت آخر مشكلاته هي العشب الذي تم تغييره مؤخرا.
وفيما يخص الأمن، رفع الهجوم الانتحاري الذي شهده مترو سان بطرسبرج في أبريل/نيسان الماضي حالة التأهب.
والتهديد الذي تواجهه روسيا حاليا لم يعد الإرهاب الشيشاني وإنما تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) وجماعات جهادية أخرى تستهدف فعاليات حاشدة مثل مباريات كرة القدم.
لذا أمر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بمضاعفة الإجراءات الأمنية اعتبارا من الأول من يونيو لتجنب وقوع هجمات، وتعتزم السلطات إقامة مناطق حظر جوي وملاحي، وستمنع دخول الحافلات إلى المدن التي تستضيف البطولة، كما ستحد من دخول المهاجرين وبيع الكحوليات وإقامة الفعاليات العامة.
وكانت روسيا قد قررت مراجعة خططها وتعزيز الاجراءات الأمنية الخاصة بكأس القارات والمونديال عقب الهجوم الذي نفذه (داعش) أواخر 2015 واستهدف طائرة روسية على متنها 224 شخصا تحطمت فوق شبه جزيرة سيناء بمصر بعد دقائق من إقلاعها من مطار شرم الشيخ الدولي.
كما قرر بوتين أن يأخذ على محمل الجد تهديد المشجعين المتعصبين بمن فيهم الروس الذين تجاوزت همجيتهم "الهوليجانز" الإنجليزيين خلال النسخة الماضية من كأس الأمم الأوروبية.
فغلظ بوتين العقوبات على المتشجعين المتعصبين "أولتراس" إذ قد يتم اعتقالهم وحرمانهم من دخول الملاعب لفترة تصل إلى سبعة اعوام أو ترحيلهم إذا كانوا أجانب.