تخوض ألمانيا منافسات كأس القارات لكرة القدم التي ستحتضنها روسيا، كبطولة للاختبار وتجربة عدد من اللاعبين الجدد، وذلك قبل عام على انطلاق مونديال كأس العالم في روسيا.
ويبدو جليا من قائمة "المانشافت" أن المدرب يواخيم لوف لا يهدف لجلب أفضل فريق ممكن للمشاركة في البطولة التي تسبق المونديال.
فمانويل نوير، حارس بايرن ميونخ، سيغيب للإصابة ولكنه لم يدخل مطلقا في خطط المدرب للبطولة، والحال نفسه لمن منحهم المدرب راحة من البطولة، ماتس هوملز وجيروم بواتنج وتوني كروس وسامي خضيرة ومسعود أوزيل وتوماس مولر، والذين بإمكانهم تقريبا تشكيل فريق متكامل وتنافسي.
واتخذ لوف قرار الذهاب بالفريق "الثاني" إلى كأس القارات منذ فترة، وقد أكد في المؤتمر الصحفي لدى تقديم خططه بشأن هذا العام أن البطولة ستكون فرصة لإشراك لاعبين لديهم آفاق للتألق.
وانطلاقا من هذه النية، فليس من المفاجئ أن يختار المدرب الوطني في قائمته العديد من اللاعبين الشباب، لا يملكون خبرة دولية كبيرة ولكنهم بحاجة للتواجد مع آخرين أكثر خبرة في مثل هذه الأجواء، كالظهيرين جوشوا كيميش وجوناس هكتور ولاعب الوسط المهاجم جوليان دراكسلر.
ويعد هؤلاء اللاعبين الثلاثة الوحيدين الذين شاركوا كأساسيين في مباريات بحقبة لوف. ويعتبر دراكسلر وهكتور الوحيدان اللذان خاضا أكثر من 20 مباراة دولية في السابق.
وقال لوف في تصريحات لموقع الاتحاد الألماني لكرة القدم "الهدف بالنسبة لي أن يكون هناك ثلاثة أو أربعة، أو حتى خمسة لاعبين، يتطورون عبر المشاركة في هذه البطولة، وأن ينافسوا في الموسم القادم على مكان لهم بالمنتخب استعدادا لمونديال 2018".
وينتظر أن يجري لوف كذلك بعض التغييرات التكتيكية، اعتمادا على المنافس الذي ستواجهه ألمانيا. رغم أن خوض الفريق لمباراتين فقط مؤخرا، في ودية أمام الدنمارك وأخرى بتصفيات المونديال ضد سان مارينو، لا يسمح بالوصول لاستنتاجات محددة حول آمال "المانشافت" المعدل في إحراز لقب كأس القارات.
ويخوض المانشافت منافسات الدور الأول للبطولة ضمن المجموعة الثانية التي تضم منتخبات تشيلي والكاميرون وأستراليا.
ففي حراسة المرمى، ستكون هناك منافسة على مركز الحارس الثاني خلف نوير، ويبدو الأقرب للعب أساسيا في كأس القارات هو حارس برشلونة، مارك أندريه تير شتيجن، على حساب بيرند لينو حارس باير ليفركوزن، وكيفن تراب حارس باريس سان جيرمان، الذي ينتظر أن يكون الحارس الثالث في المونديال القادم.
ومن بين اللاعبين الذين يتوقع تألقهم، يبرز ثنائي الهجوم، لارس شتيندل وساندرو فاجنر، اللذان لا ينتميان لفئة الشباب، نظرا لأن عمريهما 28 و29 على الترتيب، ولكنهما يدخلان قائمة المنتخب للمرة الأولى.
ففاجنر كان بطلا لأوروبا تحت 21 عاما جنبا إلى جنب مع نوير وبواتنج وهوملس وكروس وأوزيل، ولكنه اختفى بعد ذلك عن لاعبي الصفوة، قبل أن يعود للتألق في آخر موسمين، الأول مع دارمشتات والثاني مع هوفنهايم، ليعيد كتابة نفسه مجددا.
والأمر نفسه لشتيندل، وهو لاعب قد يكون مفيدا للوف بالنظر للمونديال لأنه من فئة اللاعبين القلائل في ألمانيا المميزين في مركز رأس الحربة.
كما سيبحث أيضا اللاعبان الشابان اللذان برزا في البوندسليجا، يوليان براندت وتيمو فيرنر، عن مكان لهما في المنتخب الأول، بينما سيغيب واحد من النجوم الصاعدين الذين تم استدعائهم ولكنه خرج من القائمة للإصابة، ليروي ساني، لاعب مانشستر سيتي.
وعلى كل حال، وبعد أن كانوا على مقربة من المجد الأوليمبي في ريو 2016 (خسرت ألمانيا النهائي أمام البرازيل بركلات الترجيح)، فإن ألمانيا الشابة ستبحث عن أن تصبح بطلة لتكمل سلسلة انجازاتها بلقب لم تحرزه من قبل طوال تاريخها. حيث كانت أفضل نتائجها في البطولة حلولها ثالثة في نسخة 2005.