في اليوم الـ13 للأزمة الخليجية.. الوساطات لم تحرك ساكنًا

الملك سلمان ووزير الخارجية التركي مولود أوغلو

دخلت الأزمة الخليجية يومها الثالث عشر منذ إعلان السعودية والإمارات والبحرين ومصر في 5 يونيو الجاري قطع علاقاتهم مع قطر، متهمين إياها بدعم "الإرهاب"، وهو ما نفته الدوحة جملة وتفصيلا.

 

ومنذ بدء شرارة الأزمة، تحاول جميع الأطراف أن تحصل على "تأييد موقف" من المجتمع الدولي يدعم ويعزز موقعها ويحقق دوافعها من "المعركة"، فيما تحاول دول أخرى أن تلعب دور الوسيط والحفاظ على أمن واستقرار المنطقة.

 

أردوغان يناشد مجددا

 

جدد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، اليوم السبت، حرصه على دعوة العاهل السعودي لحل الأزمة قائلا إنه "واثق من أن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز قادر على إنهاء الأزمة بين دول الخليج وقطر في أقصر وقت".

 

وأضاف أردوغان، أن "مشاعر السخط والاستياء هذه داخل العالم الإسلامي لا تليق بنا، ونحن قادرون على حل هذه الأمور عبر الحوار".

 

وشدد أردوغان على أن تركيا ستبقى البيت الثاني لجميع دول الخليج رافضا الاتهامات التي أطلقها  البعض بشأن تصرف أنقرة بشكل متناقض مع مواطني دول الخليج عقب أزمة قطر.

 

واستمرارا للمساعي التركية لحل الأزمة، فعلى مدار يومين قام وزير الخارجية التركي جاويش أوغلو بجولة خليجية شملت قطر والكويت، واختتمها اليوم بلقاء الملك سلمان في السعودية.

 

وقال أوغلو إن تركيا لا تقوم بالتواصل مع زعماء الدول الإسلامية فقط؛ بل مع دول أخرى أوربية لبحث كيفية المساهمة في حل هذه الأزمة، مشيرا إلى مباحثات الرئيس التركي مع  نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون.

 

وأوضح جاويش أوغلو أن "هدفه من زيارة المنطقة هو لقاء الأطراف (المعنية بالأزمة) والاستماع منهم مباشرة؛ وأن نشرح لهم ما قمنا به؛ وما هي نظرة تركيا للقضية."

 

وشدد على أن "تركيا ترى ضرورة حل الازمة بشكل سريع"، مضيفاً: "هناك اتهامات؛ وهناك ادعاءات تجاه قطر (بدعم الارهاب)؛ لابد من تقديم الدليل عليها بالوثائق؛ قطر تريد أن ترى ذلك؛ والكويت التي تقوم بالوساطة تريد هذا؛ ونحن أيضاً".

 

ونوه بأن الأطراف المعنية بتوجيه هذه الاتهامات لقطر "لم تقم بعرض الوثائق والأدلة على هذه الادعاءات على أحد". وأكد أن "ما يحدث من توترات لا تفيد أحد؛ خصوصاُ في هذا الشهر المبارك، فيجب أن تحل تلك الازمة؛ وانهاء هذه التوترات في العشر الايام المتبقية من رمضان؛ وكذلك انهاء مشاكل الضحايا المتضررين من هذه الازمة."

 

 

تسريبات البحرين

 

بث التليفزيون البحريني تسجيلا لمكالمة هاتفية بين حمد بن خليفة العطية؛ مستشار أمير قطر وحسن علي جمعة، أحد قيادات جمعية الوفاق البحرينية.

وقالت الوكالة إن ذلك يأتي "في إطار الكشف عن التدخلات القطرية في الشئون الداخلية لمملكة البحرين والتي كان يقصد منها قلب نظام الحكم".  

من جانبها، استنكرت قطر ما بثه التلفزيون البحريني وأكدت الدوحة "رفضها واستنكارها لاتهامهما بمحاولة زعزعة أمن واستقرار البحرين".

 

وردت الخارجية القطرية في بيان أصدرته اليوم السبت، بالقول إن بث تلك المكالمات "تعمد إظهارها على أنها دعم قطري لجمعية الوفاق وتدخل مباشر في الشؤون الداخلية البحرينية،" ووصفت الخارجية ذلك بأنه "محاولة ساذجة ومكشوفة لمغالطة وقلب الحقائق وإخراجها عن سياقها الصحيح".

