تستعد روسيا لاستضافة كأس العالم للقارات 2017 على أربعة ملاعب حديثة البناء تقع في المدن الرئيسية بالشطر الأوروبي من البلاد، على الرغم من أن عاصمة هذه البطولة لن تكون موسكو، بل مدينة سان بطرسبرج، مسقط رأس الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. وسيستضيف ملعب كريستوفسكي (سان بطرسبرج)، الذي سيكون معقل فريق زنيت مستقبلا، المباراة الافتتاحية التي ستجمع بين روسيا ونيوزيلندا في 17 يونيو الجاري، والنهائي في الثاني من يوليو. وكان هذا الملعب مصدر إزعاج كبير سواء بالنسبة للمنظمين أو للاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، حيث استغرق بناؤه عشر سنوات طويلة شابتها فضائح فساد ومشكلات تأخر في الدفع، فضلا عن تكلفته الباهظة التي قد تجعله الملعب الأغلى في العالم بتكلفة ربما تكون تجاوزت ملعب ويمبلي في لندن. كما اضطرت السلطات أيضا لتغيير عشب الملعب في اللحظات الأخيرة بسبب الحالة السيئة لها بالملعب الذي يطلق عليه أيضا اسم "زنيت أرينا". لكن لا يمكن نكران أن كل هذا أسفر في النهاية عن ستاد مدهش جاء على شكل مركبة فضائية بسقف متحرك قابل للطي ويسع لأكثر من 68 ألف متفرج ويقع بجزيرة في نهر نيفا على بعد مسافة قليلة من خليج فنلندا. ولا يوجد العديد من البلدان التي تتمتع باستاد مثل كريستوفسكي الذي لن يستضيف المباراة الافتتاحية والنهائية لكأس القارات 2017 فحسب، بل أيضا إحدى مباراتي نصف نهائي مونديال 2018 ، ومباريات بكأس أمم أوروبا عام 2020. من جانبه، سيستضيف ملعب كازان آرينا العديد من مباريات دور المجموعات في كأس القارات، من بينها مواجهتي تشيلي-ألمانيا والبرتغال-المكسيك، بالإضافة إلى إحدى مباراتي نصف نهائي البطولة. ويسع هذا الملعب لأكثر من 40 ألف متفرج ويعتبره الكثيرون أفضل ستاد بالبلاد. وبجانب اعتبارها عاصمة الرياضة في روسيا بفضل عدد الأندية الموجودة بها، تعتبر كازان التي تحظى بواحدة من أجمل قلاع روسيا، مدينة تاريخية تقع عند منتصف نهر فولجا وغزاها منذ نحو 500 عام إيفان الرابع المعروف باسم إيفان الرهيب، من أجل هزيمة جحافل المغول. وعلى ضفاف البحر الميت وجبال القوقاز الجليدية في الأفق، يقع ملعب فيشت، فخر مدينة سوتشي الذي استضاف فعاليات افتتاح وختام دورة الألعاب الأوليمبية 2014. وبعد انتهاء أوليمبياد سوتشي في ذلك العام، تم إعادة هيكلته ليصبح ملعب كرة قدم يسع لنحو 45 ألف شخص، مع الاحتفاظ بجوهر تصميمه الأصلي المتميز. وسيستضيف هذا الملعب الذي أقيمت أول مباراة رسمية على أرضه أوائل مايو الماضي -نهائي كأس روسيا- عدد من مباريات دور المجموعات بالإضافة إلى مواجهة نصف النهائي الثانية. وبسبب موقعها وطقسها شبه الاستوائي، يحلم العديد من أبطال العالم بأن يحالفهم الحظ باللعب في سوتشي على الأقل في دور المجموعات من مونديال 2018. أما بالنسبة للمشجعين، فإذا شعروا بالملل من الطقس الحار الرطب على ضفاف البحر الميت، فبإمكانهم التوجه إلى جبال القوقاز التي تقع بالكاد على مسافة ساعة بالقطار السريع. وسيكون ملعب سبارتاك موسكو (أوتكريتي أرينا)، هو رابع مضيف لبطولة كأس القارات، حيث ستقام على أرضه مباريات من دور المجموعات مثل تلك التي ستجمع بين البرتغال وروسيا، وبين تشيلي والكاميرون. وعلى الرغم من أن الملعب بعيدا عن وسط العاصمة الروسية، يمكن للمشجعين الوصول في نصف ساعة تقريبا للساحة الحمراء والكرملين، عن طريق مترو الأنفاق. وبجانب كونه أحد مقار كأس القارات، سيستقبل سبارتاك أيضا إحدى مباراتي نصف النهائي في مونديال 2018، بينما سيستضيف ملعب سان بطرسبرج آرينا مواجهة نصف النهائي الثانية.