يخوض منتخب الكاميرون، المتوج بكأس الأمم الأفريقية "كان 2017"، بطولة كأس القارات التي تستضيفها روسيا اعتبارا من بعد غد السبت، بجيل جديد من اللاعبين سيواجه مجموعة من أفضل لاعبي العالم. ويضم منتخب "الأسود التي لا تروض" جيلا جديدا من اللاعبين سيكون لهم مستقبلا كبيرا ولكنهم يفتقرون حاليا للخبرة الدولية خارج القارة السمراء، التي تمثل الكاميرون واحدة من أبرز المنتخبات بها. فمنتخب الكاميرون لا يوجد به سوى أسماء قليلة من اللاعبين الذين كانوا قد خاضوا معه بطولة كأس العالم 2014 بالبرازيل، وحينها كان يدربه الألماني فولكر فينكه. ورحل فينكه عن تدريب الفريق ليحل محله الآن البلجيكي هوجو بروس، الذي تولى منصبه مع بدء مرحلة التصفيات المؤهلة لبطولة كأس العالم 2018 في روسيا، ومنذ ذلك الحين تغيرت الكثير من الأشياء. ومثّل تتويج "الأسود التي لا تروض" بكأس الأمم الأفريقية 2017 تغييرا جذريا في الفريق حيث جاء بعد أداء مخيب في المرحلة التي سبقت البطولة وبعد رفض لاعبين كبار تمثيل الكاميرون لذا تم الاعتماد على جيل جديد من اللاعبين. ولكن طريق الكاميرون في التصفيات المؤهلة لمونديال روسيا لم يكن مرضيا بشكل كبير حتى الآن، حيث وقع في المجموعة الثانية بالتصفيات مع الجزائر وزامبيا ونيجيريا. وخاض المنتخب مباراتين أمام الجزائر وزامبيا تعادل فيهما بهدف لمثله، بينما يستعد لمواجهة نيجيريا ذهابا في 28 أغسطس المقبل، وإيابا في 2 سبتمبر المقبل. ولكي تستعد "الأسود التي لا تروض" لهذه المواجهات في التصفيات، لا توجد فرصة أفضل من بطولة مثل كأس القارات. وسيستهل منتخب الكاميرون مشواره في هذه البطولة بالمجموعة الثانية يوم الأحد المقبل أمام تشيلي في موسكو، وبعدها بأربعة أيام سيواجه أستراليا في سان بطرسبرج، بينما سيلعب أمام ألمانيا في سوتشي يوم 25 يونيو الجاري. ويمثل هذا الأمر تحديا للكاميرون التي تخوض بطولة كأس القارات للمرة الثالثة في تاريخها بعد عامي 2001 و2003، وفي مشاركتها الأولى خرجت من دور المجموعات بينما شهدت المشاركة الثانية الحالة المؤسفة بوفاة لاعب الوسط مارك فيفيان فويه. وتوفي فويه على أرض الملعب خلال الشوط الثاني من مباراة الكاميرون أمام كولومبيا في الدور قبل النهائي، حيث سقط مغشيا عليه (ق72) وتمت محاولات بائسة لإنعاشه ولكنه فارق الحياة نتيجة تضخم في عضلة القلب. وحينها تأهل منتخب الكاميرون إلى النهائي ولكنه خسر اللقب أمام فرنسا في الوقت الإضافي بهدف تييري هنري، في لقاء تم خلاله تذكر الراحل فويه. ومع هذه الذكرى الحزينة الممزوجة بنظرة للمستقبل، يخوض منتخب الكاميرون بطولة كأس القارات على أمل تقديم صورة جيدة وتعريف عالم الساحرة المستديرة بجيل جديد من اللاعبين هناك آمال كبيرة بشأنهم. ومن بين القائمة التي استدعاها مدرب الكاميرون، لا يوجد سوى سباستيان سياني وإرنست مابوكا اللذين يتجاوز عمرهما 28 عاما. وتمثل بطولة كأس القارات فرصة للاعبي الكاميرون لكي تتعرف الأندية الأجنبية على مهاراتهم خاصة البطولات الأوروبية الأربع الكبرى: إنجلترا وإسبانيا وإيطاليا وألمانيا. ولكن هذا لا يعني أن منتخب "الأسود التي لا تروض" لا يحظى بأسماء بارزة فهناك أندريه أونانا حارس مرمى أياكس أمستردام، الذي انضم له قادما من برشلونة الإسباني. وفي خط الهجوم يبرز فينسينت أبوبكر، مهاجم بورتو البرتغالي السابق وأحد أبرز لاعبي بشكتاش المتوج بالدوري التركي هذا العام. ويغيب عن الكاميرون في هذه البطولة الجناح الأيسر أمبرواز أويونجو؛ بسبب إصابة في الرباط الصليبي للركبة ستبعده عن الملاعب لمدة سبعة أشهر.