 

الثقة صفر

 

على جانب آخر، قال وزير الدولة للشؤون الخارجية، أنور محمد قرقاش، في تصريح نقلته صحيفة جارديان البريطانية، السبت، إن الإمارات وحلفاءها فقدوا ثقتهم في دولة قطر، مطالباً الدول الغربية بإقامة نظام فعال لمراقبة أنشطة الدوحة الداعمة للإرهاب. وقال قرقاش إن الإمارات، والسعودية، ومصر، والبحرين، لم يعد بإمكانها أن تثق في قطر من جديد، بسبب ما ارتكبته قطر ضدها، وقال قرقاش الذي يزور لندن، إن "منسوب الثقة في قطر، صفر" ولذلك "نطالب أصدقاءنا الغربيين بإقامة نظام مراقبة ولعب دور فيه".

 

واعتبر قرقاش أن من شأن هذا النظام الجديد التأكد من منع سعي قطر إلى تمويل منظمات وشبكات إرهابية، مثل الإخوان المسلمين، وحماس، والقاعدة

 

تأثير الحصار

وبعد انتشار الأخبار حول نقص الدواء والمستلزمات الطبية في قطر  نتيجة الحصار المفروض عليها، قالت "مؤسسة حمد الطبية" في قطر إنه "لا يوجد أي نقص في المستلزمات الطبية أو الأدوية بسبب الحصار المفروض على الدولة من عدد من الدول الخليجية". وأضافت المؤسسة أن لديها إمدادات من الأدوية والمستلزمات الطبية الهامة الأخرى تكفي لعدة أشهر. وبينت "أنه في حال توقفت بعض طرق توريد هذه الإمدادات فستقوم المؤسسة بكل تأكيد بإيجاد موردين جدد للأدوية والمستلزمات الطبية". وفيما يتعلق بتقديم الرعاية الطبية لمقيمي الدول الخليجية التي فرضت الحصار على دولة قطر أو غيرها من الدول، شددت  المؤسسة على أنها تواصل تقديم الرعاية الطبية لكافة المرضى والمراجعين بغض النظر عن جنسياتهم .  

الإمارات تخاطب ود الكونجرس

 

زار الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية الإماراتي، " الولايات المتحدة الأمريكية مشيرا إلى عمق العلاقات الثنائية بين الإمارات وواشنطن خلال لقاءات مع أعضاء في الكونجرس الأمريكي وفقا لوكالة الأنباء الرسمية.

 

واجتمع بن زايد مع السيناتور كريس ميرفي والنائب مارك ميدوز والسيناتور كريس كونز والسيناتور مايكل بينيت والسيناتور تيم كيين والنائب الديمقراطي ستني هوير.

 

وأطلع أعضاء الكونجرس على الإجراءات الدبلوماسية والاقتصادية التي اتخذتها الإمارات والدول الأخرى ضد قطر من أجل "إيقاف دعمها المالي للمنظمات المتطرفة وتدخلاتها في شؤون الدول الأخرى"، بحسب ما اوردت وكالة وام الإماراتية.

 

وفي تصريحات سابقة، أعرب وزير خارجية قطر الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، عن استعداد بلاده لبحث طلبات الدول التي تقاطعها "إن وُجدت"، إلا أنهم لم يحصلوا على أي طلبات. وقال وزير خارجية قطر إن بلاده "على استعداد للجلوس والحوار مع الدول المقاطعة لها حول هواجسها وافتراضاتها بتدخلنا في شؤونهم وتأثير سياستنا على أمنهم". ومنذ 5 يونيو الجاري، قطعت 7 دول عربية علاقاتها الدبلوماسية مع قطر، وهي: السعودية والإمارات والبحرين ومصر واليمن وموريتانيا وجزر القمر، واتهمتها بـ"دعم الإرهاب"، فيما نفت الدوحة تلك الاتهامات.

وشدّدت الدوحة أنها تواجه حملة "افتراءات" و"أكاذيب" تهدف إلى فرض "الوصاية" على قرارها الوطني.

 

مقالات متعلقة