فجر تمرير البرلمان، الأربعاء 14 يونيو، لاتفاقية ترسيم الحدود البحرية بين مصر والسعودية، والتي بموجبها نُقلت السيادة المصرية على جزيرتي تيران وصنافير إلى المملكة، غضبا في الوسط الثقافي بمصر.
فأصدر الأدباء المصريين الرافضين للاتفاقية والذي تجاوز عددهم 400 أديب بيان يؤكد وجهة نظرهم في إن جزيرتي تيران وصنافير جزء لا يتجزأ من أراضي الدولة المصرية، وفق ما تؤكده حقائق التاريخ، والجغرافيا، ودفاع الشعب عنها بدمائه، ممثلاً في جنود وضباط القوات المسلحة.
الشاعر رفعت سلام، هو من أصدر البيان ويعمل الآن على جمع المزيد من التوقعات، وصف الاتفاقية بأنها "فضيحة مكتملة الأركان، فلم يحدث في التاريخ العالمي كله أن يبيع رئيس أرضه مقابل الأموال".
وقال سلام في تصريح خاص لمصر العربية إن ممارسة العنف من قبل الأمن على الاحتجاجات السلمية أمر متوقع، ومؤشر واضح على ارتباك النظام ، ومحاولة لقمع أي صوت يطالب بحق مصر في الجزيرتين.
وأشار سلام إلى أن الأدباء يواصلوان التوقيع على البيان، فوصل له أكثر من 100 توقيع اليوم، وبعد ذلك سيدرسوا التفكير في الخطوات الفعلية لتفعيل أفكار البيان على أرض الواقع، ودراسة الخطوات التصعيدية.
وأوضح سلام أن التضامن من الأدباء لم يقتصر على المصريين فقط، بل هناك تضامن من قبل الأدباء العرب ومنهم الشاعر على رياض من العراق، والقاص علي السباعي من العراق، والشاعر عبدالفتاح بن حمودة من تونس، والروائي محمد إقبال حرب من لبنان.
وعن أشكال الاحتجاج السلمي التي وردت في البيان قال الكاتب الصحفي سيد محمود أن البيان الي وقع عليه يقصد كل الأشكار الضرورية للتعبير عن الاحتجاج على التنازل غير القانوني وغير الدستوري عن جزيرتي تيران وصنافير، بكل الوسائل السلمية والقانونية، مثل الوقفات السلمية، ورفع الشارات السوداء.
وتابع في تصريح خاص لـ"مصر العربية" أن هناك سوء إدارة للأزمة وقع منذ اللحظة الأولى، منددًا بما أقره البرلمان المصري ورفضه لكلام القضاء، وأن ذلك يعبر عن بؤس المشهد السياسي بمصر.
وعن التصعيد المقرر أن يتبعه الأدباء الموقعين على البيان قال أستاذ النقد الأدبي بأكاديمية الفنون، شوكت المصري، إن البيان الذي أصدرته جماعة الإخوان المسلمين أمس أفسد الحراك والخطوات التصعيدية في الوقت الحالي، ﻷنهم يحولون القضايا الوطنية إلى مصالحهم الشخصية.
وعن دور الأدباء في الفترة الحالية أضاف شوكت المصري في تصريح خاص لـ"مصر العربية" أنه عليهم أن يكثفوا كتابة المقالات التي تندد بالوضع الحالي، مستنكرًا عدم إصدار بيان من اتحاد الكتاب كجهة نقابية.
ونص بيان الأدباء المصريين بشأن "تيران وصنافير" الجمعة 16 يونيو 2017
الأدباء الموقعون على هذا البيان يعلنون التالي: إن جزيرتَي تيران وصنافير جزءٌ لا يتجزأ من أراضي الدولة المصرية، وفق ما تؤكده حقائق التاريخ، والجغرافيا، ودفاع الشعب عنها بدمائه، ممثلاً في جنود وضباط القوات المسلحة. ولا يعتد الموقعون على هذا البيان بكل الإجراءات التي قامت بها الحكومة والبرلمان بشأن التنازل عن جزيرتي تيران وصنافير. ويؤكدون على التزامهم بحكم المحكمة الإدارية العليا البات والنهائي، والقاضي بتبعية الجزر لإقليم الدولة المصرية. ويطالب الموقعون على هذا البيان كل مؤسسات الدولة باحترام الدستور، الذي دفع المصريون ثمنه من دمائهم، واحترام سلطة الشعب المطلقة على أراضيه، ووقف التنازل عن الجزر، الذي يهدد الأمن القومي المصري، ولا يخدم سوى مصالح الكيان الصهيوني. كما يطالبون بالإفراج الفوري عن المعتقلين المعارضين لبيع الجزر. ويدعو الموقعون على هذا البيان جموع الشعب المصري للاحتجاج على التنازل غير القانوني وغير الدستوري عن جزيرتي تيران وصنافير، بكل الوسائل السلمية والقانونية. ويتعهدون أن يكونوا في مقدمة هذا الاحتجاج. يلتزم الموقعون على هذا البيان باعتبار جزيرتي تيران وصنافير أراضي مصرية محتلة، إذا ما تمادى النظام الحاكم وقام بالتصديق على الاتفاقية. عاشت مصر حرة مدنية ديمقراطية لكل أبنائها على كامل ترابها الوطني دون نقصان.