بعد موافقة البرلمان..هل يهدد التنازل عن تيران وصنافير الأمن القومي المصري ؟

اتفاقية تيران وصنافير

 

بعيدًا عن الجدل المثار حاليًا في الشارع السياسي المصري، بعد موافقة مجلس النواب على اتفاقية ترسيم الحدود البحرية مع المملكة العربية السعودية، ثمة تساؤل يطرحه الوقت الراهن حول مدى أهمية جزيرتي تيران وصنافير للأمن القومي المصري .

 

 

خبراء عسكريون تباينت آراؤهم، فمنهم من يرى أن هناك خطرًا قادمًا لا محالة يهدد الأمن القومي في حال تسليم الجزيرتين في الوقت الذي يؤكد آخرون عدم وجود أي ضرر من تسليمهم للمملكة العربية السعودية.

 

 

ووافق مجلس النواب الأربعاء الماضي على اتفاقية ترسيم الحدود البحرية مع السعودية، والتي تقضي بنقل السيادة المصرية على جزيرتي "تيران وصنافير" إلى المملكة.

 

وفي 30 ديسمبر الماضي أحالت حكومة شريف إسماعيل بعد موافقة جميع أعضائها اتفاقية ترسيم الحدود التي وقعت مع المملكة في أبريل الماضي لمجلس النواب، بالمخالفة لحكم القضاء الإداري الصادر في يونيو الماضي ببطلانها.

 

اللواء مصطفى كمال، عضو تكتل 25/30، قال إنهم أرسلوا للرئيس عبدالفتاح السيسي يطالبونه بعدم التصديق على اتفاقية " تيران وصنافير"، والانتظار لحين صدور حكم المحكمة الدستورية العليا بشأنها؛ لأن التنازل عن الجزيرتين يهدد الأمن  القومي المصري.  

وأضاف نجل اللواء كمال الدين حسين أحد أعضاء تنظيم الضباط الأحرار، لـ" مصر العربية"، أن مضيق " تيران" بالأخصّ يُعد التنازل عنه خطرًا كبيرًا؛ لأنه بعد تسليمه للسعودية لا نعرف مصيره، فهناك مراسلات قديمة بين الملك فيصل والإدارة الأمريكية بشأن إنشاء قواعد عسكرية فيه.

 

وتابع: مضيق " تيران" قامت بسببه حرب 1967؛ لذلك فالتنازل عنه بهذه السهولة ليس منطقيا، كما أنه لا أحد يعرف مصيره فوارد أن تُنشأ فيه قواعد عسكرية أمريكية، كما أن إمكانية عمل إسرائيل لقناة موازية سيؤثر على قناة السويس، لافتا إلى التنازل عن جزيرتي " تيران وصنافير" كله أضرار.

 

على النقيض قال اللواء عبدالمنعم سعيد، رئيس هيئة علميات القوات المسلحة الأسبق، إن الجزيرتين سعوديتان، فبينهم وبين الحدود المصرية 7 كم عرض في خليج العقبة، لافتًا إلى أن وجود قواتنا عليها كان للتأمين بناء على طلب من السعودية.

 

وأضاف سعيد، لـ" مصر العربية"، أن تسليمهم للسعودية، لن يأتي بنتائج سلبية على مصر كما يردّد البعض؛ لأنهما لا يمثلان تهديدًا للأمن القومي المصري، مشيرا إلى أن مصر مسيطرة على حدودها، وتستطيع صد أي عدوان عليها في أي وقت.

 

وأشار إلى صعوبة تحول الجزيرتين لمياه إقليمية؛ لأنها ملك للسعودية، موضحا أنه لو كانت هناك نية لتحويلها لمياه إقليمية لأبقتها مصر بحوزتها.

 

أما اللواء محمد علي بلال، قائد القوات المصرية في حرب عاصفة الصحراء، فأكّد أن أهمية الجزيرتين تأتي من تحكمهما في مدخل خليج العقبة وميناءي إيلات والعقبة في إسرائيل والأردن.

 

وأضاف بلال، في تصريحات صحفية، أن الصراع حول الجزيرتين يرجع لعام 1949 عندما كانت مصر تحارب إسرئيل وخرقت الهدنة و استولت على أم الرشرش وجعلته ميناء إيلات، مشيرا حينها استشعرت السلطتان المصرية والسعودية الخوف من استيلاء إسرائيل على الجزيرتين للتحكم فى مدخل خليج العقبة؛ لتأمين نفسها و حرمان مصر والأردن من الخليج.

 

وتابع : في عام 1950 طلبت السعودية من مصر حماية الجزيرتين ؛ لعدم قدرتها على الدفاع عنهما في مواجهة إسرائيل ، و بالتالى أعلنت السيادة المصرية على المنطقة .

 

 

وأشار  إلى امتلاكه خطابا رفعته وزارة الحربية و البحرية إلى رئيس مجلس الوزراء مصطفى النحاس سنة 1951 وفيها يوضح واجبات القوات المصرية فى منطقة خليج العقبة و فى متنه يقول " و قد أرسلت جميع هذه القوات على وجه السرعة لاحتلال هذه المنطقة الاستراتيجية" و لفظ احتلال يوضح أن الجزيرتين ليستا مصريتين ، إنما تواجدنا فيها حفاظا على حقوق العرب فى هذا الخليج.

 

وأكد أن عقيدة القوات المسلحة تعنى الحفاظ على كل حبة رمل فى هذا الوطن؛ لذلك فلو كان هناك حبة رمل مصرية فوق تيران و صنافير لا يمكن نفرط فيهما، ولو مثلا تهديدا لأمنها لن تتركهم تحت سيادة غيرها.

 

 

 

مقالات متعلقة